الأخبار المحلية

“السلمي”: زيارة الجبير لبغداد.. مفاجأة أربكت إيران

كشفت قراءة قام الكاتب الصحفي محمد السلمي بها، أن الزيارة المفاجئة لوزير الخارجية السعودي عادل الجبير إلى بغداد، قد أربكت قادة إيران، وظهر ذلك جلياً في تصريحات مسؤوليها وعناوين صحفها ووسائل إعلامها؛ خصوصاً أنها تأتي بعد نحو 13 عاماً من احتلال أمريكا للعراق؛ حيث لم يزُر أي مسؤول سعودي كبير العراق رسمياً.

مفاجأة مربكة

وفي مقاله “قراءة في الموقف الإيراني من زيارة الجبير لبغداد” بصحيفة “الوطن”، يقول “السلمي”: “في مطلع الأسبوع الجاري، قام وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بزيارة مفاجئة إلى بغداد، قال عنها الجانب العراقي إن الجبير أبلغهم باختيار سفير سعودي جديد في بغداد، وقد مثّل ذلك مفاجأة مربكة لإيران ظهرت جلية في الإعلام الإيراني؛ إذ أثارت زيارة الجبير اهتمام العديد من الصحف والمواقع الإيرانية؛ فنقل بعضها تصريحات على لسان الوزير، وحلل بعضها أهم أهداف الزيارة”.

المصالحة

ويبدأ “السلمي” برصد ردود الأفعال ويقول: أفاد موقع “أخرين خبر” بأن الجبير صرّح خلال لقاء رئيس الوزراء العراقي بأن “حيادية بغداد يمكن أن توفر أساساً للمصالحة بين إيران والمملكة العربية السعودية”. وقد أعلن وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري أنه كلف وكيل وزارة الخارجية العراقية بزيارة السعودية قريباً؛ لمتابعة المسائل الفنية الخاصة بتفعيل المباحثات بين بغداد والرياض؛ مشيراً إلى أن العراق متمسك بالعلاقات مع دول الجوار كافة.

يتساءلون: ما الهدف؟

ويضيف الكاتب “تساءلت خراسان الإيرانية: ما الهدف من زيارة الجبير للعراق؟ وذكرت أن الزيارة جاءت لرغبة الرياض في تحسين علاقتها مع بغداد. كذلك سألت صحيفة “جوان”: عمَّ يبحث الجبير في بغداد؟ واصفة الزيارة بأنها إشارة إلى تراجع السعودية عن سياسات القوة التي كانت تنتهجها. أما “سياست روز” المحافظة؛ فقد عكست مدى قلق النظام الإيراني من هذه الزيارة، من خلال وصف زيارة الجبير بأنها دعم علني للإرهاب ودعم للبعثيين والسنة وبعض الأكراد لخلق زعزعة في العراق”.

الحضن العربي

ويعلق “السلمي” قائلاً: “موقف الجانب الإيراني من الزيارة يعيد إلى الأذهان قرار المملكة العربية السعودية بإعادة فتح سفارتها في العراق قبل أكثر من عام؛ إيماناً بأن العراق دولة عربية عروبية ينبغي أن تعود إلى الحضن العربي؛ حيث الترابط العرقي واللغوي والجغرافي والثقافي والحضاري، هذا القرار الذي أربك الجانب الإيراني الذي يعمل منذ 2003 على إبعاد هذه البلاد عن عمقها العربي، وكانت تحركات السفير ثامر السبهان في الداخل العراقي ومحاولة بناء جسور مع بعض رموز المجتمع العراقي، شيعة وسنة، عرباً وأكراداً؛ خطوة مزعجة أخرى لطهران؛ فحاولت استهدافه عبر الميليشيات الشيعية التابعة لها في العراق. ويدرك المجتمع العراقي أن التاريخ والجغرافيا يحتمان عليه -طال الأمد أو قصر- أن يعود إلى جذوره وامتداده العرقي والثقافي، وتعمل الدول العربية -وفي مقدمتها السعودية- على ترميم الجسور وتوطيد الأواصر مع العراق وطناً وشعباً”.

منظومة الناتو

ويضيف الكاتب: “على الجانب الآخر، تسعى طهران دائماً لخلق خلاف بين العراق ومحيطها العربي؛ لا سيما أن العراق هي البوابة العربية الشرقية، وكانت لِحِقَب زمنية طويلة حاجزاً في وجه الأطماع الإيرانية ومشاريعها التوسعية، وبلا شك تسترعي هذه الزيارة المفاجئة من الجبير لبغداد الانتباه؛ خصوصاً أنها تأتي بعد نحو 13 عاماً من احتلال أمريكا العراق، وحتى الآن لم يزر أي مسؤول سعودي كبير العراق رسمياً.. وبالعودة إلى التوجس الإيراني من هذه الخطوة السعودية، تخشى طهران مما تناقلته بعض وسائل الإعلام الغربية وعلى رأسها صحيفة “وول ستريت جورنال” التي تحدثت عن أن هناك تنسيقا أمريكياً- خليجياً لإيجاد منظومة مثل الناتو أمام السلوك العدائي لإيران في المنطقة؛ علاوة على ذلك تخشى طهران أيضاً -وفي ظل ارتفاع نبرة الاتهامات المتبادلة مع أنقرة- من تقارب سعودي- تركي- أمريكي قد يصحح أخطاء الإدارة الأمريكية السابقة؛ وبالتالي ستكون العراق إلى جانب سوريا من أهم الملفات الاستراتيجية لمعالجتها وتقليص النفوذ الإيراني فيها؛ لكن قد يعتمد ذلك بشكل كبير على مدى استعداد الحكومة العراقية والمكونات السياسية هناك للتفكير خارج الصندوق الإيراني، والاهتمام بمصالح العراق في المقام الأول؛ بعيداً عن الانتماء الحزبي أو الطائفي”.