المتسبب في قتل أسرة الدحيم: لا أستحق العيش
سرد محمد ق المتسبب في حادث سير مروع أدى إلى وفاة ستة من أسرة الدحيم في حي الياسمين في الرياض خلال أيام عيد الأضحى المبارك، تفاصيل حياته، وتداعيات إصابته بمرض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز) حين كان عمره 26 عاما قبل 15 عاما، مشيرا -حسب زعمه- إلى أن أسرته والمجتمع حولوه إلى شخص مجرم ومنبوذ.
وقال: «بعد إصابتي بالإيدز وجدت نفسي منبوذا من أقرب الناس إلي وهي أسرتي، فعشت مشردا في الشوارع ثلاثة أشهر، إلى أن انتقلت للعلاج في مجمع الرياض الطبي»، مشيرا أن حالته الصحية والنفسية تدهورت وتفاقم مرضه وأصبح يعاني من الأرق وقلة النوم.
وبين أنه كان يرغب في العودة إلى أسرته لأنه بحاجة إلى دعمها خصوصا أنه يعاني من نظرات الناس التي تلاحقه من مكان لآخر، معتبرا أن رفض أهله له وصدهم عنه أصابه في مقتل.
وذكر أن عدم العثور على أسرته بعد أن غيروا مسكنهم أدخله في حالة من الأرق، مما حدا به لتعاطي المسكر اعتقادا منه بأنه سيساعده على النسيان ولكن وضعه تدهور يوما بعد آخر، ملمحا إلى أنه قرر أن يتبع طريقا جديدا في حياته من خلال التطوع في خدمة ورعاية المصابين أمثاله وتقديم الدعم المعنوي لهم ومساعدتهم على طلب العلاج وعدم الخشية من نظرات الناس، ولله الحمد نجحت في جلب الكثير واستفادوا من البرامج المقدمة لهم ما ساهم بفضل الله في تحسن واستقرار حالتهم الصحية.
مبينا أنه قرر البحث عن زوجة يستقر معها خاصة بعد تحسن وضعه المعيشي وحصوله على مرتب جيد من وظيفته، فاستأجر مسكنا وبدأ في تجهيزه خاصة بعد أن رشح الأخصائي الاجتماعي للمجمع له إحدى المصابات بالمرض ضمن برنامج التزويج الآمن بين المصابين بالإيدز، والتي بدأ يرسم معها الخطط لحياتهما الزوجية.
واستدرك بالقول: «ولكن قدرة الله سبقت كل شيء، فأثناء تجولي بالسيارة التي تملكها الشركة التي أعمل بها في إحدى الليالي الموحشة انحرفت بي المركبة واعترضت أخرى، ما تسبب في انقلابها بمن فيها وفقدت وعيي لأستيقظ على نبأ وفاة شاب وأربع من شقيقاته في الحادث حالا»، لافتا إلى أن حياته عادت للمربع الأول وازدادت سوءا بعد أن علم بوفاة ضحية أخرى بعد أيام من الحادث. وواصل ق حديثه قائلا: ما يحصل لي أكبر من طاقتي، وأكد أنه لا يوجد شيء يبرر فعلته.
وزاد: «ما يؤلمني أن كل من حولي يلومني وينظرون إلي على أنني تعمدت قتل تلك الأنفس البريئة ولذلك امتنعت عن الأكل وأخذ الدواء لمدة ثلاثة أيام»، وسأل الله أن يغفر له….