سماحة المفتي العام: التبرع بالدم عمل صالح والدولة شجعت عليه
قال سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ إنه لا يلزم المرأة قبل الدخول عليها وقبل ذهابها إلى بيت الزوجية أن يأمرها أو يمنعها زوجها، لافتا إلى أن الأمر والنهي عليها يكون بعد تسلمها والدخول عليها.
وحض سماحته على التبرع بالدم، لافتا إلى أنه أمر مستحسن لمن كان قادرا على ذلك، وأن الدولة شجعت على ذلك وتقدر فعل المتبرع، مبينا أنه عمل صالح وخير إذا أراد به المتبرع وجه الله لأن فيه إسعافا لأخيه المسلم وإنقاذا لحياته.. فإلى التفاصيل:
حدثونا عن كثرة أعمال الخير وطرقه وأبوابه ولعل منها التبرع بالدم فهل من كلمة حول هذه الأعمال وخصوصا التبرع بالدم للمحتاجين؟
البر عمل الخير والله جل وعلا يقول: (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان)، وقال: (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون).
فالتعاون على البر تعاون المسلمين فيما بينهم على كل ما يحتاجون إليه فيما يصلح دينهم ودنياهم فيعين بعضهم بعضا بأي نوع من أنواع الإعانة بقول أو فعل أو مال أو بمساعدة على العمل، المهم أن يكون له يد في هذا الأمر الخير سواء بقوله أو فعله أو ماله أو جاهه، المهم أن يسعى في الخير جهده، ولهذا المسلم حريص على كل خير بقوله وفعله يأمر بالخير وينهى عن الشر ويدعو إلى العدل ويحذر من الظلم، يدعو إلى الإحسان ويحذر من الإساءة، هكذا المسلم خلقه دائما أن يسعى في منفعة إخوانه المسلمين، وفي الحديث (من يسر على مسلم يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة ومن فرج عن مسلم كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة والله في عون العبد مادام العبد في عون أخيه)، فما دمت في عون إخوانك ساعيا في قضاء حاجاتهم تدخل السرور عليهم تفرج همومهم وتزيل أحزانهم وتقرب بين قلوبهم وتصلح ذات بينهم فأنت في خير وعلى خير.
أما التبرع بالدم فمن المعلوم أن الدم عصب الحياة ولابد منه لحياة الإنسان، والحوادث كثيرة تختلف كحوادث السيارات وغيرها، فالتبرع بالدم للمرضى أمر مستحسن لمن كان قادرا على ذلك والدولة شجعت ذلك المتبرع وتعطيه شهادة تقدير له على ما فعله، فإن من قدر على التبرع بالدم ودمه صالح للتبرع به ولا يؤثر ذلك على صحته ولا ينقص من قدرته فإن تبرعه بالدم عمل صالح وخير إذا أراد به وجه الله لأن فيه إسعافا لأخيه المسلم وإنقاذا لحياته.
قبول الأعمال
ما علامات قبول الاعمال الصالحة؟
العمل الصالح الخالص لله من فضل الله أن الله يقبله تكرما وجودا (فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض) وقال: (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره)، وقال: (وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا)، المهم علينا أن نخلص لله عملنا وأن يكون العمل منا خالصا لله يعلم الله منا أنا نبتغي به وجهه والدار الآخرة وأن يكون العمل صالحا على طبق ما دل عليه الكتاب والسنة وأن يسأل العبد الله الثبات على الحق والاستقامة عليه، فمتى أخلص لله العمل وكان العمل صالحا وسلم من الرياء أثناء العمل فإنه يرجى له القبول بتوفيق الله، لكن هل لقبول العمل علامة، يقول بعض السلف إن من علامة قبول الحسنة فعل الحسنة بعدها ومن علامة رد الحسنة فعل السيئة بعدها فمن عمل صالحا وأعقبه عملا صالحا فإن هذا دليل على قبول العمل إن شاء الله ورغبته في الخير واستقامته عليه ومن أعقب الأعمال الصالحة بالأعمال السيئة فإن السيئات تقضي على حسنات العبد فعلى العبد أن يجد في العمل ويخلص له ويسال الله القبول، قال الله تعالى (إنما يتقبل الله من المتقين)، قال بعض السلف: لو علمت أن الله قبل عملي لتمنيت الموت لأن الله يقول (إنما يتقبل الله من المتقين) والله تعالى يقول: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا)، فعلينا الإخلاص والمتابعة وسؤال الله الثبات وأن يعيذنا من زيغ قلوبنا فإن العبد على خطر في هذه الدنيا (إن العبد ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينها وبينه إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى مايكون بينها وبينه إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها)، قال الصحابة ففيم العمل يارسول الله؟ قال: (اعملوا فكل ميسر لما خلق له) فعلى المسلم الاستقامة والثبات ويسأل الله القبول ويستعيذ بالله من الحور بعد الكور ومن الضلالة بعد الهدى ونسأل الله الثبات.
