التحقيق مع 12 ممرضة سعودية يرفضن الكشف على عورات الرجال
أحالت مديرية الشؤون الصحية في محافظة الأحساء 12 ممرضة سعودية، يعملن في أحد المستشفيات الحكومية إلى «التحقيق»، بعد رفضهن العمل في قسم تنويم الرجال احتجاجاً على إجبارهن على «الكشف عن عورات الرجال أثناء تحميمهم وتغيير ملابسهم» في بعض الحالات. وتسعى «صحة الأحساء» إلى معرفة من تقف خلف خطاب تضمن شكوى الممرضات، رُفع إلى جهات حكومية حول القضية.
وتمسكت الممرضات السعوديات اللاتي يعملن في مستشفى حسن العفالق للرعاية التأهيلية، بفتوى أصدرتها هيئة كبار العلماء في العام 1415هـ، تنص على «عدم جواز قيام الممرضة بالكشف على عورة الرجل مثل تضميد جروحه»، مستدركة «إلا إذ اضطر إليها (إلى الممرضة)، بأن لم يوجد في المستشفى غيرها من الرجال». وأكدت الفتوى التي وقع عليها 5 من أعضاء الهيئة، بينهم المفتي العام السابق الشيخ عبدالعزيز بن باز «يرحمه الله»، على «عدم التساهل في هذا الأمر». ورفعت الممرضات الممتنعات عن العمل، شكوى إلى مديرية الشؤون الصحية في الأحساء، وأخرى إلى رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الأحساء ، أكدن خلالها «إجبارنا على الكشف عن عورات الرجال أثناء تحميمهم وتغيير ملابسهم».
واعتبرت الممرضات هذه المهمات» من صميم عمل الرجال من هيئة التمريض»، لافتات إلى أنه يتم «حسم جزء من رواتبنا في حال رفضنا الكشف على الرجال»، وعلى رغم امتناعهن عن العمل منذ نحو أسبوع، إلا أن الممرضات يأتين إلى المستشفى يومياً، ويوقعن في سجل الحضور والانصراف، وبعدها يذهبن إلى إحدى الغرف، ويبقين فيها حتى نهاية الدوام.
وأكدت ممرضات تحدثن إلى الصحيفة عدم قبولهن بهذا الوضع «مهما كانت الظروف»، مناشدين وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة، «النظر في موضوعنا، وبخاصة أن هناك فتوى من الشيخ عبدالعزيز بن باز «يرحمه الله»، وكبار العلماء بعدم جواز ذلك»، مؤكدات عدم مقدرتهن «الكشف عن عورات رجال أثناء تحميمهم وتغيير ملابسهم، وهم في وعيهم. ما يسبب لنا الحرج أثناء ملامسة أجزاء حساسة من الجسم، وهو عمل من المفترض أن يقوم به ممرض وليس ممرضة» بحسب قولهن.
وأمضت الصحيفة ساعة كاملة في قسم الرجال في مستشفى «الرعاية التأهيلية»، لم يظهر خلالها أثر للممرضات. إذ كن في إحدى الغرف المنزوية، ورفضن الخروج للتحدث مع الصحيفة، مشترطات أن يكون ذلك من خلال الهاتف، «خوفاً من المدير المناوب وبعض المسؤولين في هيئة التمريض بالمستشفى». فيما علمت الصحيفة عن بدأ لجنة تحقيق أعمالها أول من أمس الاثنين، والتقت ممرضات الفترة الصباحية، وتنتظر ممرضات الفترة المسائية دورهن في التحقيق. فيما ركّزت اللجنة في الأسئلة الموجهة إلى الممرضات على معرفة مَنْ قامت بكتابة الشكوى ورفعها إلى المديرية وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.