“خان شيخون”.. مجزرة الوجع السوري التي هزت ضمير العالم
حرك مشهد الضحايا الذين غطت جثثهم الأرض من جراء هجوم كيميائي على بلدة “خان شيخون” بمحافظة “إدلب” في سوريا؛ الضمير العالمي الذي استنكر بشدة ذلك الهجوم الذي استهدف أبرياء، مطالبا بحماية الشعب السوري ومعاقبة المسؤولين عن جرائم الحرب والإبادة، وسط تحذيرات من كارثة إنسانية من جراء النزوح الجماعي بعد الهجوم (المجزرة).
وسارعت الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا إلى تقديم مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي للتنديد بالهجوم الذي من المقرر طرحه للتصويت في الاجتماع الطارئ الذي يعقده مجلس الأمن في وقت لاحق الأربعاء (5 أبريل 2017) لبحث ملابسات الهجوم، وفقا لما أعلنته السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة “نيكي هيلي”.
إدانات الهجوم الكيميائي
وذكر “البيت الأبيض” أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب “يشعر بالصدمة إزاء التقارير عن الهجوم الكيميائي”. وندد المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر، بالهجوم ووصفه بالمشين ، معربا عن ثقته بأن النظام السوري “يقف وراء هجوم كيميائي محتمل”.
بدوره، قال بوريس جونسون وزير الخارجية البريطاني: “إذا ثبت أن نظام الأسد هو من نفذ بأسلحة كيماوية هجوما على محافظة (إدلب) التي تسيطر عليها المعارضة، فسيكون ذلك سببا إضافيا للاعتقاد بأنها جريمة حرب”، مضيفا: “قصف مواطنيك المدنيين بأسلحة كيماوية هو دون أدنى شك جريمة حرب، ويتعين أن يحاسبوا عليها”.
جرائم الحرب
كما أدانت منظمات عربية وإسلامية الهجوم بالغاز على بلدة “خان شيخون”؛ حيث أكدت جامعة الدول العربية أن استهداف وقتل المدنيين بهذه الوسائل المحرمة يعتبر جريمة كبرى وعملا بربريا، وأن من قام به لن يهرب من العقاب، ويجب أن يلقى جزاءه من قبل المجتمع الدولي، طبقا للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
الخروقات المتتالية
وشددت الجامعة العربية، في بيانها، على أنه يتعين على الأطراف الضامنة لوقف إطلاق النار، العمل بجدية وسرعة من أجل الحيلولة دون استمرار الخروقات المتتالية والمتعددة له، التي تؤثر سلبا في الوضع عموما، وفي المحادثات السياسية بين النظام والمعارضة على خصوصا، وبما يبعد فرص التوصل إلى تسوية مناسبة ومقبولة بين جميع أطراف الأزمة في سوريا.
كما نددت منظمة التعاون الإسلامي باستمرار سياسة القتل والمجازر التي تستهدف المدنيين الأبرياء في سوريا، واستخدام القنابل والأسلحة المحظورة دوليا في القصف، والتي ترقى إلى جريمة الحرب، داعية المجتمع الدولي إلى اتخاذ الإجراءات العاجلة لوقف تواصل سفك الدماء في سوريا وحماية الشعب السوري.
وجدد البيان دعم منظمة التعاون الإسلامي للمطالب المشروعة للشعب السوري، داعيا النظام السوري إلى الكف عن استعمال وسائل الحرب والفتك والتنكيل ضد مواطنيه، مشيرا إلى أن مثل هذه الأعمال الإجرامية غير المسؤولة، تهدد وتعرقل مفاوضات السلام، مؤكدا مساندة المنظمة كل المبادرات الإقليمية والدولية الرامية لإيجاد حل سياسي للأزمة ينهي معاناة الشعب السوري، ويضع حدا للقتل والدمار والتخريب، ويلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري في الحرية والعدالة والمساواة؛ وذلك بتطبيق بيان اجتماع جنيف 1، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، التي تؤكد تيسير بدء عملية سياسية تفضي إلى عملية انتقالية تلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري، وتمكنه من أن يحدد مستقبله باستقلال وديمقراطية.
بدوره، ندد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالهجوم “الكيميائي”، مشددا على أنه عمل غير إنساني، محذرا من أنه قد ينسف الجهود الجارية بخصوص محادثات “أستانا”؛ وذلك في اتصال هاتفي مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين.
مشروع القرار الأممي
ويدعو مشروع القرار الأممي، الحكومة السورية إلى “تقديم خطط الطيران والسجلات ليوم الهجوم للجنة تحقيق دولية، بالإضافة إلى أسماء جميع قادة سرب الطائرات المروحية، والسماح بدخول القواعد الجوية التي يعتقد المحققون أنها ربما استخدمت لشن هجمات باستخدام أسلحة كيميائية”. ويطلب المشروع من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس، إلى أن يرفع تقريرا شهريا حول ما إذا كانت الحكومة السورية تتعاون مع لجنة تحقيق دولية في استخدام أسلحة كيميائية؛ حيث كانت لجنة تحقيق أممية ذات صلة بحقوق الإنسان في سوريا قد أعلنت فتح تحقيق في حيثيات الهجوم.
وتحدث مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا “ستيفان دي ميستورا” عن مقتل أكثر من 100 مدني في محافظة إدلب بسبب “هجوم كيميائي جوي”، في إشارة إلى أن القصف مصدره قوات النظام التي نفت بدورها ذلك .
وحملت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موجيريني، النظام السوري “المسؤولية الرئيسية” عن الهجوم، في حين اتهم الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، القوات الحكومية السورية بالمسؤولية مباشرة عن الهجوم، مضيفا أن النظام السوري “يعول على تواطؤ حلفائه للتصرف دون خوف من العقاب”، كما دعا وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرولت، مجلس الأمن إلى عقد جلسة طارئة لبحث الهجوم، موضحا أن “استخدام أسلحة كيميائية يشكل انتهاكا غير مقبول لاتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية، ودليلا جديدا على الهمجية التي يتعرض لها الشعب السوري منذ سنوات طويلة”.
وكان اتحاد منظمات الإغاثة والرعاية الطبية في سوريا قد تحدث عن مقتل 100 شخص وإصابة 400 آخرين في قصف بغاز “السارين” على بلدة “خان شيخون”.
وغاز “السارين” هو سائل أو بخار لا لون له، تشمل أعراضه التي تتوقف على مدى التعرّض له، غشاوة البصر، وصعوبة التنفس، واختلاج العضلات، والتعرق، والتقيّؤ، والإسهال، والغيبوبة، والتشنجات، وتوقف التنفس الذي يؤدي إلى الموت، كما يمكن أن يؤدي التعرض الطويل له إلى الموت.