العفو حول القاتل إلى مليونير
كان قاب قوسين أو أدنى من حد السيف قصاصاً، إلا أن وجاهة عدد من المشايخ وأعيان القبائل أسهمت بعد الله في عتق رقبته، لتكتب له حياة جديدة ويتذوق طعم الحرية ودفء أحضان أسرته بعد قضاء خمس سنوات خلف القضبان يواجه الموت ليل نهار.
وهنا نتحدث عن السجين عبدالله بن فارس البقمي، والذي كان ينتظر قرار الإفراج عنه ومغادرة بوابة السجن ولقاء أسرته وأبنائه، ومن ثم بدء رحلة البحث عن وظيفة أو مصدر رزق يؤمن السعادة المنشودة لهم ويعوضهم سنوات الغياب، ولكنه لم يتصور بأنه سيكون من أصحاب الملايين في ساعات قليلة بعد إطلاق سراحه بفضل جهود فاعلي الخير وأبناء قبيلته الذين وقفوا بجانبه طوال السنوات الماضية وحتى بعد نيله حريته، وكانت فرحة البقمي فرحتين.. فرحة احتضانه أفراد أسرته، والفرحة الثانية بعد أن تحققت له السعادة والثراء بتوفير مبلغ تجاوز ثلاثة ملايين ونصف المليون حتى يبدأ حياة جديدة تحقق أحلامه.
المفاجأة الكبرى كانت من خلال حفل الاستقبال الذي نظمه أبناء عمومته وقبيلته بمناسبة خروجه من السجن وتقديم الواجب وتسليمه المبلغ الفائض من الدية بعد اكتمال مبلغ الدية.. وتم تسجيل مبلغ أربعة ملايين و593 ألفاً و188 ريالاً والفائض عن مبلغ الدية الذي تم جمعه لعتق رقبته، وبدوره تبرع البقمي بمبلغ 450 ألف ريال لجمعية تحفيظ القرآن في محافظة تربة، و450 ألف ريال لجمعية البر الخيرية بتربة، وما تبقى من المبلغ وقدره ثلاثة ملايين و693 ألفاً و188 ريالاً تم تسليمه للسجين المفرج عنه بشيك مصدق.
البقمي الذي عبر عن سعادته باستعادة حريته بعد أن أنجاه الله عز وجل من القصاص بحد السيف ولقاء أبناء القبيلة دعا الله أن يوفقه في حياته المقبلة مقدما شكره لكل من وقف معه ولكل من ساهم في عودته للحياة من جديد ومشايخ وأعيان القبائل وكذلك أسرة القتيل الذي ساهمت في إنقاذ صحياته من الموت.
تواصلت مصادر مع البقمي في مدينة الرياض هاتفيا، حيث أبدى سعادته بمناسبة خروجه من السجن، وقال «توجهت في أول خطوة في حياتي الجديدة إلى مكة المكرمة لأداء العمرة، بعدها انتقلت إلى مدينة الرياض لرؤية الوالدة والارتماء في حضنها وتقبيل رأسها بعد غياب استمر لسنوات»، معبراً عن شكره وتقديره لكافة مشايخ وأعيان القبائل وكل من وقف بجانبه وسعى لإطلاق سراحه أو جمع مبلغا من المال لإنقاذه من حد السيف. واعتبر البقمي أن الحياة عادت إليه بعد سنوات قضاها خلف القضبان ينتظر القصاص.
وختم البقمي بالقول «أدين لأبناء قبيلتي بالعرفان والشكر والتقدير، كما أعبر عن شكري لكافة الصحف ووسائل الإعلام المختلفة التي تبنت قضيتي .
يذكر هنا، أن السجين البقمي كان مكث خمس سنوات في سجن محافظة الطائف، على خلفية قتله أحد أبناء قبيلة العصمة إثر خلاف حدث بينه وبين القتيل، في الوقت الذي طالب ذوو القتيل فدية قدرها 40 مليون ريال للعفو عن البقمي…