الأخبار المحلية

ذُكروا بالقرآن.. ملك جبار سلط الله عليه “طفلاً” وحدثت المعجزة

المعركة كانت في فلسطين وانتصرت القلة المؤمنة بحول الله وقوته

تستمر “سبق” في سلسلة شخصيات ذكرت بالقرآن الكريم في شهر رمضان المبارك، والشخصية المذكورة في التقرير لا يعرف عنها الكثير، إنه ملك جبار قوي كان له سلطة كبرى وأموال طائلة وأسلحة ودروع كبيرة وكثيرة للغاية، استطاع أن يهزم ويذل بني إسرائيل.

تبدأ القصة عندما دخل بنو إسرائيل الأرض المقدسة، وهي فلسطين، واستقروا بها وكانوا يعبدون الله على نهج نبيهم موسى -عليه السلام-، وبعد فترة عادوا إلى طبائعهم الفاسدة مرة أخرى، فكفروا بأنعم الله، وانحرفوا عن الطريق المستقيم، فسلَّط الله عليهم ملكاً جباراً اسمه جالوت، فقام بالهجوم عليهم، وغزو أراضيهم، فقتل رجالهم وسبى نساءهم وأطفالهم، وأخرجهم من بيوتهم، واغتصب منهم التابوت المقدس، وبه الألواح الخاصة بالتوراة وعصا موسى وبعض الأشياء الخاصة بهارون، وهي بقايا ما ترك آل موسى وهارون، كما ذكر في القرآن الكريم.

وأراد بنو إسرائيل قتال جالوت وجنوده، ولم يكن لهم في هذه الفترة ملك يوحد صفوفهم لقتال هذا الملك الجبار، وكان من بينهم آنذاك نبي من أنبياء الله، فذهبوا إليه، وأخبروه أنهم يريدون ملكاً عليهم لمحاربة جالوت، فتعجب نبيهم من هذا الطلب، وذكرهم بأنه يخشى إن فرض عليهم القتال أن يرفضوا القتال، لكنهم أكدوا له عزمهم على القتال، فقد طردوا من بيوتهم، وابتعدوا عن أبنائهم، فأوحى الله إلى نبيهم أن يخبرهم أن الله قد بعث لكم طالوت ملكاً، فلما أخبرهم بذلك غضبوا واعترضوا.

لكن النبي أكد لهم الاختيار، جاء لطالوت ثم توجهوا للقتال، وأمرهم الملك بعدم شرب الماء من النهر، فشربوا إلا قليلا منهم، فأمر طالوت كل من شرب من النهر حتى شبع وقرر أن يترك الجيش ويعتزل الباقين، ثم واصل سيره بالبقية الباقية من بني إسرائيل، وعبر النهر ليلتقي مع جيش جالوت، ولم يصبر معه إلا المؤمنون الصادقون الذين يعلمون أن الله ينصر المؤمنين بقوة إيمانهم، لا بكثرة عددهم.

ولما ظهر الملك الجبار جالوت وجنوده أمامهم، واقترب منهم دعوا الله فقالوا: {ربنا أفرغ علينا صبراً وثبت أقدامنا وانصرنا على الكافرين} [البقرة:250].

وأيد الله بني إسرائيل المؤمنين، والتحم الجيشان، وانتصر جيش طالوت الملك المؤمن، وقتل جالوت الملك الجبار، وفر الجيش هارباً، وانتصرت القلة المؤمنة بحول الله وقوته على الكثرة الكافرة المشركة.

وجاء في تفاسير القرطبي وابن كثير أن الجندي الصغير داود، والذي يعتبر طفلاً، قد قذف جالوت الملك الجبار بحجر، ففقعت عينه، ثم قتل، وانتهت المعركة، وبدأ عهد نبي جديد وملك جديد، قال تعالى: “فهزموهم بإذن الله وقتل داود جالوت وآتاه الله الملك والحكمة”.