أفعال الرسول
هل أفعال الرسول صلى الله عليه وسلم وأوامره كلها عبادة أم هناك أفعال تعد من العبادة وأفعال أخرى تعد من باب العادة؟
السنة ثلاث طرق، قولية وفعلية وتقريرية، فالقول من رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرا والفعل منه وإقراره الأمر كله يدل على السنة، كل العبادات التي تعبد الله بها فإننا نأخذها ونقتدي بنبينا صلى الله عليه وسلم فيها (صلوا كما رأيتموني أصلي)، (خذوا عني مناسككم)، الأفعال الخلقية قد لا تكون سنة لأنها أشياء عادية مثل أكله أو شربه وغير ذلك، لكن طريقة الأكل أداب الأكل أداب اليقظة هذه سنة سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، نعلم أن الأكل ضروري لكن كونه يأكل باليمين ويسمي الله ويحمد الله ويشرب باليمين ويحمد الله، هذه عبادة ، فذات الأكل عادة لكن آدابه وأخلاقه عبادة نتلقاها من نبينا صلى الله عليه وسلم فهو المثل الأعلى في الأخلاق والفضائل (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا) الصحابة رضي الله عنهم نقلوا لنا سيرة النبي صلى الله عليه وسلم في أكله وشربه ويقظته ومنامه وضحكه وبكائه ورضاه وغضبه كل ذلك نقلوه لنا وبينوه لنتأسى به، فنقول: الأفعال الطبيعية أشياء عادية لكن آدابها وأخلاقها هي سنة سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلينا أن نقتدي بها.
الاعتراف بالجميل
إذا عمل لي شخص معروفا فهل قولي هذا من فضل الله ثم من فضل فلان يعد شركا؟
ليس شركا، لكن اعتراف بالجميل، لكن لو قلت له جزاك الله خيرا لكنت مبالغا في الثناء.
الحجاب الشرعي
ما شروط الحجاب الشرعي؟
هو الساتر لجميع أجزاء المرأة أمام الأجانب، فإذا خرجت المرأة إلى السوق أو أمام أجانب وجب أن تغطي جميع جسدها تغطي وجهها وتحفظ نفسها لا يظهر منها شيء يكون مدعاة لتأمل الفساق والأراذل، فالحجاب الشرعي ما أخفى زينتها أمام الأجانب من الرجال.
عورة المرأة
المرأة عورة في الصلاة فما الذي يجوز لها أن تبديه في الصلاة؟
المرأة في الصلاة لا تغطي وجهها (المرأة كلها عورة إلا وجهها)، تجعله مكشوفا إلا إذا خشيت من مضايقة رجال ينظرون إليها فنعم، وإلا تكشف وجهها في الصلاة.
ظهور الساق
إذا ظهر منها بعض الساق فما الحكم؟
يجب ستره، إذا ظهر منها على غير قصد لا يضر، لكن إذا تعمدت لا يجوز لها ذلك.
ميراث الأم
نعلم أن الإخوة يحجبون الأم من الثلث إلى السدس إذا كانوا وارثين، ولكنهم إن كانوا غير وارثين بمعنى أنهم محجوبون حجب حرمان فهل يحجبونها كذلك أم تبقى على ثلثها؟
يقول العلماء الحجب قسمان: حجب أوصاف وحجب أشخاص، أما حجب الأوصاف فإنه يمنع الإرث كالرق والقتل واختلاف الدين، هذا محجوب بوصف، هذا وجوده وعدمه سواء، فلو توفي رجل عن أمه وعن إخوة له أرقاء مالهم اعتبار، لكنه لو توفي عن أمه وإخوته الأشقاء وعن أبيه، الأول توفيت رجل عن أمه وإخوان له أرقاء وعن أبيه فنقول: للأم الثلث لأن الإخوة أرقاء لا يقوون على حجبها، أما لو كان الإخوة لأم أو أشقاء أو لأب قلنا الأم لها السدس والأب له الباقي والإخوة يسقطون بالأب لكن مع سقوطهم بالأب حجبوا أمهم من الثلث إلى السدس؛ لأنه حجب حرمان فحجب الحرمان يحجب وإن كان غير وارث.
علم الفرائض
نأمل من سماحتكم توجيه كلمة حول أهمية علم الفرائض؟
علم الفرائض من العلوم العظيمة المهمة الذي يعني نصف العلم لأن الإنسان حياة وموت فهو يتعلق بحق الأموات، (تعلموا الفرائض وعلموها الناس فهو أول علم يفقد في الأرض لأن الناس لا يجدون من يقسم تركتهم بينهم) فهو علم عظيم ويسير ولله الحمد دلت عليه نصوص الكتاب والسنة ومسائل الخلاف فيه يسيرة، أصوله لا اختلاف فيها، لكن تعلم الفن وتعليمه للناشئة من الأمور المهمة.
خروج المرأة
هل يجوز للمرأة أن تخرج من بيتها بدون إذن زوجها؟
إن كان زوجها أذن لها أو تعلم الأذن العام لها فلا مانع وإن كانت تعلم عدم ذلك فلا يجوز لها ذلك.
الجمع بين الصلوات
هل يجوز للمرأة أن تجمع بين الصلوات بسبب انشغالها بالعمل؟
أي عمل هذا، الأصل تؤدي كل صلاة في وقتها إلا إذا كانت مريضة ونحو ذلك، أما إذا كانت قادرة فلا عمل يحول بينها وبين الصلاة، فلا بد من الصلاة في أوقاتها.
الأمر للزوجة
بالنسبة للمرأة المعقود عليها ولم يدخل بها الزوج، هل لزوجها الحق أن يمنعها ويأمرها وهي في بيت أهلها؟
مادام لم يتسلمها ولم يدخل بها فلا يلزمها ذلك، هي زوجته لكن الأمر عليها والنهي يكون بعد تسلمها والدخول عليها.