مفحط يسحل ويكسر جمجمة طفل أراد مفاجأة والده بالمدينة
لم يدر الطفل الحسن الشريف ذو الـ11 ربيعًا أن الذهاب للمتجر من أجل شراء هدية لوالده العائد من السفر سيكلفه حياته، فأثناء عبوره الطريق باغتته سيارة مسرعة -190 كلم/ الساعة- يقودها مستهتر «مفحط» أنهت حياة الطفل وبددت آمال أسرته وخلّفت لهم الأسى والحسرة.
وبعد ارتطام السيارة بجسد الطفل الصغير هوى عاليًا قبل أن يرتطم بالأرض ليصاب بكسور في الجمجمة وسحل لنصفه الأيمن على الأرض تجاوره هديته لوالده.
ولاذ السائق المتهور بالفرار تاركًا خلفه الطفل مضجرًا بدمائه قبل أن يسلم نفسه بعد وقوع الحادث بـ48 ساعة وأسعف أهالي الحي الطفل وحملوه ونقلوه إلى مستشفى المواساة ثم نقل بعد ذلك إلى مستشفى الملك فهد بقسم العناية المركزة إلا أنه لفظ أنفاسه الأخيرة.
الناطق الإعلامي لمرور منطقة المدينة المنورة ومدير شعبة السلامة المرورية العقيد عمر بن حماد النزاوي وصف الحادث بالمؤلم والشنيع على حياة طفل في عمر الزهور، وقال إنه فور وقوع الحادث قامت إدارة المرور بإجراءات البحث والتحري إضافة إلى توزيع بروشورات (مطويات) توضح نوع السيارة ونوع الحادث إلا أن السائق سلم نفسه بمحض إرادته وتم إيقافه وإيداعه التوقيف بعد أن اعترف بمسؤوليته عن الحادث وعن ممارسته للتفحيط وقتها.
زارت مصادر والد الطفل وليد حسين الشريف وأدت واجب العزاء فحكى والدموع تملأ عينيه «كنت مسافرًا لجدة وقررت يوم الثلاثاء الماضي أن أرجع لكي ألتقي بأسرتي بعد أن قضيت عدة أيام في جدة وعندما علم ابني الحسن بأنني عائد وسوف التقي به وأنا في طريقي قبل المدينة بـ 100 كيلومتر تقريبا طلب الحسن من والدته أن تسمح له بمفاجأتي بهدية فقال لها بقلبه الكبير أريد أن أفاجئ والدي.
وأضاف وفعلاً صلى الحسن صلاة الظهر وأخرج 17 ريالاً وفرها من مصروفه وحرم منها نفسه الصغيرة لهذا الغرض وذهب الحسن للبقالة واشترى الهدية التي أرادها مفاجأة لوالده وعند عودته من البقالة حدثت الحادثة فسحب السائق المتهور ابني بعد أن ارتطم به مسافة 90 مترًا، وأضاف والد الطفل الحسن لم يكتفِ السائق المتهور الذي أفقدني ابني بدهسه بل فرّ هاربًا تاركًا طفلي الصغير وحده على الطريق مضجرًا بدمائه و آلامه.
على صعيد متصل يعيش أهالي حي المطار بالمدينة حالة من الرعب والخوف من انتقام المفحطين بممارسة التسلط وتكسير السيارات عن كل شخص يشتبهون أنه بلّغ عنهم فيما بلغ عدد الأطفال المتوفين دهسًا جراء التفحيط والتهور الذي يمتهنه البعض 4 أطفال.
وشكا أهالي حي المطار تحفظوا عن ذكر أسمائهم خوفًا مما وصفوه ببطش المفحطين تجاه المبلغين عنهم من أهالي الحي والانتقام منهم سواء بسرقة إطارات السيارات أو بالتجمع أمام منزل المبلغ لممارسة التفحيط خصوصًا بعد خروج الطلاب من المدارس وبعد صلاة العصر وحتى منتصف الليل وتزداد في أيام الخميس والجمعة.
وقال أحد سكان الحي بعض الشباب يقومون بالتفحيط أمام مركز شرطة المطار ويستعرضون بسياراتهم ويقودون سياراتهم بسرعات جنونية وأصبحنا نخشى على أعراضنا من الانتهاك والاستهتار الذي يفتعله البعض بجرأة عجيبة على القانون والعادات.