تكفون لا يفوز
في ممرات أحد المستشفيات رجل طاعن في السن بلغ منه المرض مبلغه لا يكاد يستطيع التنفس يحمله ابنه بين يديه باحثاً عمن يقدم له الرعاية الطبية مضى وقت طويل وهذا حال الابن ووالده حتى فارق الوالد الحياة.
على شاشة القناة الرسمية يظهر رئيس الوزراء وكلماته ممزوجة بالدموع يقول “حلول الأرض انتهت لم يبقى سوى حلول السماء”.
هذان المشهدان في إيطاليا إحدى دول الاتحاد الأوربي والتي تتمتع بنظام صحي لا يستهان به من الكفاءة والقدرة، لكنها وقفت عاجزة وأعلنت الاستسلام أمام عدو العالم الأوحد اليوم؛ فيروس “كورونا” سريع الانتشار قوي الفتك بكبار السن وضعاف المناعة.
هذا يجعلنا نسأل لماذا وصلت الأمور في إيطاليا إلى ما وصلت إليه؟ مع هذه الجائحة التي شملت كل بلدان العالم ولكنها أشد وطأة عند “الطليان”!، والإجابة ببساطة تكمن في اللامبالاة والتعامل مع الوباء وكأنه زائر خفيف الظل سوف يعلن رحيله سريعاً، من قبل الجانبين الحكومة والمجتمع ما أدى بهم إلى الكارثة وجعل أرقام الوفيات جراء كورونا تزداد يوماً بعد يوم.
وعلى النقيض تماماً فقد عادت الحياة إلى طبيعتها ومضى ستة أيام دون إعلان أي إصابات جديدة في مدينة ووهان الصينية بؤرة انتشار فيروس كورونا وذلك في ظرف 90 يوماً من بداية تفشي المرض، نتيجة للتعامل الصارم من قبل الحكومة الصينية، والذي قوبل بإحساس كبير بالمسؤولية الاجتماعية واضطلاع كل مواطن ومواطنة بدوره لمحاصرة هذا الوباء.
وبين إيطاليا في جنوب أوروبا والصين في شرق أسيا تأتي المملكة العربية السعودية أولى دول العالم في التعامل مع جائحة كورونا باحترافية حظيت بالإعجاب والتقدير، ويبقى الدور الأهم في السيطرة على الفيروس والحد من انتشاره في يد المجتمع، نعم الأمر يحتاج إلى التضحية في الكثير من مظاهر الحياة الطبيعية التي اعتدنا عليها قبل انتشار الوباء ولكن التخلي عنها لفترة محدودة برأيي فإنه أفضل بكثير من فقدانها للأبد أو عودتها دون من نحب، تخيلوا اجتماعاً عائلياً يغيب عنه أحبابنا نتيجة لتساهلنا وإهمالنا.
*خلاصة القول يا سعوديين “تكفون” كورونا لا يفوز علينا.*