“العميد” و”الزعيم”.. “كلاسيكو ناري” في صراع على لقب الدوري
“ختامها مسك”.. هذا ما يصح إطلاقه على قمة مباريات الجولة الـ٢٠ من دوري جميل للمحترفين لكرة القدم، التي تُختتم بها منافسات هذه المرحلة؛ كونها مواجهة من العيار الثقيل، ويمكن تسميتها بلقاء مصيري أو حاسم على اعتبار أنه سيرسم خارطة الطريق نحو اللقب للفريق الهلالي، وإنعاش المنافسة للاتحاد؛ لذا ستتجه أنظار الجماهير صوب ملعب مدينة الملك عبدالله الرياضية “الجوهرة” لمتابعة القمة المرتقبة بين الاتحاد (ثاني الترتيب) وضيفه الهلال المتصدر عند الساعة الـ(8:30) مساء.
يدخل الفريقان اللقاء تحت شعار “لا بديل عن الفوز”؛ كونهما يطمحان لتحقيق اللقب الغائب عن خزائنهما منذ مدة طويلة؛ وهو ما يشكّل الهدف المشترك لهما في المباراة مع اختلاف الطموح؛ فالهلال يريد مواصلة التغريد خارج السرب، فيما سيكون طموح الاتحاد البقاء بالمنافسة، وتقليص الفارق.
فالهلال يريد مواصلة مسلسل الانتصارات، والوصول للفوز الثالث تواليًا لتوسيع الفارق مع أقرب مطارديه إلى ثماني نقاط؛ ليقترب أكثر من معانقة اللقب الغائب عنه منذ موسم (2010/ 2011)، إلى جانب إيقاف مشوار منافسه بالبطولة بإلحاق الهزيمة الرابعة به هذا الموسم، وأيضًا للثأر منه على الفوز عليه في المواجهات الثلاث الأخيرة بينهما دوريًّا.
يدخل مدرب الهلال الأرجنتيني دياز اللقاء وعينه على النقاط الثلاث؛ ولأجل ذلك عليه تدارك الأخطاء التي وقع بها في المباريات الأخيرة، واختيار العناصر الأكثر جاهزية، والقادرة على تحقيق المطلوب. ومن المتوقع أن يغيّر طريقة اللعب المعتادة من خلال الزج بالمهاجمين المحترف السوري عمر خربين والبرازيلي ليو سويَّة منذ البداية؛ لاستغلال نقطة الضعف لدى منافسه في خط الظهر، وخطف هدف مبكر، يزيل الضغوط عنه وعن اللاعبين.
ويعلم جيدًا أن الفوز يأتي من خلال السيطرة على منتصف الملعب، وإغلاق المساحات أمام نجوم الاتحاد الذين يحسنون استغلالها، إضافة لتنويع اللعب، سواء الاختراق من العمق أو عن طريق تفعيل دور الأطراف، أحد مفاتيح القوة لدى الفريق.
وفي المقابل يسعى الاتحاد لاستغلال عاملَيْ الأرض والجمهور لتحقيق فوزه الثالث على التوالي من أجل إنعاش حظوظه بالمنافسة على اللقب، وتقليص الفارق مع المتصدر إلى ثلاث نقاط؛ لتأكيد تفوقه في الآونة الأخيرة بفوزه عليه باللقاءات الثلاثة الماضية، وتكرار سيناريو الدور الأول والموسم الماضي بتغلبه ذهابًا وإيابًا.
وسيحاول المدرب التشيلي للعميد سييرا إعداد اللاعبين من الناحية النفسية بإبعادهم عن الضغط، وتركيز تفكيرهم بمواجهة اليوم، وأيضًا إعدادهم من الناحية البدنية؛ كون اللقاء قويًّا؛ ويستنزف كثيرًا من الجهد، وذلك قبل المباراة المرتقبة على كأس ولي العهد يوم الجمعة القادمة أمام النصر.
ويعول المدرب على قوة خط وسطه القوي بوجود الأنصاري وكهربا وفيلانوفيا والمولد، ومن أمامهم المهاجم العكايشي؛ لحسم اللقاء لمصلحته.. لكن عليه إيجاد الحلول الناجعة لمشكلة خط الدفاع (أضعف خطوط الفريق)، وأيضًا عليه اختيار التكتيك المناسب لاستغلال الأخطاء الدفاعية للهلال.
تاريخيًّا:
ستكون المباراة رقم 18 بين الفريقين لحساب دوري المحترفين؛ إذ التقيا في 17 مواجهة، كانت الأفضلية فيها للهلال بتحقيقه الفوز في 6 مواجهات، مقابل 5 انتصارات للاتحاد، في حين سيطر التعادل في 6 مرات. وهذا اللقاء الرابع بينهما في شهر مارس منذ انطلاق دوري المحترفين موسم 2008/ 2009، وكانت حصيلتها فوزًا لكل فريق في مباراة، وحضر التعادل السلبي في اللقاء الثالث.