ضحية حريق كيلو 3 أنا الراحل الوحيد
تنبأ ضحية حريق كيلو 3 الذي اندلع في جنوب جدة أول أمس أحمد محمد الحداد، بموته وحيدا حين اختار عبارة «الراحل الوحيد» عنوانا لصفحته على الفيس بوك.
وصدق حدس الفقيد عندما كان هو الضحية الوحيد في الحريق الضخم.. التقت مصادر والده والذي تحدث عن ابنه البكر بكلمات يملؤها الحزن على فقدان فلذة كبده الذي كان يحمل على عاتقه مسؤولية المنزل ومساعدته على الاهتمام بجميع متطلبات المنزل، قائلا: «كان أحمد هو الابن والأخ والمعين والمساعد لإخوته، حيث لقي حتفه رحمه الله بعد أن ذهب بشقيقته الصغرى إلى المدرسة». وأضاف: «قبل أن يخرج أحمد من المنزل قال لي (مع السلامة) أحسست للوهلة الأولى أنه لن يعود مرة أخرى إلي»، والدموع تحبس أنفاسه أضاف: «قدر الله وما شاء فعل».
أما شقيقته الصغرى «وجدان»، والتي تبلغ من العمر «8 سنوات» وكانت آخر من التقى بالفقيد عندما أوصلها إلى المدرسة قبيل الحادثة، فلم تكف عن ذرف الدموع وهي لا تعلم ماذا حل بأخيها ولم تستوعب ما حصل له.
وذكر صديقه المقرب نادر الزهيري أن أحمد كان مولعا بكرة القدم ودائما ما يحضر المباريات ويلعب في دوري الحواري.
وأضاف: «لم أذكر أن أحمد رد أي شخص يلجأ له ويطلب منه المساعدة، وخلال صحبتنا لم يكن له أي أعداء فالجميع يحبونه ويحترمونه وقبل مماته بساعات كان آخر لقائي بالمرحوم وبالتحديد الساعة التاسعة صباحا وذلك قبل مماته بساعتين، وكان كعادته يقوم بضرب مرآة السيارة أو ضرب الباب ووقتها لم يعمل أي حركة مازحة بل لوح بيده وابتسم وأكمل طريقه وكأنه يعرف بأن ذاهب إلى جوار ربه رحمه الله وأسكنه فسيح جناته»…