الأسد: احتمال أن تقوم أمريكا بعدوان هو قائم دائماً
صرح الرئيس السوري بشار الأسد أنه لا يستبعد تدخلاً مسلحاً أميركياً ضد بلاده بالرغم من المناقشات الجارية بشأن تفكيك أسلحته الكيميائية، في مقابلة بثتها شبكة تيليسور الفنزويلية الاربعاء.
وقال الأسد معلقاً على التهديد الأميركي بضرب سوريا رداً على هجوم كيميائي تتهم واشنطن وحلفاؤها الغربيون دمشق بالوقوف خلفه “لو عدت للحروب التي خاضتها الولايات المتحدة ولسياسة الولايات المتحدة.. فهي سياسة تنتقل من عدوان إلى آخر بدءاً بكوريا مروراً بفيتنام إلى لبنان إلى الصومال إلى أفغانستان إلى العراق”.
وأضاف في المقابلة التي أجريت معه في دمشق ونقلت نصها وكالة سانا السورية “هذه هي السياسة الأميركية التي نراها حالياً وهي نفسها التي كانت موجودة منذ عقود .. ولا أرى أن هناك سبباً رئيسياً الآن ليجعلها تتغير، هذا يعني أن احتمالات العدوان دائما قائمة”.
وفي أول رد فعل سوري على خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما في الجمعية العامة للأمم المتحدة حيث طالب مجلس الأمن الثلاثاء بتحرك حازم ضد سوريا، اعتبر الأسد أن هذا الخطاب “نموذج آخر من التناقض الأمريكي.. كأن نقول إننا نسعى للحرب ونسعى للسلم بنفس الموضوع وبنفس خارطة الطريق لكي نحل مشكلة معينة”، وأضاف “هذا المنطق يعني تسويق العنف في العالم.. أي شرعنة العنف كوسيلة أو كأسلوب للوصول إلى حل سياسي.. وهذا يخالف المنطق.. نحن نرفض هذا المنطق الذي حاولت تسويقه الولايات المتحدة الأميركية مؤخرا من أجل تبرير العدوان على سوريا”.
وأكد الاسد “أن العالم يكون أفضل عندما تتوقف الولايات المتحدة عن التدخل.. في كل مكان أرادت أن تقوم بعمل حولت الوضع في تلك المنطقة من سيئ إلى أسوأ.. ما نريده من الولايات المتحدة هو ألا تتدخل في شؤون دول العالم وعندها سيكون العالم بكل تأكيد أفضل”، وأشار إلى أن السياسية الأميركية منذ بداية الأزمة “بنيت على الأكاذيب سواء كانوا يعلمون أو لا يعلمون.. وأنا باعتقادي أنهم كانوا يعرفون بمعظم الأكاذيب”، ولفت إلى أن واشنطن “ساهمت مباشرة بالتزوير بعدما طرح موضوع استخدام الكيميائي في سورية في 21 اغسطس الماضي ولم تقدم هذه الإدارة أي أدلة على ادعاءاتها” مشدداً على أنها “هراء وليس لها أي مستند واقعي ولا منطقي”.
وقال الرئيس السوري معلقا على التزام دمشق باتفاق الأسحلة الكيميائية ولا سيما بعدما وقعت سوريا على اثره اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية أن “سورية تلتزم عادة بكل الاتفاقيات التي توقعها”. وأضاف “قامت سوريا مؤخراً بالبدء بتسليم البيانات الضرورية لهذه المنظمة… وخلال فترة يقوم خبراء من هذه المنظمة بالمجيء إلى سورية للاطلاع على واقع هذه الأسلحة”، وأكد “بالنسبة لنا في سوريا كحكومة لا توجد لدينا عقبات حقيقية، نحن دائما نضع احتمال أن يقوم الإرهابيون بوضع عقبات أمام المفتشين للوصول إلى الأماكن المحددة”.
واقرت روسيا الثلاثاء بان مشروع القرار الذي يجري بحثه حول سوريا يمكن أن يتضمن “اشارة” الى الفصل السابع في حال انتهاك الاتفاق من قبل اي طرف في النزاع السوري لكنها أكدت أن استخدام القوة لا يمكن أن يكون تلقائيا، غير أن الأسد علق على مثل هذا القرار قائلاً “أن حديثهم عن الفصل السابع لا يقلقنا في سوريا، أولاً لأن سوريا ملتزمة بكل الاتفاقيات التي توقعها… ولأن هناك توازن في مجلس الأمن لم يعد يسمح للولايات المتحدة كما كان الوضع سابقا باستخدام مجلس الأمن كمطية أو كأداة من أجل تحقيق أجنداتها الخاصة”، وأكد أن “السوريين اليوم أكثر تمسكاً بالدفاع عن وطنهم من قبل بكثير”.