أكوام الحطب تطل مجدّداً بعد حصار الزراعة شهراً
عادت أكوام الحطب المحلي من جديد بعد أن عمّ الدفء بعض مناطق السعودية، فيما تعاني أخرى أمطارا غزيرة وصلت في بعضها لحد السيول. وشهدت مدينة بريدة وقوف سيارات تحمل حطبا محليا تم منع بيعه قبل نحو شهر، حيث وقف سعوديون بجوارها بعد أن حمّلوها بالحطب ليبيعوه بسعر يرتفع عن السابق بأكثر من 50 في المائة، مستغلين قرار منع بيع الحطب المحلي لرفع الأسعار، فيما جاورتها عمالة وافدة وضعت حطبا مستوردا وفحما حول خيامها، التي خلت من أكوام الحطب المحلي الذي يفضل استخدامه سكان بريدة من أمثال السمر والأرطى والغضا. ووصلت أسعار سيارة الوانيت الصغيرة محملة بنصف حمولة حطب إلى أكثر من 1300 ريال بينما كانت تباع في السابق بـ 650 ريالا فقط. وأشار أحد باعة الحطب – فضّل عدم ذكر اسمه – إلى أن المنع لم يمنحهم فرصة لتصريف ما لديهم من حطب محلي على الرغم من أن كمياته لديهم كبيرة، مؤكدا أنه تم إخلاء السوق خلال يومين ليعود الباعة إليه ثانية رافعين الأسعار، لافتا إلى أن المنع تزامن مع شدة البرد التي عمّت أجواء السعودية خلال الفترة الماضية.
ويقول: “هناك الكثير من الشباب العاملين في جمع الحطب، حيث يمثل ذلك مصدر دخل لا يستطيعون تركه ما لم يكن هناك بديل يغنيهم عن هذا المصدر، وقرار منع بيعه أعطاهم فرصة للبيع بسعر أعلى مع ارتفاع المخاطرة عبر تهريبه من النفود إلى داخل المدن”. فيما طالب أحد الحطابة بوضع خطوات واضحة عند جمع الحطب مثل استخدام المناشير الكهربائية التي تبقى جذوره لتعود من جديد، بدلا من خلع الحطب من جذوره، مضيفا أن الغالبية تجمع الحطب اليابس وهذا لا يؤثر في البيئة. وأكد أرشد خان “باكستاني” أن الحطب الجديد غير مناسب ولا يحبذه السعوديون في منازلهم، والعديد منهم اشتراه ثم قام بإرجاع بعضه في اليوم التالي، لافتا إلى أنه يعمل في الحطب منذ أكثر من 13 عاما، حيث يحصل على الحطب من جامعيه من السعوديين الذين يجلبونه من مواقع متعددة ليقوم خان بتقطيعه وبيعه بأكوام. فيما يشير عبدالرحمن السنيدي “متخصص في تجهيز بيوت الشعر إلى “أن المداخن الخاصة تستهلك الحطب بشكل كبير حيث يذهب أكثر من 60 في المائة من الحطب في سرعة الإشعال في تلك المداخن، التي تم تصميمها لتسحب الدخان بسرعة أكبر وتساعد على إشعال النار بسرعة، وهذا يستهلك الحطب، وقال: “كنا في السابق نستهلك نصف كمية الحطب في موسم الشتاء بينما ارتفع الاستهلاك للضعف في الموسم الحالي”، مشيرا إلى أن هناك توسعا في تجهيز مواقد النار في المنازل السعودية في منطقة نجد والشمال عموما وبنسبة أكبر من السابق، الأمر الذي يستهلك الحطب بشكل أكبر، كما أن الرحلات في الصحراء تستهلك أيضا كمية كبيرة من الحطب من خلال إشعال النار بشكل مبالغ فيه من قبل البعض.