“ما علينا من أحد” عبارة يرددها الكثير دون وعي
[COLOR=green]صحيفة طبرجل الإخبارية – الرياض- سحر الشريدي[/COLOR]
«الامتناع عن مساعدة الآخرين».. الخوف يسبق «الفزعة»!
اختلفت حدة التلاحم بين أفراد المجتمع في الوقت الحاضر، ففي الماضي الكل يتسابق إلى مساعدة من يراه في مأزق سواء في الشارع أو في الأماكن العامة، كإصلاح عطل سيارة أو إيصال أحد إلى مكان ما، أما الآن فالبعض يرى أنه غير مجبور لتخصيص بعض الدقائق من أجل مساعدة من أمامه والوقوف لأجله وهو لا يعرفه، والبعض الآخر استحوذ على مخيلته مبدأ الخوف أو الإيذاء والمخاطرة بنفسه، وآخرون يحاولون انقاذ من أمامهم بشروط احكموها داخل عقولهم.
[COLOR=darkred]أتنحى عن المساعدة [/COLOR]
تقول “سهام فهد”: إنه في هذا الوقت ومع كثرة المشاكل والأحداث التي نسمع عنها فإنها تضطر إلى التنحي عن مساعدة الآخرين، لخشيتها من أن تقع في مكروه لعدم معرفتها هل هو محق أم كاذب، مضيفةً أنه قد ينتابها شعور الألم والحزن، لكن كما يقال “العوافي دوم والشر يوم”، فلو تنحت هي ربما يأتي شخص أعلم منها ومتمكن ليساعد المحتاج.
[COLOR=limegreen]العجوز والمصعد [/COLOR]
وتحدثت “منيرة القحطاني” قائلةً: دوماً يشد انتباهي النساء الكبيرات في السن فأقوم بمساعدتهن مع وجود شخص يراقبني لحين الانتهاء من مهمتي، ذاكرةً أحد المواقف عندما كانت في أحد الأسواق وكانت هناك امرأة كبيرة في السن تريد النزول من المصعد، فقررت أن أساعدها مع وجود والدتي تراقبني لحين الإنتهاء، مشيرةً إلى أنه لو كانت والدتها ليست معها لما ساعدة تلك العجوز.
«الحذر واجب» ولكن لا يصل إلى حد تجاهل «نداء الاستغاثة» أو الحالات الإنسانية
[COLOR=indigo]أساعد من أعرفه[/COLOR]
ويرى “عبدالرحمن بن سعيد” أنه يبتعد تماماً عن مساعدة الآخرين، مضيفاً أنه لا يقوم بمساعدة أحد طالما أنه لا يعرفه سواء في الشوارع أو الأماكن العامة، ومهما كان هذا الشخص كبيراً أو صغيراً، موضحاً خوفه من عواقب تلك الأمور التي ربما قد تحدث من خلال ابتلاء بعض الأشخاص عليه، لافتاً إلى أنه لا يساعد الأسر التي تضم الفتيات خوفاً من تساؤلات الكثير عن سبب الوقوف في هذا المكان، أو تقديم المساعدة لهن!.
[COLOR=orange]كبار السن[/COLOR]
وعلى النقيض من ذلك تحدثت “هند العمران” بأنها تقوم بمساعدة فئات كبار السن فقط، لأنهم من يستحقون ذلك ولا يستطيعون أن يقوموا بالعديد من الأمور، مضيفةً أنها لا تفكر فيما قد يحصل، وأنها لا تريد سوى الحصول على الأجر من الله، ذاكرةً أنها رأت رجلاً ذات يوم لم يستطع أن يتخطى العتبات التي أمامه وكان كبيراً في السن، فأخذت بيده وأوصلته إلى المكان الذي يريده، ولم تلاق منه سوى الدعوات الصادقة، لافتةً إلى أنها لا تجعل للأفكار السلبية طريقاً لفكرها ومخيلتها.
[COLOR=blue]مراقبة فقط [/COLOR]
وذكرت “نورة عبدالكريم” أنها تخشى من هذه الأمور رغم رغبتها في مساعدة الآخرين، لكن مواقف كثيرة رأتها وسمعت عنها تجبرها عن البعد، موضحةً أنها ترى أشخاصاً وخاصة النساء الكبيرات في السن يحتاجون إلى المساعدة إما بطلوع المصعد أو المشي لمسافات بعيدة، وتسأل مستنكرة أين أبناءهم؟، مشيرةً إلى أن ما تقوم به هو مراقبة كبار السن من بعيد حتى لا يتأذوا من أحد، وهو أقل ما قد تقدمه لهم.
[COLOR=chocolate]مخلوق ضعيف [/COLOR]
وقالت “سجى صالح”: إن الدين الإسلامي وعقيدتنا تأمرنا بتقديم المساعدة لمن يحتاج ذلك، موضحةً أنه لا مانع من مساعدة الرجل للرجل أو الرجل للعائلة حين وقوعهم في مأزق ولو لم يكن يعرفهم، مشددةً على أن تأخذ المرأة حذرها، ليس لعدم قدرتها في ذلك، بل لأنها مخلوق ضعيف وقد لا تستطيع السيطرة في أي أمر قد يحدث ولا تجيد التصرف فيه، مشيرةً إلى أن الرجال بقدرتهم وقوتهم يستطيعون فعل ذلك، متعجبةً مما يحدث منهم في بعض الأوقات من بعدهم عن المساعدة التي لن تأخذ من وقتهم إلا القليل، لينالوا الأجر الكبير في ذلك.
