الأخبار المحلية

رسالة جوال تفرق بين زوجين بعد ارتباط ربع قرن ‏

فرقت محكمة الشقيق بين زوجين سعوديين دام زواجهما 25 عاماً ‏بالطلاق البائن، عقب رسالة جوال كتبها الزوج لزوجته في ساعة غضب ليقع بها الطلاق “الثالث” ‏والأخير بينهما. ‏
الزوج أبدى ندمه أمام قاضي المحكمة الذي قضى بوقوع الطلاق ‏‏”الثالث”. أفهم القاضي الزوج أن زوجته قد بانت منه بينونة كبرى ولا يحل له ‏العودة إليها إلا بعد أن تنكح زوجا غيره نكاح رغبة لا نكاح تحليل، وأن عليها ‏العدة.
‏الزوج لم يدرك أنه خط نهاية حياته الزوجية بتهديده لزوجته عبر ‏كتابة رسالة جوال أرسلها لزوجته التي كان قد طردها من منزله وكتب ‏فيها “إن لم تعودي إلى المنزل حتى غروب شمس يوم الجمعة فأنت طالق‏”. وقال الزوج أمام قاضي المحكمة إنه كان في لحظة غضب، ونادم على ‏فعلته، وحسب ما روته الزوجة التي انتقلت للسكن في مدينة جدة مع ‏عائلتها إنها عاشت 25 عاما بين طاعة زوجها وتربية ‏أبنائهما، لكنه كان دائم الإساءة لها والتلفظ عليها بألفاظ جارحة، وبينت ‏أنها طلقت منه مرتين من قبل بسبب عصبيته، وقبل واقعة إرساله الرسالة ‏الأخيرة أقدم على طردها وسبها أمام أبنائها الستة وأضمر في نيته ‏الإضرار بها ولم يحفظ لها عشرتها وصبرها معه وتحملها عصبيته.
‏ ومن الناحية الشرعية أكد عضو المحكمين والمختص بحل القضايا ‏والمشاكل الأسرية بجدة الدكتور أحمد عبد القادر المعبي وقوع الطلاق ‏برسالة الجوال إذا اعترف الزوج بذلك ولم ينكره أمام القاضي، ويؤكد أن ‏الطلاق يقع إذا تلفظ به الإنسان أو كتبه في ورقة أو كتبه في رسالة عبر ‏الجوال أو رسالة عبر الإنترنت ما دام أنه قاصد إيقاعه مختارا لذلك. ‏وكان الطلاق بالسابق يقع بلفظ صريح كقوله أنت طالق أو عليك الطلاق ‏أو طلقتك ونحو ذلك من الألفاظ المتصرفة من هذه الكلمة، لقول النبي، ‏صلى الله عليه وسلم: “ثلاث جدهن جد وهزلهن جد، النكاح والطلاق ‏والرجعة”. رواه أبو داود. ويشترط فيه أن يعترف الزوج أمام القاضي بكتابته للرسائل، وأن تكون ‏الرسائل التي أرسلها لزوجته مفهوما معناها وقصدها واضح.
وقال: الحاصل أن الطلاق عبر رسائل الجوال وغيرها من وسائل التقنية ‏الحديثة‎ ‎يثبت كطلاق تام متحقق فيه قصد الزوج ومتيقن منه مع وجود ‏النية كالعمل بسائر العقود، ويعتبر هذا الطلاق واقعا باعتراف الزوج ‏وبسؤاله حضوريا.
أما في حال إنكار الزوجة تسلمها الرسالة فالمرجع في ذلك إلى القضاء ‏في إثبات الطلاق أو نفيه. ولذلك يستحب للزوج أن يشهد إذا طلق عن ‏طريق الوسائل العصرية ليستوثق الأمر لتكون الحقوق واضحة بين ‏الزوجين.
ويحذر الدكتور أحمد المعبي الأزواج من التسرع والتصرف باستعجال، ‏مؤكدا أن هدم البيوت أمر صعب، والأصعب منه تشرد الأطفال وحرمانهم ‏من حنان الأم، ناصحا بعدم استغلال وسائل التقنية الحديثة في هدم الأسر، ‏والتمسك بالحفاظ على كيان الأسرة، وحسن التصرف والصبر على ‏صعاب الحياة.‏