أم باكستانية تستثمر وجودها بالمملكة لمساعدة طفلاتها الثلاثة على ختم القرآن
فوجئ الحضور خلال اختبار الخاتمات في مقر الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم النسائي بالرياض ، أمس الثلاثاء ، بإحدى نماذج التربية الإسلامية المشرفة والمتمثلة في ثلاث فتيات من الجنسية الباكستانية لم تتجاوز أعمارهن 10 سنوات، واللائي يقمن مع والدتهن الباكستانية في المملكة منذ فترة، وذلك بعد أن ضربت الفتيات مثلا رائعا في حفظ القرآن الكريم عن ظهر قلب بالرغم من أن الصغرى فيهن عمرها ثمان سنوات والمتوسطة فيهن عمرها تسع سنوات والكبرى لا يزيد عمرها عن عشرة أعوام.
تحكي الأم التي عكفت منذ نعومة أظافر بناتها على تحفيظهن القرآن الكريم ، قصة تحفيظ فتياتها لكتاب الله وحتى انضمامهن لمدرسة سيف العريفي مركز الغرب، خاصة وأن تفوق بناتها وحصولهن في المسابقة على الدرجة الكاملة دون تعتعة في حكم واحد من أحكام التجويد ، دفع الأمهات الحاضرات على معرفة كيف كافحت هذه الأم الوافدة مع بناتها حتى تصل بهن لهذا المستوى المتفوق في حفظ القرآن الكريم.
تقول إحدى المشرفات على الاختبار لـتواصل : جلسنا مع الأم الرائعة التي حضرت لترى ثمرة مجهودها ، وأخبرتنا بطريقتها في التحفيظ ، فقد بدأت من عمر 3 سنوات ونصف في تحفيظ الطفلة ثلاثة أسطر يوميا ، وإذا أتمت حفظ ثلاثة أجزاء يرتفع النصاب إلى نصف وجه يومياً ، وإذا أتمت حفظ ستة أجزاء يرتفع النصاب إلى وجه كامل يومياً ، وإذا أتمت حفظ عشرة أجزاء يرتفع النصاب إلى وجهين يومياً .
وأضافت، أنه بعد كل ثلاثة أجزاء يتم مراجعتها بمعدل جزء يومي حتى نهاية الثلاثة أجزاء ثم تقوم بمراجعة الأجزاء الثلاثة مرة واحدة في يوم واحد.
وكشفت المعلمة أن هذه الأم العظيمة لديها سبعة أبناء (خمس بنات وولدان)، أصغر طفلة عمرها ثلاث سنوات ونصف ، قاربت على الانتهاء من جزء عم.
وأوضحت أن ما لفت انتباهها هو الحفظ المتقن جدا مع تطبيق أحكام التجويد كاملة بما فيها السكت والوقف والابتداء ومخارج الحروف .
من جانبها، أجابت الأم عند سؤالها عن دورها في تحفيظ بناتها للقرآن بهذا الإتقان، فقالت: إنهم لا يتوقفون عن حفظ كتاب الله , حتى في سفرهم فهم يحفظون ويراجعون بشكل يومي مستمر، وأخبرتنا بأن منزلهن لا يحوي أي نوع من اللهو .. فلا تلفاز ولا جوالات ولا آي باد ولا ألعاب إلكترونية.. القرآن معهم في كل مكان، ويتم الحفظ مع أحد القراء عن طريق سماع الشريط المسجل.
وأشارت إلى أن الفتيات جميعهن تم قبولهن في مدارس تحفيظ القرآن الصباحية تم لتميزهن ، والفتاة الكبرى تحفظ أيضا 500 حديث.
من جهتها، أقدمت الأستاذة منيرة الجوير مديرة مكتب الإشراف النسائي بالجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمنطقة الرياض على التواجد أثناء اختبار البنات الحافظات لكتاب الله تقديراً وإعزازاً لهن وبكت من فرحتها بهن وقبلت رؤوسهن ورأس والدتهن ، وأنزلت إليهن جميع كادر المكتب النسائي ليتشرفوا بالسلام عليهن ، وأخبرتهن أن مكافأة الخاتمة 3500 ريال ، وستكون لهن مكافأة أخرى 1000 ريال لكل واحدة.
وبكت الحاضرات جميعا فرحا بهذا البيت المبارك ، متمنيات من الجميع التنبه لحال أبنائهن.
الجدير بالذكر أن اختبار اﻷجزاء يتم عن طريق المراكز والمدارس أما الخاتمات للمصحف كاملاً فلابد أن يكون بمكتب الإشراف النسائي بالجمعية، ويتم وضع اللجان حيث تختبر الطالبة 30 مقطعاً (سؤال) وبإشراف مباشر من المديرة عليها، وقد كان محدد بوقت معين وحاليا أصبح مفتوحا طوال العام، وأيضا لا يتم إجازة إلا الحاصلة على تقدير ممتاز وتسلم مكافأة مالية قدرها 3500 ريال , فيما تسلم صاحبة التقدير جيد جداً مكافأة قدرها 3000 ريال .
تواصل