حامل شبهة كورونا القطيف تُوفِّي قبل التأكد من سلبية حالته
كشفت مصادر مطّلعة عن وجود حالة غموض غريبة في طريقة تعاطي الشؤون الصحية في المنطقة الشرقية مع حالة الاشتباه بإصابة شاب بفيروس «كورونا»، في مستشفى القطيف المركزي. وقالت المصادر إن تصريحات الشؤون الصحية حول «سلبية الحالة» لا يمكن الأخذ بها؛ لأن الشاب المُشتَبه بإصابته تُوفي ودُفن قبل أن يتمّ التأكد من إصابته أو عدمها، علاوةً على أن الإجراء الذي شرعت الشؤون الصحية في اتخاذه إزاء المقصّرين صدر بعد يوم من وفاة الشاب.
وأثار تضارب المعلومات الواردة في الوثائق الرسمية المسربة إلى مواقع التواصل الاجتماعي وتصريحات صحة الشرقية الغموض والتساؤلات حول حقيقة ما جرى، ففي حين تشير المستندات المسربة إلى أن الفحوصات أثبتت إيجابية الإصابة بالفيروس؛ قال متحدث صحة الشرقية خالد العصيمي إن النتائج «النهائية» أثبتت سلبيتها.
وكان الشاب قد توفي في الـ 19 جمادى الآخرة الجاري في قسم العناية المركزة بمستشفى القطيف المركزي. وتمّت إجراءاته على نحو اعتيادي، وطبقاً للمصادر فإن جثته سُلّمت لذويه، وتم تجهيزه ودفنه دون إخبار ذويه أو العاملين في مغسلة الموتى بحالة الاشتباه. وأوضحت المصادر أن هذه الإجراءات تمت قبل وصول النتائج الأولية التي أظهرت إيجابية الحالة «من بعض مكوّناتها»، وهو ما أثار مخاوف لدى العاملين في تجهيز الموتى حول الإجراءات الوقائية التي تتخذها الصحة بشأن مكافحة الفيروس وطرق محاصرته.
وقد اعترفت الشؤون الصحية على لسان ناطقها، في التقرير ، بصحة الوثيقة المسربة من إدارة الطب الوقائي التي أفادت بأن نتيجة فحص المواطن جاءت «إحدى مكوناتها إيجابية»، وأن المختبر طلب عينة جديدة لتأكيد التشخيص، إلا أن المكتب الوقائي في القطيف أفاد بأن المواطن توفي، وهو ما فتح باب التساؤل حول الكيفية التي أجرت فيها وزارة الصحة فحوصات جديدة على الحالة بعد دفنها، والحديث عن «سلبية الحالة».
وفي مجمل رده على هذه التساؤلات أوضح الناطق الإعلامي لصحة المنطقة الشرقية خالد العصيمي ، أن نتائج الفحص النهائية التي كانت سلبية، بُنيت على فحوصات تم إجراؤها على حالات مخالطة للمتوفى، وفيما يخص مخاوف العاملين في تجهيز الموتى، أكد أن الفيروس ينتقل بالتنفس، و»في حال وفاة المصاب فإن الفيروس لا ينتقل للآخرين»، على حدّ قوله.
يأتي ذلك بعد أيام من نشر وثيقة على مواقع التواصل الاجتماعي تفيد بوجود حالة اشتباه بوفاة مواطن بفيروس كورونا في مستشفى القطيف، وأن أحد مكونات الفحص على الحالة جاءت إيجابية، وطالبت الوثيقة الصادرة من المشرف على الشؤون الوقائية في صحة الشرقية، بإحالة المقصرين في مركزي القطيف للتحقيق ومحاسبتهم لتقصيرهم في التبليغ عن الحالة، ما دفع صحة المنطقة الشرقية لإصدار بيان توضيحي حول هذه الوثيقة، وأكدت في بيانها بأن هذه الحالة لا يعتد بها حسب المعايير التي وضعتها منظمة الصحة العالمية لإيجابية مثل هذه الحالات، وأن نتائج الفحص النهائية للحالة كانت سلبية، وهو البيان الذي نشرته مصادر.
وصرح وزير الصحة المكلف المهندس عادل بن محمد فقيه بأن ما ذكر بخصوص تأجيل الدراسة لا أساس له من الصحة، ولم يتمّ إصدار أي تصريح من هذا القبيل….