الهجوم الإرهابي على مجمَّع بقيق للبترول كان سيطلق تفجيراً بقوة ثلاث قنابل ذرية
كشف تقرير تليفزيوني أن التفجير الإرهابي الذي كان يستهدف مجمع تكرير البترول في محافظة بقيق في 2006، كان سيطلق انفجاراً بقوة ثلاث قنابل ذرية، وستطال تأثيراته 68 ألف نسمة غير الخسائر المادية الفادحة التي سيخلفها محلياً ودولياً.
وقال الموظف السابق بالمجمع الشيخ محمد مانع آل ربيع في تقرير تليفزيوني بثه برنامج (همومنا) على القناة السعودية الأولى مساء أمس، أن لطف الله حمى البشر وثروات بلاد الحرمين من كارثة كبيرة، خاصة أن المجمع يعد الأكبر في العالم، وتمر به 75% من إنتاج المملكة من البترول. مشيراً إلى أن انفجار الغاز الذي كان بداخل الأنابيب سيقضي على مساحة تتجاوز سبعين كيلو متراً مربعاً.
واستعرض التقرير مقاطع فيديو لأفراد الفئة الضالة، قبيل اقتحامهم المعامل، حيث أهدى أحدهم وهو عبدالله بن عبدالعزيز التويجري العملية لزعيم القاعدة السابق أسامة بن لادن، وهو ما يعكس حالة من التخبط والاستهتار بأحد أهم مقدرات العالمين العربي والإسلامي، ونهضة الإنسانية أجمع.
وعلق أحد رجال الأمن المشاركين في إحباط العملية، قائلاً إنه تلقى اتصالاً من موظف السنترال ذكر فيه أن حالة تفجير وقعت في معمل بقيق، ولحظتها سمع في الجهاز أن سيارة لاندكروزر بيضاء فرت، فتأكد أنهم من الجماعة الضالة فأخرج سلاحه الرشاش وأطلقه باتجاه السيارة المسرعة، مشيراً إلى أنه اضطر للعودة للتزود بالذخيرة، لكنه بعد أن رجع كانت السيارة قد اختفت.
وأضاف المستشار الاقتصادي طلعت زكي حافظ خلال التقرير أن العملية لو نفذت لأثرت على عصب الاقتصاد العالمي، كون المملكة هي المصدر الأكبر والمنتج للنفط في العالم، وتمتلك أكبر احتياطيات العالم بأكثر من 265 مليار برميل، ومحافظة بقيق تنتج وحدها حوالي 75% من الإنتاج، أي أكثر من سبعة ملايين برميل يومياً.
واستنكر فرحة المعتدين بإهداء العملية لزعيم القاعدة السابق وكأنها إنجاز، مبيناً أن المحاولة كانت ستعطل منشأً حيوياً نفطياً بقدرة تفجير تصل لحوالي ثلاث قنابل نووية، وهو ما كان سيؤثر أيضاً على مدن ومحافظات المنطقة الشرقية المتقاربة وأبرزها الجبيل، ويؤدي إلى وقوع ضحايا بشرية وخسائر مادية فادحة.
واستبعد حافظ معرفة المعتدين بحجم الضرر والخسائر البشرية، التي كانت ستسفر عن عمليتهم التي ستطال حوالي 68 ألف نسمة.
أما المستشار والكاتب الصحفي مشاري الذايدي، فلفت خلال التقرير الانتباه إلى مفارقة غريبة بربطه لما تعرضت له مؤخراً شركة أرامكو السعودية من هجوم إلكتروني على «السيرفرات» الخاصة بها، بهدف ضرب العصب الإلكتروني لأكبر منتج نفط في العالم، وهو ما استدعى تدخل جهات دولية للتحقيق وللاستشارة، حيث تبين لاحقاً أن الهجوم مرتبط بجهات معادية للسعودية، من أفراد ودول.
وعاد المستشار حافظ إلى مداخيل المملكة من البترول، حيث بيَّن أن عائدات النفط هي أساس ضخ الأموال في شرايين المملكة، وذلك في كل الشرائح ومنها الخدمات، والمدارس، والمستشفيات، والضمان الاجتماعي، والقروض بمختلف أنواعها، وبرامج الابتعاث، وغيرها، مضيفاً في سياق الحديث حول النواحي الأمنية لتلك المنشآت الحيوية بقوله إن هناك جهة أمنية متخصصة لحماية هذه المنشآت، وهي من أقوى الجهات الموجودة، لكن للأسف بعض المعتدين كانوا يعملون في هذه المنطقة، ويعرفون خباياها.