التفاخر بـ”الماركات” يزج بـ”السعوديات” في بحر “الديون”
أن يسافر الجميع إلى دولة أوروبية بينما أنت لم تغادر بيتك فتلك مشكلة يمكن تجاهلها، لكن أن تكون الوحيد الذي لم تحو صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي وبرامجه على صور منتجات لماركات عالمية لتنافس بها أصدقاءك، فتلك معضلة بالنسبة لكثير من الفتيات اللاتي يرفضن تفوق غيرهن عليهن.
التفاخر الذي أصبح سمة كثيرين، سواء بقصد أو بدونه، تحول إلى داء أجبر المجتمع بأكمله على مجاراته، حتى لو تخطى الأمر طاقات العائلات وأجبرها على استدانة المال، من أجل السفر إلى الخارج والمفاخرة بالتقاط الصور التي تتميز بعلامة (ماركة مميزة).
وبحسب بعض النشطاء على تلك المواقع، فإن الفتيات هن الأكثر تفاخرا بتلك الأمور، معبرين عن ذلك بقولهم «لو أن فتاة صورت كيكة داخل فرن منزلها لوجدنا في أحد أطراف الصورة حقيبة من أرقى الماركات، بهدف التفاخر فقط لا أكثر».
واعترفت ريم محمد (مدرّسة بالقطاع الحكومي) وفقا لصحيفة مكة بأن الأمر تخطى حدود المعقول لدى كثير من الفتيات، اللواتي يصل بهن الأمر إلى تغيير أثاث منازلهن والاقتراض من أجل تحقيق أمنياتهن بالسفر، والحصول على صور يرسلنها وينشرنها في مواقع التواصل الاجتماعي.
ولم تنكر ريم أنها وزوجها حصلا على قرض من أجل أن يقضيا إجازتهما الصيفية في أوروبا، إذ اقترح زوجها أن يسافرا هذا العام كما فعل الجميع إلى دولة أوروبية، وبدورها وافقته الرأي، واقترضت من البنك قرضا شخصيا لتأمين المصروف خلال السفر.
وأفادت منال (موظفة في القطاع الخاص) بأنها وجدت الحل في الحصول على كل ما تبحث عنه من خلال البطاقات الائتمانية، وقالت «أحصل على راتب يعدّ جيدا مقارنة بمن هم حولي، والبطاقات الائتمانية هي جزء من حياتي».
ولا تجد منال حرجا في الاعتراف بأنها تشتري كثيرا من المستلزمات التي تحتاج إليها بسبب غيرتها من بعض الحسابات على تطبيق (انستقرام)، مبينة أن الجميع يفعل ذلك، فكل ما نجده في صور الفتيات من صور الساعات والأحذية تعد من أغلى الماركات، بينما يتجاوز سعر أغلى حقيبة اشترتها ستة آلاف ريال، بحسب قولها.
بينما أشارت الشابة جواهر العبدالله إلى شعورها بأنها الوحيدة التي لم تسافر خارج السعودية، جراء متابعتها لمنشورات صديقاتها على مواقع التواصل الاجتماعي، ما جعلها تقترض من البنك من أجل أن تنعم برحلة إلى الخارج برفقة صديقاتها.