المعارضة المصرية تحشد أنصارها للإطاحة بمرسي
يتدفق المتظاهرون منذ صباح الأحد 30 يونيو/حزيران على ميدان التحرير قبل ساعات من تظاهرات حاشدة انطلقت عصراً في القاهرة والعديد من المحافظات، للمطالبة باستقالة الرئيس محمد مرسي وتنظيم انتخابات رئاسية مبكرة.
وتمهيداً لهذه التظاهرات، التي تنظم في ذكرى مرور سنة واحدة على تولي مرسي مهامه، نصب المتظاهرون خياما في ميدان التحرير، حيث يعتصم نشطاء منذ يومين ورفعوا لافتات ضد الرئيس مرسي في الساحة، التي تعد رمزا للثورة التي أفضت إلى تنحي الرئيس السابق حسني مبارك في 2011.
إلى ذلك، تقدم الدكتور طارق المحلاوي وكيل وزارة الصحة بالمنوفية صباح اليوم باستقالته إلى وزير الصحة ومحافظ المنوفية عقب ما وصفه بفشل الحكومة ورئيس الدولة في تحقيق شعار الثورة “عيش ـ حرية ـ عدالة اجتماعية” خلال عام مضى على توليها المسؤولية، واعلن انضمامه للمتظاهرين بالتحرير.
وفي الإسكندرية، تزايدت أعداد المتظاهرين في محيط مسجد القائد إبراهيم لتصل إلى قرابة 30 ألف متظاهر، وامتدت الحشود من محيط المسجد بمحطة الرمل إلى مكتبة الإسكندرية بطول الكورنيش، كما حلقت مروحيات عسكرية فوق سماء المدينة.
وقطع المئات من موظفي جامعة الإسكندرية طريق الكورنيش أمام مبنى إدارة الجامعة، في إطار فعاليات مظاهرات 30 يونيو للمطالبة برحيل الرئيس محمد مرسي. وردد الموظفون هتافات، ورفعوا لافتات تطالب برحيل الرئيس مرسي “الفاشل”، حسب قولهم.
وانضم إلى المتظاهرين مسيرة مكونة من 20 طريقة صوفية من أبو العباس متوجهة إلى سيدى جابر عبر القائد إبراهيم، وتجمعت مسيرة تضم حوالي 3000 أمام مسجد عبدالحليم محمود بالعصافرة متوجهة إلى سيدي جابر.
حالات تسمم
وأفاد مرسل “العربية” بالإسكندرية بوقوع حالات تسمم بين المحتجين بالإسكندرية بعد توزيع مجهولين زجاجات مياه عليهم.
ويواجه مرسي تعبئة غير مسبوقة ضده، وسط مخاوف من مواجهات بين أنصاره ومعارضيه، سبق للجيش أن حذر من أنها قد تدفعه إلى التدخل “لمنع اقتتال داخلي”.
وأعلنت حملة “تمرد”، التي أطلقت الدعوة للتظاهرات واكتسبت زخما كبيرا في الشارع المصري خلال الشهرين الماضيين، السبت، أنها جمعت أكثر من 22 مليون توقيع على استمارتها المطالبة بسحب الثقة من الرئيس مرسي وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة.
ودعا المتحدث باسم الحملة، محمود بدر، ملايين الموقعين على استمارة “تمرد” إلى النزول إلى الشارع، مؤكدا أن توقيعاتهم لن تكون لها قيمة كبيرة “بدون تظاهرات واعتصامات وعصيان مدني” في إشارة إلى التصميم على البقاء في الميادين حتى تحقيق الهدف من الحملة.
وتزامن انتشار حملة تمرد مع تصاعد الغضب الشعبي في البلاد الذي تعاني أزمة اقتصادية متفاقمة انعكست على الحياة اليومية للمصريين في صورة ارتفاع في الأسعار وانقطاع متكرر للكهرباء وأزمات في الوقود.
وبث محمد البرادعي، رئيس حزب الدستور أحد قادة جبهة الإنقاذ الوطني المعارضة مساء السبت شريط فيديو قصيرا دعا فيه المصريين إلى المشاركة في التظاهرات “السلمية”، وطالب الرئيس مرسي بـ”الاستماع إلى صوت الشعب الذي يريد انتخابات رئاسية مبكرة”.
مخاوف من اقتتال وحرب أهلية
وهناك مخاوف من أن تؤدي التحركات المناهضة لمرسي، وهو أول رئيس منتخب بعد ثورة 25 يناير التي أطاحت بمبارك، إلى اشتباكات عنيفة.
ومنذ الأربعاء الماضي قتل 8 أشخاص في صدامات شهدتها أكثر من محافظة بين أنصار الرئيس المنتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين وبين معارضيه.
والأسبوع الماضي تحدث وزير الدفاع، الفريق أول عبدالفتاح السيسي، لأول مرة منذ توليه مهام منصبه في أغسطس/آب 2012، عن إمكانية تدخل الجيش مجددا في الحياة السياسية.
وأكد السيسي أن “المسؤولية الوطنية والأخلاقية للقوات المسلحة تجاه شعبها تحتم عليها التدخل لمنع انزلاق مصر في نفق مظلم من الصراع أو الاقتتال الداخلي أو التجريم أو التخوين أو الفتنة الطائفية أو انهيار مؤسسات الدولة”.
وتابع “ليس من المروءة أن نصمت أمام تخويف وترويع أهالينا المصريين، والموت أشرف لنا من أن يمس أحد من شعب مصر في وجود جيشه”.
وفيما واصل الجيش انتشاره لتأمين مؤسسات الدولة، التقى الرئيس مرسي، مساء السبت، السيسي “للاطمئنان على استعدادات وزارة الدفاع لتأمين المنشآت الحيوية والاستراتيجية للدولة وحماية المواطنين”، بحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية.
وتتهم المعارضة الرئيس مرسي بأنه “فشل” في إدارة الدولة، وبأنه يسعى إلى “أخونة” كل مفاصلها، كما تتهمه بـ”الاستبداد” منذ أصدر في نوفمبر/تشرين الثاني 2012 إعلانا دستوريا أثار أزمة سياسية كبيرة في البلاد.
وأعرب الرئيس الأميركي باراك أوباما، السبت، عن قلقه إزاء الاضطرابات في مصر ودعا نظيره المصري إلى حوار أكثر جدية مع المعارضة.