الشيخ العضيب: أجزم ان جامعة الجوف أجبرت ناهد على الإبتعاث للخارج و هذا قرار جائر وظالم
ألقى إمام وخطيب جامع السبيعي بمدينة سكاكا فضيلة الشيخ عادل بن ناصر العضيب، خطبة الجمعة والتي تحدَّث فيها عن أعظم الواجبات والحقوق بين المسلمين وعدم الاعتداء على بعضهم ولا أموالهم ولا أعراضهم، مُدلِّلاً على ذلك بما ورد في الكتاب والسنة.
وطالب المسلمين بتقوى الله عزوجل والعمل على طاعته وإجتناب نواهيه داعياً إلى الاهتمام بالنساء ورعايتهن والاهتمام بشأنهن، وذلك أمتثالاً لوصية الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام حين قال ” أستوصو بالنساء خيراً ”
وقال في خطبة الجمعة الماضية بأن في هذا الوقت يخرج الآف من شباننا وفتياتنا إلى الدول الكافرة من أجل الدراسة في بعثات دراسية.
وقال الشيخ العضيب أن بلادنا عامة استيقضت قبل عدة أيام ومنطقتنا خاصة على فاجعة من الفواجع التي أهتز لها الرأي العام واشتعلت لها مواقع التواصل الإجتماعي، حيث طالت يد الغدر والخيانة فتاةً من بنات هذه المنطقة خرجت مُبتعثة من جامعة الجوف لنيل درجة الدكتوراة لكنها قُتلت وهي في طريقها لمقر دراستها، مؤكداً بأن هذه الحادثة تُعيد للاذهان ملف الإبتعاث إلى طاولة البحث والنقاش .
واضاف : إن هُناك تباين بردود الافعال والأقوال حيال هذا الملف في الوقت الذي جعل ماوقع للفتاة من آثار الإبتعاث السيئة، رفض آخرون هذا وبينو بأن من الممكن بأن يحدث القتل بمجتمعنا، مضيفاً بأن بعضهم ربما قالو لقد قتلت إمرأة زوجها قبل اسبوعين في هذه المنطقة وبعقر دارهم، وبعيداً عن الانتهازية واقتناص الفرص وكما يقال أقول تابعت الوسم الذي أنشئ على موقع التواصل ” تويتر ” تحت عنوان ” مقتل مُبتعثة سعودية في ابريطانيا ” وقد سرني ماقرأت من تعاطف المجتمع مع الفتاه واسرتها، وهذا يجسد قوله عليه الصلاة والسلام ” مَثَلُ المؤمنين في تَوَادِّهم وتراحُمهم وتعاطُفهم: مثلُ الجسد، إِذا اشتكى منه عضو: تَدَاعَى له سائرُ الجسد بالسَّهَرِ والحُمِّى ”
وذكر الشيخ العضيب بأن البعض منهم رد على من تكلم عن الإبتعاث وخطره وآثاره السيئة بأن الوقت ليس للخوض عن الإبتعاث وإنما للدعاء للمغدورة وأهلها ، وتساءل فضيلته عن غياب هذه الإنسانية وهذه المنطقية بالحوادث التي كان رجال الهيئة طرفاً فيها ففي حادثة اليوم الوطني وغيرها اُغفل الموتى والدعاء لهم ولأسرهم وصبوا جاما غضبهم على الهيئة ورجالاتها، بل أن الكثير منهم طالب بالغاها مع أن التحقيق كان في بدايته، فلماذا هذه الإنتقائية وأين الواقعية إن كانوا صادقين؟!
وبين بأنهُ تألم كما تألم الكثير من المسلمين بعد سماع وقراءة تصريح أقارب المغدورة الذي ذكروا بأن الجامعة أجبرتها على الابتعاث بالرغم أنها – رحمها الله- جاءت بموافقة من جامعات في الداخل لإكمال دراستها، لكن الجامعة رفضت ووضعتها أمام خيارين إما الإبتعاث وإما التحويل إلى إدارية، وإن صح هذا الكلام وأنا أجزم بأنهُ صحيح فهذه كارثة من الكوارث، وعلى وزارة التعليم العالي أن تُعيد النظر بهذه القرار الجائر والظالم، فإن وجدو مبرر لإجبار الرجال فلن يجدوا مايبرر إجبار الإناث فالمرءة ليست كالرجل فلا تستطيع الدفاع عن نفسها ولابد لها من محرم، وقد لا تجد محرماً وإن وجدت فلن يدخل معها القاعة المختلطة، ولا ننسى بأن شبابنا مستهدفون من قبل أعداء الإسلام، مطالباً من المسئولين الذين ولو على أعراض المسلمين بأن يتقوى الله وأملنا بالله عز وجل ثم بهم بإلغاء هذا القرار عاجلاً غير آجل، فيكفي مانسمع من جراحات يوماً بعد يوم فهناك من تنصر وهناك من الاحد وهناك من تزوجت بنصراني وسيق والدها بالسلاسل إلى المملكة، وعلى سفارات المملكه بدول الإبتعاث ووزارة التعليم العالي بتقديم دراسة شاملة عن آثاره الإيجابة والسلبية منها، وذلك خلال العشر سنوات الماضية من مشروع الإبتعاث.
وقال إمام وخطيب جامع السبيعي بأننا نؤمن إيماً لاشك فيه أن الفتاه إنقضاء أجلها ولو كانت على فراشها لماتت، ولكن هذا لا يعني أن نغفل السبب فقد قال عليه الصلاة والسلام للذي كان بهِ جراحه فسأل أصحابه فأمروه بالاغتسال لما أجنب فغتسل فمات فقال الرسول الكريم ” قتلوه قتلوه قاتلهم الله “، وأحسب ممن تسبب ببتعاثها مع رفضها لان يخلو من تأنيب الضمير ومحاسبة النفس فقد فارقت والديها وأسرتها وعاشت في مجتمع غريب عنها وتحملت النظرات والمُضايقات لأجل حجابها ثم قُتلت بطريقة بشعة بلاذنب ولا خطيئة، والسبب تعنت وزارة التعليم العالي وإجبارها للخروج إلى خارج البلاد.
وأضاف فضيلتة بأن المرأة مخلوق ضعيف يحتاج إلى حمايتها والقيام على مصالحها، فضلاً عن رعاية نفسيتها ومن حقها بأن تكون قريبة من والديها وأسرتها وأبنائها إن كانت متزوجة، فالواجب على المسئولين بأن يُراقبوا الله فيها وأن يبذلوا الأسباب لتكون قريبة من اهلها ومجتمعها، وطالب منهم الحفاظ على وصية رسولنا عليه الصلاة والسلام ” استوصوا بالنساء خيرا”
مذكراً في نهاية خطبته بقوله تعالى ”
كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لاَ يَرْقُبُواْ فِيكُمْ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ “