قناة MTV الأمريكية تستغل «شبابنا» لتشويه صورة المجتمع السعودي
[COLOR=green]صحيفة طبرجل الإخبارية-الرياض[/COLOR]
بدهاء ومكر إعلامي؛ يختار الفيلم الوثائقي Resist the Power الشباب السعودي كمدخل لتشويه صورة المملكة، وذلك من خلال التطفل على قضايا هي في الأساس محل نقاش وسائل الإعلام المحلية، فمسألة قيادة المرأة للسيارة وحتى مسألة الإغلاق للصلاة؛ ليست من القضايا الجديدة على الرأي العام السعودي حتى تأتي محطة ام تي في الأمريكية والمتخصصة في الأساس في الموسيقى لكي تطرحها على لسان بعض الشباب السعودي.
الفيلم عرض على حلقتين ضمن سلسلة True Life التي تبثها قناة إم تي في منذ العام 1998، وقد وجد رواجاً على شبكة الإنترنت، وفيه تصور مخرجته الأمريكية الحياة في المملكة وكأنها في سجن كبير، متعمدة أن تحتكر الصورة في زاوية ضيقة، وهي تقابل فتاة ومجموعة من الشباب. فمثلاً عندما تدخل مدينة جدة لا نعرف أن هذه المدينة بحرية إلا بعد عدة مشاهد، في حين أن رمز جدة الأول هو في شواطئها الجميلة.
كذلك فإن المحطة الأمريكية وهي تمر على مقاطع من يوميات شباب سعودي اقتصرت على مدينة وحيدة، متجاهلة بقية المدن والثقافات المحلية في المملكة، وهذا ليس غريب على محطة تروج للثقافة الاستهلاكية الأمريكية من خلال تكريس النمط الفني والثقافي الأمريكي المبتذل شرقياً، وبالتالي فهي في فيلمها ذهبت إلى شريحة ضيقة من الشباب ومتأثرة بهذه المحطة وثقافتها الموسيقية الاستهلاكية. كأن تكون قضية شابة سعودية تشارك في الفيلم هي التخلص من العباءة، في حين أن العباءة قبل كل شيء هي لباس يعكس هوية وثقافة المرأة في الجزيرة العربية، مثلما يعكس البنطال الجينز الهوية الأمريكية. إلا أن نقص الوعي والثقافة عند بعض الشباب هو ما دفع إلى أن يُستغلوا إعلامياً بهذه الطريقة الساذجة.
لا شك أن هناك قضايا حقيقية، تطرق لها الفيلم الأمريكي، إلا أنها تندرج تحت (كلام حق يراد به باطل) والباطل هو الدعاية الأمريكية التي تهدف إلى تشويه صورة العرب وكذلك تحويل مجتمعات العالم العربي والإسلامي إلى مجتمعات استهلاكية وغير منتجة ومقلدة، مسخاً لهويتها الضاربة في أعماق التاريخ. لذا لابد لنا ألا نستغرب من عمليات الحذف والإضافة (المونتاج) المستخدم في الفيلم، فضلاً عن غياب رأي المفكرين والمحللين الاجتماعيين السعوديين، تاركين الفيلم يمضي في اتجاه واحد وهو ما يبوح به بعض الشباب، في حين أن الصورة ومقدمة الفيلم هي من توجه الموضوع حسب الأجندة وأولويات وأهداف ما يريده صانع الفيلم الأمريكي.
وأخيراً ليس لنا إلا أن نسأل بصدق: منذ متى كان صانع الفيلم الأمريكي مهموماً بقضايا العرب والمسلمين حتى يخرج لنا هذا الفيلم؟