الأخبار المحلية

كرم ووفاء ودلالة.. “غيض من فيض”.. هكذا صارت “قصة الـ 100 دينار” مثلاً

زاد في استخدامه وتشعب ليضرب على ما يمتلكه المتحدث من غزارة بالمعلومات

يُحكى أن رجلاً قصد صديقاً له لحاجةٍ، فدخل عليه، فرحّب به أجمل ترحيب، وأجلسه إلى جانبه، وبات ليلته عنده، وبعد تناول وجبة العشاء جلسا يتسامران، وفي صباح اليوم التالي أحضر له فطوره وتناولا معاً الطعام، وقبل توديعه، سأله صاحب البيت: أولك حاجة تريد أن أقضيها لك؟ فأجابه: نعم، لقد اقترضت مبلغاً من المال من أحد المرابين وأثقل كاهلي واقترب موعد تسليمه والمبلغ ليس متيسراً عندي، فسأله صديقه عن حجم المبلغ المدين به، فأجاب الرجل: 100 دينار، فقام الصديق ودخل البيت وجلب له 200 دينار وسلّمه إياها.

ففرح الرجل وشكر صديقه ولما عدَّ المبلغ ووجده بهذا القدر، استغرب وقال: “هذا المبلغ أكثر مما طلبته منك ولا حاجة لي بالمبلغ المتبقي، وبينما هو يعد المبلغ بغرض إرجاع الزائد من المال الذي طلبه أمسك الصديق بيد الرجل، وقال له: أرجعه وضعه في جيبك، فوالله هذا غيض من فيض، أي أن هذا المبلغ الذي أعطيتك إياه ما هو إلا قليل من كثير، وذهب قوله مثلاً يُضرب للكريم الذي ينفق قليلاً من كثير”.

ثم زاد المثل في استخدامه وتشعبه، فصار يُضرب على مَن يتحدث ويدخل في تفصيلات ويسترسل في حديثه، فيشد المستمعين إليه على ما يمتلكه من قدرة على الحديث وغزارة في المعلومات، ويشار إليه بأن ما يمتلكه هذا المتحدث ما هو إلا غيض من فيض تشبيهاً بماء البحر في حالة المد، فإن ما يخرج منه من ماء قياساً مع مائه الحقيقي ما هو إلا قليل من كثير.