إسرائيل تتوغل شمال غزة وتضع شروطا لوقف إطلاق النار
توغلت آليات عسكرية إسرائيلية، صباح اليوم الأحد، بشكل محدود داخل الحدود الشمالية لقطاع غزة، فيما اشتبك “كوماندوز” من البحرية الإسرائيلية مع مسلحين من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) خلال غارة على ساحل القطاع.
يأتي ذلك في وقت كشفت فيه صحيفة “يديعوت أحرونوت” اليوم الأحد، وفقا لموقع إرم نيوز أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يطالب بوقف صنع الصواريخ المتوسطة والطويلة المدى في قطاع غزة، أو الحصول على حرية شن غارات ضد ورشات صنع هذه الصواريخ و”الأنفاق الهجومية”، كشرط للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس.
في غضون ذلك، وزعت قوات الاحتلال منشورات على سكان شمال القطاع تطالبهم بإخلاء منازلهم تمهيدا لقصفها، فيما شهدت باحات المسجد الأقصى اشتباكات بين الشبان الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي، على خلفية منعهم من الصلاة في المسجد.
توغل محدود
أفاد شهود عيان، بأن 6 جرافات عسكرية إسرائيلية توغلت لمسافة لا تزيد عن 200 متر داخل الحدود الشمالية الشرقية لبلدة بيت حانون شمالي قطاع غزة.
وأوضح الشهود أن ثلاث دبابات إسرائيلية كانت تساند الجرافات العسكرية من خلف السياج الفاصل بين بلدة بيت حانون وإسرائيل.
ويهدد قادة إسرائيل بتوسيع عمليتهم العسكرية على غزة، التي دخلت يومها السابع على التوالي، والدخول بريًا إلى عمق القطاع، لوقف ما أسموه “إطلاق القذائف والصواريخ باتجاه جنوب ووسط إسرائيل”.
إلى جانب ذلك، يعتبر اشتباك الـ”كوماندوز” مع عناصر من حماس الأول من نوعه خلال هجوم إسرائيلي بدأ قبل ستة أيام على القطاع بهدف منع الفلسطينيين من إطلاق صواريخ على إسرائيل.
وقال اللفتنانت كولونيل بيتر ليرنر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إنه “بدعم من المقاتلات هاجمت قوة إسرائيلية موقعا في شمال غزة يستخدم لإطلاق صواريخ طويلة المدى”.
وأضاف أن النشطاء فتحوا النار وأصابوا أربعة من قوات الكوماندوس، إلا أنه جرت إصابة موقع الإطلاق.
وقالت حماس إن مقاتليها أطلقوا النار على القوة الإسرائيلية قبالة الساحل ومنعوها من النزول على الشاطيء.
وأضاف ليرنر إن القوات “أنهت مهمتها” وأن نتائج الغارة “ستكون أول نشاط بري معلن” تقوم به القوات البحرية في غزة ضمن هجوم قال مسؤولون فلسطينيون إنه أسفر عن استشهاد 165 فلسطينيا كثير منهم من المدنيين.
وتقول إسرائيل إن شن هجوم بري على غزة ما زال أحد الخيارات، حيث قامت بتعبئة نحو 20 ألفا من قوات الاحتياط، لكن معظم الهجمات كانت من الجو حتى الآن مصيبة نحو 1200 هدف في القطاع.
وبين ليرنر إن إسرائيل ستسقط منشورات في بيت لاهيا بغزة لحث آلاف السكان على الإجلاء قبل ضربات مزمعة هناك.
وأضاف “نعتقد أن عددا كبيرا من الصواريخ يطلق (على إسرائيل) من المناطق الشمالية”.
800 صاروخ باتجاه إسرائيل
وأطلقت حماس التي تسيطر على قطاع غزة مئات الصواريخ على إسرائيل مصيبة مناطق أعمق عن ذي قبل.
وقال الجيش الإسرائيلي إن أكثر من 800 صاروخ أطلقت منذ بدء الهجوم يوم الثلاثاء، مشيرا إلى أنه نفذ 1320 هجوما على أهداف للنشطاء نصفها مواقع لإطلاق الصواريخ والبقية مراكز قيادة ومنشآت لتنصيع الصواريخ ومخازن وأنفاق تهريب.
ولم يظهر ما يشير إلى تراجع العنف عبر الحدود على الرغم من تزايد الضغوط الدولية على الجانبين لوقف العنف. ودعا مجلس الأمن لوقف للعمليات القتالية ومن المقرر أن يلتقي وزراء خارجية غربيون اليوم الأحد لبحث الحاجة لوقف إطلاق النار.
وانطلقت صافرات الإنذار خلال الليل في إسرائيل مما دفع السكان للجوء إلى المخابيء.
واوضح ضابط عسكري إسرائيلي كبير أن الطائرات ألغت مئات الضربات لتفادي الخسائر بين المدنيين وان الأهداف التي قصفت كانت بغرض تقليص قدرات حماس على إطلاق الصواريخ. ولم يقتل أي إسرائيلي بسبب صواريخ حماس التي أسقط معظمها نظام القبة الحديدية -وهي منظومة اعتراض صواريخ مولت الولايات المتحدة جانبا منها.
وسارعت إسرائيل إلى إدخال ثامن منظومة للقبة الحديدية للخدمة أمس السبت لمواجهة نيران صواريخ أقوى من المتوقع من غزة.
ارتفاع حصيلة الشهداء
وأعلن أشرف القدرة، الناطق باسم وزارة الصحة في قطاع غزة، عن ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين، منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية، إلى 165 شهيدا، فضلا عن إصابة نحو 1085 آخرين.
