الأخبار المحلية

خطيب المسجد الحرام يحذّر من استغلال الإعلام الجديد للنيل من الدين (فيديو)

أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس خلال خطبة الجمعة بتقوى الله وأنه خير ما يزدلف به العبد لمولاه، ومن اتقى الله كفاه ووقاه، وعافاه وأغناه , قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴾سورة آل عمران الآية: (102).

وأوضح الرئيس العام أن مَنْ أطلق مَسَارِحَ لمحاته، وأطْرَقَ في مسَايِحِ غَدَوَاتِه ورَوَحَاتِه، وتألَّقَت بصيرته في السَّعيِّ والجَوَلان، بين أحداث التاريخ ووقائع الزمان، تَرَأْرَأَتْ له الأخبار، وانكشفَتْ له بعد ازْوِرَار، أنه منذ بعثة النبي عليه السلام، وأمة الإسلام المرهوبة تُعَاني ممن يتلونون تَلَوُّن الحِرْبَاء، وينفثون سمومهم كالحَيَّة الرَّقْطَاء، ينتسبون إلى دِينِهَا، وهم خنجر مسموم في ظَهْرِهَا، وطعنات نجلاء في خاصرتها، وأخطر الأعداء وألدّ الأَلِدَّاء؛ من يَتَسَمَّى بالإسلام وهو منه بَرَاء، ورغم أن أُمَّتنا بحرٌ لا تُكَدِّرُه الدِّلاء، إلا أن هؤلاء الضِّغْمَة الضالة كالعُرِّ يكمن حينا ثم ينتشر، والحازم من يعرف عدوه ويحذره على كل حال.

وإن من سنن الله الكونية ما يكون بين الحق والباطل من نِزَاع، وبين الهُدَى والضلال من صِرَاع، ولكلٍّ أنصارٌ وأتباع، وذادَةٌ وأشياع. وكلَّما سَمَق الحق وازداد تلألُؤًا واتضاحَا، ازداد الباطل ضراوة وافتضاحا، وهكذا بعد المِحَنِ المُطَوِّحة، والصُّرُوفِ الدُّهْمِ المُصَوِّحة، يذهب النور بذيول أهل الفجور، فتنكشف مخاريقهم الزَّمَعَة، وتعود النَّبْلُ إلى النَّزعَة ﴿ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ﴾سورة الرعد الآية: (17).

وأشار إن الدين الإسلامي دين الجلال والكمال، لا يقبل التشكيك أو التقليل أو حتى المزايدة، ولا يصح بل ولا يُقبل من أحدٍ أن يتنقصه، أو يسيء إليه، فهو دين الله الذي ارتضاه للعباد، وشريعته إلى يوم المعاد.

وإن العاقل ليعجب من ضلال تلك العقول التي اتخذت وراءها ظِهْرِيًا المعقول والمنقول، قلوبهم بالأذْحَالِ مَمْنُوَّة، وبالمُشَاقَّة مَمْلُوَّة، مخططاتهم واضحة مكشوفة الأهداف، وضلال منهجهم بادٍ ليس بخاف، ولكنها سنة الله في الكون, وقال جل وعلا: ﴿وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴾سورة الحج الآية: (40).

فيما أردف إن من الواجب الوقوف بحزم وعزم في التعامل مع هؤلاء الأفاكين، ولا يجوز أن نعطي آذانا لكل من هَبَّ ودَبّ، أو تطاول بعنقه واشْرَأَبْ، فكيف بمن افترستهم أفكار الضلال، واستقطبتهم موجات الوبال، وضجَّت الخضراء والغبراء من جرائِمِهِمْ، وعانت الأمة من أحقادهم وجَرَائِرِهِمْ، فلم يتخذهم التاريخ إلا مثالا قاتما للطغيان الغَشُوم، ومَسْردًا للاستبداد الظَّلُوم، يتوارى قادتهم خلف شعاراتٍ بَرَّاقة، وكَلِمَاتٍ مُسْتَعْذَباتٍ دَفَّاقة، ظاهرها الرحمات الغدَّاقة، والقلوب المُشْفِقَة العَلَّاقَة، وما هي إلا كَشِيشُ أَفْعَى أَجْمَعَتْ لِعَضِّ، فهي تَحُكُّ بَعْضها بِبَعْضِ.

وأكد أيضاً إن من روائع الأمل وبديع التفاؤل ما سَطّرَته يراع بلاد الحرمين الشريفين في هذا المضمار الأَشَمّ من الحزم والعزم لرد عدوان عصابات البغي والطغيان، التي مَرَدَتْ على الظلم والعدوان، ثم التحالف الإسلامي العسكري أداءً لواجب حماية الأمة ممن يعيث في الأرض فسادًا، فكان بفضل الله تحالف خير وبركة على الأمة، وليعلن بجلاء براءة الإسلام من إلصاق تهمة الإرهاب به، لاسيما منهج أهل السنة والجماعة السائرين على عقيدة السلف الصالح رضي الله عنهم، ومنهج الدعوة التجديدية الإصلاحية في هذه البلاد المباركة، وقد سَطَّرَت عاصفة الحزم ورعد الشمال نموذجاً مُشَرِّفًا في رَدْعِ الظالم ونصر المظلوم ورد الإرهاب وفلوله، والتصدي لمحاولات نشر العنف والفوضى، والغلو والتطرف، وتقويض الوحدة والأمن والاستقرار، والتنمية والمقدرات والمكتسبات، لتحقيق الأمن والسِّلْم الإقليمين والدوليين. فهنيئًا لجنودنا البواسل، وأبطالنا الأشاوس.

وختم الخطبة بقوله هذا وصلوا وسلموا رحمكم الله سرًا وجهرا، على خير الورى طُرا، وأفضلهم شرفًا وقدرا، نبينا محمد، كما أمركم بذلك المولى الكريم، فقال سبحانه:﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً﴾.

[url]https://www.youtube.com/watch?v=[/url][SITECODE=”youtube ek48ozZWFDM”]ek48ozZWFDM[/SITECODE]