[COLOR=deeppink]ظروف معينة [/COLOR]
وأوضحت “هدى محمد” أنها تساعد من تراه محتاجاً لذلك وحددتها بأوقات وظروف معينة، مضيفةً أنه عندما يرافقها السائق فإنها تطلب منه الوقوف ليساعدهم، لكن بشرط أن يضعها في المكان المقصود ثم العودة لهم، لافتةً إلى أن هناك أوقات محددة للمساعدة، ففي وضح النهار أقدم كل ما يحتاجون لأننا على مرأى من الناس، لكن في المساء أرفض ذلك تماماً مهما حصل، ولا أجعل سائقي كذلك يساعدهم، وهذا من باب الحيطة والحذر.
صالح [COLOR=gray]وطالح[/COLOR]
وتذكر “أم بدر” أنها لا تمانع أبناءها وبناتها من مساعدة أحد سواء كبيراً أو صغيراً وبأي حالة سواء في الأسواق أو الشوارع، أما إذا كانت في المستشفيات فلا بأس بشرط ألا يكون شخصاً واحداً كي يستطيع الآخر التصرف في أي مشكلة لا سمح الله، لافتةً إلى أن الدنيا فيها الخير الكثير لكن “غلب الطالح على الصالح”، وهذا ما جعل الكثير يتنحى عن مساعدة من يحتاجون للمساعدة.
[COLOR=red]الرجل لا يستحق [/COLOR]
وتطرق “مازن عبد الله” إلى أن الكثير من الذين نصادفهم سواء في الشوارع أو الأماكن العامة ومن يحتاجون المساعدة من النساء نقدم لهم ذلك، لأن المرأة لا تستطيع أن تتصرف بدون رجل، أما إذا كان يريد المساعدة رجلاً فلا نحرص عليه كثيراً، لأنه يستطيع أن يتصرف ويستطيع أن يقفل سيارته ويمشي على قدميه، بل ويذهب إلى المكان الذي يريد ويحل مشكلته، مبيناً إلى أنه لا يحبذ وقوف الرجل على الطريق ليتنظر المساعدة، ليس لأنه لا يستحق بل يستحق لكن الكل يرى أن الرجل هو من يستطيع أن يعتمد على نفسه.
[COLOR=darkblue]جمهرة وثناء[/COLOR]
ويذكر “مشاري عبد العزيز” بأنه لا يقوم بالمساعدة أياً كان رجال أو نساء، وأن غالب الشباب في هذا الوقت لا يساعدون سوى الأسر، والهدف من ذلك الجمهرة والثناء فقط، سارداً أحد المواقف عندما كان هناك سيارة معطلة تحمل عائلة وكان حولها الكثير من الشباب يحاولون إصلاحها من كل الجهات، وعندما قدمت سيارة أخرى لتنقل هذه العائلة ذهب الجميع عن السائق وبات لوحده، وهو ما كشف عن غرضهم وهو الظهور بمظهر الرجال الشهمين.
[COLOR=sandybrown]النصيب الأكبر[/COLOR]
ويوضح “محمد بن سليمان” أن الكثير ممن يصادفهم ويرى التجمهر حول مركباتهم لإصلاحها يكونون من الأسر، وقليل جداً ما يقف منا إلى جانب رجل ولو كان كبير في السن، مشيراً إلى العوائل لهم النصيب الأكبر ويستقطبون الكثير لمساعدتهم، لأنهم لا يستطيعون القيام بأمور لا يفهمون فيها شيئاً.
[COLOR=orangered]وسائل اتصال[/COLOR]
واستنكرت “مريم الوايلي” من يقف طويلاً ينتظر المساعدة، مضيفةً أنه مع توفر وسائل الاتصال مع الجميع أصبح الكل في غنى عن الآخرين، مشددةً على كل شخص وخاصة الأسر في حال وقوعها في مثل هذه الأمور الاتصال بأقرب شخص لديهم، إذ لا يجب عليهم الانتظار وطلب المساعدة من أشخاص لا يعرفون عن نواياهم أو مقاصدهم أي شيء.
[COLOR=green]روح التعاون[/COLOR]
وتذكر “لمى الناصر” أنه في هذا الوقت قد يحتاج الكثير للمساعدة في حال تعرضه لبعض المواقف القاهرة، مبينةً أن كثيراً ما تسمع مقولة يرددها البعض وهي “ما علينا من أحد”، وهي عبارة تقتل روح التعاون بين أفراد المجتمع، لكنها بالفعل لا تساعد أحداً خوفاً من أشياء كثيرة قد تحدث وتتضرر منها، لافتةً إلى أن المبادرة من قبل الآخرين تجلب الشك والريبة، وقليلاً ما نجد من يقف ليقدم أبسط أنواع المساعدة، بل أصبح الكثير يتجه إلى فئة معينة لإنقاذهم أو لأشخاص هو يعرفهم وما عدا ذلك قد لا يكون.