وقال القدرة إنّ الغارات الحربية الإسرائيلية المتواصلة على مختلف أنحاء القطاع، تسببت باستشهاد 165 مواطنا، وإصابة نحو 1085 آخرين بجراح متفاوتة، جراح بعضهم خطيرة.
وفي أحدث إحصائية أصدرتها وزارة الصحة في قطاع غزة، فقد توفي صباح اليوم شاب فلسطيني هيثم زعرب (21 عاما)، متأثرا بجراحه التي أصيب بها جراء استهداف منزل في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة مساء أمس السبت.
ونشرت وزارة الصحة في قطاع غزة، قائمة أولية تكشف هوية الشهداء، توضح أن من بينها 33 طفلا، و16 امرأة.
وقال مسؤولون فلسطينيون إن الطائرات الإسرائيلية نفذت سلسلة من الهجمات على غزة من بينها غارة على مقر للشرطة ومجمع أمني.
وأضافوا أن إمرأة وطفلة عمرها ثلاث سنوات قتلتا في الهجمات الجوية في وقت مبكر من صباح اليوم الأحد.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن غارة جوية إسرائيلية على منزل قائد الشرطة في غزة أسفرت عن استشهاد 18 شخصا أمس السبت.
وذكر مصدر من حماس أن قائد الشرطة تيسير البطش في حالة حرجة وكل من استشهدوا في الغارة الجوية من عائلته.
وقال أشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة إن 45 شخصا أصيبوا وآخرين ما زالوا محاصرين تحت الأنقاض التي يمشطها عمال الانقاذ.
وتزعم إسرائيل أنها تحاول تفادي سقوط مدنيين وتتهم حماس بتعريض سكان غزة للأذى بوضع أسلحة ومسلحين في المناطق السكنية.
منشورات تطالب سكان في غزة بإخلاء منازلهم
وألقت طائرات إسرائيلية، صباح اليوم الأحد، منشورات ورقية على شمالي قطاع غزة تطالب فيها سكان مناطق محددة بإخلاء منازلهم.
وأفاد شهود عيان بأن الطائرات الإسرائيلية ألقت منشورات ورقية على بلدة بيت لاهيا شمالي القطاع طالبت سكان مناطق محددة داخل البلدة بإخلائها لعزم الجيش الإسرائيلي على قصف تلك المناطق.
وورد في المنشورات، حسب الشهود، “بلاغ عسكري. إلى سكان بيت لاهيا. سيقوم جيش الدفاع الإسرائيلي بالعمل بقوة وعزم للضرب من الجو العناصر الإرهابية والبنى التحتية التابعة لها في المناطق التي تنطق منها الصواريخ باتجاه دولة إسرائيل وهي كالآتي: من العطاطرة وحتى شارع السلاطين ومن غرب وشمال معسكر جباليا”.
وأضاف الجيش الإسرائيلي في المنشورات “من أجل سلامتكم: عليكم إخلاء بيوتكم حالا إلى جنوب جباليا عبر الطريق التالي: شارع الفالوجا وهذا حتى الساعة 12 ظهرا (9:00 ت .غ) يوم الأحد الموافق 13/7/2014”.
وجاء في المنشورات “جيش الدفاع الإسرائيلي غير معني بالمس بكم وبأبناء عائلاتكم، هذه العملية مؤقتة وقصيرة. كل من يخالف هذه التعليمات ولا يخلي بيته على الفور يعرض حياته وحياة أبناء عائلته للخطر. أعذر من أنذر”.
شروط إسرائيلية لوقف إطلاق النار
وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت”الإسرائيلية، اليوم الأحد، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي يطالب بوقف صنع الصواريخ المتوسطة والطويلة المدى في قطاع غزة، أو الحصول على حرية شن غارات ضد ورشات صنع هذه الصواريخ و”الأنفاق الهجومية”، كشرط للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس.
ولم توضح الصحيفة لمن يوجه جيش الاحتلال مطلبه هذا، لكنها قالت إنه بالنسبة للجيش فإنه يتعين طرح “شرط أساسي” على الطاولة في المفاوضات التي تجري من وراء الكواليس بوساطة مصر أو قطر.
وأضافت الصحيفة أن “الشرط الأساسي” الذي يطرحه جيش الاحتلال هو حصوله على “يد طليقة لمهاجمة الأنفاق الهجومية والصناعة العسكرية التي تطورت في غزة، وتنتج القذائف الصاروخية للمدى المتوسط والطويل”.
وتابعت الصحيفة أن “مطلبا ضروريا آخر هو أن يستمر المصريون في إغلاق أنفاق التهريب في رفح. وأن كل من يأخذ على عاتقه عملية الوساطة، سواء كانوا المصريين أو القطريين، عليه أن يلتزم بوقف تعاظم قوة حماس”.
ووفقا للصحيفة، فإن جيش الاحتلال “سيكون سعيدا برؤية الرئيس الفلسطيني أبو مازن كشريك نشط وقيادي في جهود الوساطة، خاصة على خلفية أدائه منذ اختطاف الفتية (المستوطنين) الثلاثة قبل شهر”.
واستطردت الصحيفة أنه “في حال عدم قدرة الجهة الوسيطة على تطبيق نزع السلاح، ستضطر إسرائيل إلى السماح لنفسها بحرية عمل في القطاع، وإلا سيجد الجيش الإسرائيلي نفسه في جولة قتال أخرى خلال فترة قصيرة جدا”.
وقالت الصحيفة إن حماس ضاعفت قوتها 20 مرة منذ عملية “عمود السحاب” العسكرية، في تشرين الثاني من العام 2012، وذلك من دون الاستعانة بتهريب أسلحة من السودان أو إيران.