“الصحة” : شركات الدواء لا تشعل حرب “الفيروسات”
استبعد نائب وزير الصحة للتخطيط والتطوير الدكتور محمد خشيم، أن تكون شركات الأدوية العالمية وراء الفيروسات الوبائية التي تحمل الدول تكاليف طائلة، وخسائر في الأرواح، مشيراً إلى أن منظمة الصحة العالمية ليست بموقع المشاهد من بعيد، مؤكدا أنها حريصة على مراقبة الشركات والحفاظ على صحة البشرية كافة.
وأضاف خشيم “أي كلام يكون في هذا الصدد مضيعة للوقت، لا يوجد أي شيء يدعو إلى هذا التساؤل، ومنظمة الصحة العالمية ليست بعيدة عن شركات الأدوية، ولن تسمح للشركات بأن تعبث في العالم، وهي تشاهد، العالم بمجمله قرية كونية واحدة، وتنقل البشر بين البلدان مستمر من مكان إلى آخر، ولا توجد دولة معزولة، وإذا كان الفيروس سواء كورونا أو غيره اليوم في المملكة، فسيكون غداً في بلاد أخرى، وهذه الشكوك في غير محلها إطلاقاً”.
وقال إن وزارة الصحة تعمل على دعم مختبر الجنوب، حيث إن له الأولوية في تزويده بالكوادر والمعدات لتقويته وتجهيزه، ونعمل حاليا على دعم مختبر جازان.
وأوضح نائب وزير الصحة للتخطيط والتطوير أن “الوزارة ليس هدفها جعل كل مختبر في المملكة يفحص فيروس كورونا بالذات، وذلك تلافيا للخطأ، كما أننا لسنا بحاجة لذلك”، مستدركا بالقول: “لكن في الأماكن المزدحمة من المملكة، مثل المدينة المنورة، ومكة المكرمة وغيرهما من المدن، فإن المختبرات فيها جاهزة، وتم إمدادها بالأجهزة اللازمة لاستخدامها متى ما دعت الحاجة”.
وذكر الدكتور خشيم أن “وزارة الصحة تتعاون الآن مع وزارة الزراعة، على أساس أن تكون هناك متابعة للجمال، مبيناً أنه تم إرسال عينات للفحص، سيتبين من خلالها مدى انتشار الفيروس في الإبل”.
إلى ذلك، أعلنت وزارة الصحة أمس عن ثلاث إصابات جديدة، واحدة في كل من مكة المكرمة، والمدينة المنورة، وجدة، إضافة إلى وفاة في جدة، وبذلك يرتفع عدد الإصابات إلى 554، والوفيات إلى 178.
من ناحية أخرى، أكدت مصادر مطلعة أن وزارة الصحة ستتعاقد مع عدد من الشركات المتخصصة في الاستشارات المرضية والعدوى الوبائية لعمل دراسات وأبحاث سريرية سريعة للكشف عن طبيعة الفيروس، كبداية لمعرفة الطرق العلاجية للوقاية منه.
وقالت المصادر إن في سعي “الصحة” إلى استقطاب شركات أجنبية هو غياب البحوث الأساسية حول المرض، مثل دراسات الحالات والشواهد، والتي سمحت للوباء بالانتشار بين الممارسين الصحيين والزوار في بعض مستشفيات المملكة.
وأكدت أن الإجراءات الاحترازية التي اتبعتها وزارة الصحة حدت من انتشار الفيروس، حيث طبقت الطرق الوقائية بين الممارسين الصحيين، ومنع اختلاط المرضى بأقسام الطوارئ، إضافة إلى الحملة التوعويية المكثفة التي ساعدت على تقليل العدوى كثيرا، وهو ما يعكسه الانخفاض النسبي في الإصابات والوفيات.
من جهته، أكد رئيس قسم المختبر الإقليمي بالرياض، والأخصائي الأول بالأمراض الوبائية الدكتور وليد الحاج لـ”الوطن” أن “محاصرة فيروس “كورونا” تبدأ بتطبيق الطرق الوقائية، وقد ساهمت خطة الصحة التي اتخذتها مؤخرا في القضاء على الكثير من بؤر العدوى، مشيرا إلى أن الضغط على المختبرات قل، بعد أن تم توزيع مهمة الفحص على عدد من المستشفيات المؤهلة.
وأضاف أن “قيام المستشفى التخصصي والعسكري بفحص العينات التي ترد إليهما خفف من الضغط الذي عانت منه المختبرات التي ظلت تعمل الفترة الماضية على مدار الـ 24 ساعة يوميا لإظهار النتائج، حيث تحمل 25 من الأطباء واختصاصيي المختبرات الضغط مدة طويلة”، مشيرا إلى أن توزيع الفحص سيعطي فرصة للقيام بأبحاث مخبرية لمعرفة طرق العدوى.
وبين الدكتور وليد أن العينة التي تؤخذ لفحص الفيروس عبارة عن مسحة من الأنف والحلق وتظهر النتيجة خلال ست ساعات.