فتوى الهبدانعن مشروعية الاحتفال باليوم الوطني تطل من جديد!
على رغم أن فتوى الداعية السعودي محمد الهبدان حول عدم جواز الاحتفال باليوم الوطني قديمة، إلا أن مواقع التواصل الاجتماعي لا تفتأ من تداولها، لقرب ذكراه (الإثنين المقبل)، لكن قليلاً من رواد المواقع الاجتماعية تناول رأي عضو هيئة كبار العلماء الشيخ صالح الفوزان بأن اليوم الوطني من الأعياد الجاهلية، سواء سمي بيوم أو عيد، في حين رأى المشرف العام على موقع رسالة الإسلام الدكتور عبدالعزيز الفوزان ألا حرج ولا مانع من الاحتفال باليوم الوطني.
السؤال الذي طرح للداعية محمد الهبدان قبل سنتين أو تزيد كان من مديرة مدرسة كتبت له على صفحته على موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك» تسأله عن جواز الاحتفال باليوم الوطنى فى المدرسة، فأجابها الشيخ «بأنه لا يجوز، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق وقد صدرت فتوى من اللجنة (الدائمة)بأنه بدعة»، في حين سئل عضو هيئة كبار العلماء الشيخ صالح الفوزان حول جواز الاحتفالات بالأيام، يوم الأم ويوم الأب ويوم المعلم واليوم الوطني ويوم رأس السنة ونحوها؟
فأكد وفقاً لتسجيل صوتي في موقعه، أن للمسلمين عيدين فقط هما عيد الفطر وعيد الأضحى وليس للمسلمين عيد غير هذين العيدين، وما عداهما يعد من أعياد الجاهلية، سواء سمي بأيام أو أسبوع أو عيد» مفيداً بأن الذي يعود ويتكرر من الزمان يسمى عيداً، وأضاف: «ليس هناك أعياد مكانية إلا المساجد…»
أما المشرف العام على موقع رسالة الإسلام الدكتور عبدالعزيز الفوزان فأوضح في منشور له مطول أن «المشهور عن كثير من مشايخنا هو منع ذلك وأمثاله من الأيام التي توافق عليها العالم في عصرنا الحاضر، وإن كان بعضهم متردداً بين تحريمها وكراهتها، وبعضهم يحرم بعضها ويجيز بعضها، وذكرت أنه لا يظهر لي مانع شرعي من تخصيص يوم للوطن كما هي الحال في كل دول العالم، أو يوم للمعلم أو للأم أو للعمال أو للمرور أو للشجرة أو يوم لمكافحة الإيدز أو السرطان أو التدخين أو نحوها من الأيام التي يتنادى لها العالم بدوله وهيئاته العالمية، وتقام لها النشاطات التوعية من برامج إعلامية، وحلقات نقاش ومحاضرات وكتيبات ومطويات ونحوها، من أجل لفت أنظار الناس لهذه القضايا المهمة».
ولفت إلى أن «هذه المسألة تحتاج إلى مزيد تأمل ودرس، وتمنيت من علمائنا في اللجنة الدائمة للإفتاء وغيرها أن يحسموا القول في هذه المسألة، ويبينوا وجه الصواب فيها، بحيث لا يقع الناس في تردد وحرج إما في إقرارها والمشاركة في فعالياتها، وإما في إنكارها والامتناع عن المشاركة فيها، لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق».
ونبه إلى أنه ينكر بشدة ما قد يحصل في اليوم الوطني على وجه الخصوص من منكرات ومخالفات شرعية، وتجاوز للآداب والأنظمة المرعية، وربما وصلت أحياناً إلى التجني والاعتداء على بعض المصالح العامة أو الخاصة من بعض المتهورين والسفهاء من الشباب والنساء، وأكد أنه يجب الأخذ على أيديهم، ومنعهم من ذلك، وإفهامهم أن تلك الأعمال المُشينة كما أنها محرمة شرعاً باعتبار أنها ضد المقصود من الاحتفاء باليوم الوطني، وأنها تشويه لصورة هذا البلد المبارك، وتهديد لمكتسباته. كما أن من شأنها أن تبغِّض المواطنين والمقيمين بذلك اليوم وتجعلهم يتوجسون منه خيفةً.
وخلص الفوزان إلى أنه يرجح «جواز تخصيص يوم للوطن للتذكير بأهميته، والتواصي بحفظ مصالح الوطن، وصيانة مكتسباته»، إلا أنه كره كراهة شديدة إقامة الاحتفالات والمهرجانات العامة بمناسبة اليوم الوطني، وذلك لأمرين: الأول: ما قد يحصل في هذه المهرجانات من منكرات ومخالفات شرعية، وظلم وعدوان، واستهتار بالقيم وانتهاك للحرمات، والثاني: الخشية من المبالغة في الاحتفالات التي تقام بهذه المناسبة حتى تطغى على الاحتفال بالأعياد الشرعية، التي يشرع الاجتماع لها، وإظهار الفرح والسرور بها، وتبادل التهاني والتبريكات، وإدخال الفرحة على نفوس الكبار والصغار، والأغنياء والفقراء، والتجمل والتطيب، والتوسع في المطاعم والمشارب المباحة.
فإذا بالغ الناس بالاحتفال باليوم الوطني وأمثاله ضعف اهتمامهم بالاحتفال بالأعياد الشرعية، وقلت عنايتهم بها، وتشوفهم إليها، وفرحتهم بإدراكها.