ابن ضبعان : لا أقبل التوسط في دية تتجاوز الـ 5 ملايين
أمضى الشيخ أحمد بن أحمد بن ضبعان العسيري، أكثر من 30 عاما وهو يسعى في إصلاح ذات البين سواء في قضايا القتل وعتق الرقاب، أو الخلافات الأسرية والاجتماعية وحتى الاقتصادية، حتى بات من الشخصيات المعروفة في قضايا الإصلاح ولجانها الفرعية في المنطقتين الغربية والجنوبية، وتدخل في 100 قضية قتل ونجح في عتق 20 رقبة من حد السيف.
ورثت عمل الخير
وأوضح ابن ضبعان أنه ورث عمل الخير والإصلاح من والده (رحمه الله) وكان من كبار القبيلة، وكان له دور في الإصلاح، ووالدتي (رحمها الله) كانت حريصة على حثي على العفو والصفح، وصفاء النية، فأحيانا يأتيها بعض الإساءات من بعض الناس.. ولكنها دائما تقول لي لا يا ولدي .. الله عز وجل عفو كريم ولا بد أن تكون هكذا، فتعودت على ذلك، والحمد لله فتح الله لي، عندما رأيت النتائج والنجاح من السعي في الصلح، ووجدت ثمرة هذا، وأذكر أن خلافا وقع في عائلتنا إلا أننا استطعنا بفضل الله أن نحول ذلك الخلاف إلى اجتماع أسري شهري منذ 14 عاما.
ديدن حكامنا
وبين أن بداياته في الإصلاح كانت من منطقة عسير إبان إمارة الأمير خالد الفيصل، الذي كان حريصا على قضايا الصلح بشكل كبير، وعلى السعي فيها بكل ما يستطيع، وهذا ديدن حكامنا بشكل عام فهم يسعون لمثل هذه القضايا ويحثون عليها، وأن الدولة شكلت لجانا ورجال إصلاح في كل الإمارات، وقال «أذكر أن أول لجنة إصلاح كانت من إمارة مكة المكرمة إبان إمارة الأمير عبدالمجيد (يرحمه الله) .. وكان لها أثر كبير، حيث إنها تتولى قضايا القتل والقضايا الأسرية والمشاكل، وحتى قضايا الشركات المالية».
أكثر من لجنة
وأضاف «عملت في أكثر من لجنة إصلاح، حيث سبق وأن جاءني خطاب من الأمير عبدالمجيد (يرحمه الله) بأن أكون في لجنة إصلاح منطقة مكة المكرمة، وعملت فيها لفترة، وأيضا وصلني خطاب من أمير منطقة عسير الحالي الأمير فيصل بن خالد وفقه الله، وعملت لفترة .. والآن ولله الحمد أدعى من جميع لجان الإصلاح ومن رجال القبائل، وقد سعيت في قضايا في غالبية مدن ومناطق ومحافظات المملكة، حتى أنني دعيت لقضايا في بعض دول الخليج كالكويت».
وأردف ابن ضبعان «لي في الإصلاح أكثر من 33 عاما، وأن (الديات) هي الملف الأبرز في قضايا الإصلاح، بالنسبة لي أحاول جاهدا أن لا أسعى في أكثر من خمسة ملايين ريال كدية رقبة لأنه مبلغ كبير جدا، والمسألة هنا ليست شرعية فهذا تراض وصلح، ولكن بعض الناس أصبحوا يتباهون بهذا الأمر وللأسف، ومن وجهة نظري أنا أراه أمرا غير محمود».
100 قضية قتل
وزاد «هناك على حد علمي قضية طالب فيها أهل القتيل في منطقة الشمال 70 مليونا كدية، ولكن الشيخ ضاري الجربا كان موجودا حينها، ونفى صحة الموضوع، أما القضية التي وقفت عليها كانت 20 مليون ريال، وهذا كما ذكرت فإن هذا المبلغ مبالغ فيه، وعدد القضايا التي سعيت فيها تتجاوز الـ 100 قضية قتل، منها أكثر من 20 رقبة أكرمنا فيها الله عز وجل وكانت نهايتها العتق، بعدما حكم عليها بالإعدام .. ومنها قضايا لا زال الصلح يجري فيها».
قضايا القتل بازدياد
وذكر ابن ضبعان أن القضايا الأسرية والقتل في تزايد نتيجة جهل الناس بشرع الله، وأعظمها الآن المشاكل الأسرية، وحتى مشاكل الجيران، بسبب بعد الناس عن التفقه في الدين، ومراقبة الله عز وجل، إلى جانب قضايا القتل، فعدد المحكوم عليهم بالقتل في تزايد للأسف، أضف إلى ذلك أن هناك جيلا لا يعرف الحدود ولا خطورة الأمر، فتجد عندهم القتل أصبح هينا على نفوسهم، وهذا المشكلات تحتاج إلى علاج مجتمعي مبن على التوعية.
دعوت بأعلى صوت
وقال لا أحبذ الحديث عن قضايا القتل عادة، إلا قضية واحدة لأنها تتعلق بـ(العافي)، فقد حدث أن رجلا من شيوخ قبيلته واسمه ابن كدم من «طريب» في بلاد قحطان، وقد قتل ولده وعرض عليه مبلغ 100 مليون للتنازل ولكنه رفض، وآتيناه في ليلة وكنا مجموعة، وتجمع كبير تجاوز الـ400 شخص بحضور مندوب من الإمارة، وحددت الأسماء التي تقابله وكنت أنا من ضمنهم، فطلبت أولا حضور أولاده، وتحدثنا كثيرا مع الرجل لكنه رفض رفضا قاطعا، وسألته وأنا في طريقي للخروج سؤالا واحدا قلت له «وش رأيك يأبو نايف ما عند الله خير، وإلا الدنيا .. فصمت وخرجنا من عنده، وأنا أخبر من كانوا معي أن الرجل سيعفي بإذن الله لأنه لم يرد فلو أن الشيطان موجود كان رد، وجئناه اليوم الثاني، وعندما حان يوم القصاص فقلت للجميع: كنا ندعو أبو نايف أما الآن فلندعو رب أبو نايف فدعوت الله بأعلى صوت، فتقدم أبو القتيل إلى القاتل وأولاده خلفه بخطى واثقة ثم أقبل إليه وفك عن عينيه واحتضنه كما يحتضن الرجل ابنه، ثم وضع يده على رأس القاتل، وقال: اعتقتك لوجه الله»..
دورات تأهيلية للأزواج
وختم بالقول «الخلافات الزوجية في تزايد كبير، لعدم فقه الرجل والمرأة عن الحياة الزوجية، فالغالبية يظنون أن الزواج مثل ما يشاهدون في المسلسلات حب وعشق وغرام سرعان ما يصطدمون بالواقع، وتكون النتيجة الفشل مع الأسف الشديد، والآن ولله الحمد نشاهد بعض الجمعيات تفطنت لذلك، وبدأت تعطي دورات تأهيلية للأزواج، وشخصيا وقفت على قضايا كارثية والسبب من الأسر وليس الزوج أو الزوجة فقط.