ياليت لي رقبة” طول رقبة النعامة
سحر البيان يشد الانتباه ، وتمحيص الاخبار يظهر الفرق بين الإشاعات والحقائق ، وقديما قيل ” وما آفة الاخبار الا رواتها”.
وهناك أشياء اذا خرجت لا يمكن أن تعود لمكانها، ومنها الكلمة اذا خرجت في بعض الظروف المفاجئة..
لذلك ( الشراري) قال : ( ياليت لي رقبة”طول رقبة النعامة) فهل سمعت بهذه الجملة من قبل وهل تعرف القصة وراءها ، دعونا نتشرف في اطلاع الجميع عليها.
( حيث قال الشراري ) موضحا شدة ندمه حين لسانه وافق تسرعه في القول . متمنيا ان تكون رقبته ” طويلة ” بحيث تاخذ الكلمة مسافة قبل ان تصل إلى الطرف المقابل فأصبحت تلك الجملة مثلأ يدل على فضل التروي في الكلام قبل خروجه من اللسان ، لينظر في معنى الكلمه واستبدالها بأخرى عند الحاجة لتكون مطابقة لاهداف ما يريد المتكلم. وحمايتها من التاويل الخاطئ .
وهكذا في بعض المواقف الصعبة يتمكن عقل من له الرأي والمشورة من الاقناع فيتوقف المستمع مبهورا قائلا يا ( لبساطة الجواب .. وعظم المعنى .. !.)
والجملة المكونة من حروف قليله موجزة تصدر عن الأذكياء ، لتكون مثلا يعبر عن حادثة او قصة قد تكون طويلة.
و المثل سماعه يغني عن الشرح والتفصيل الممل . وكمثال على ذلك قصة الأعرابي القادم من الصحراء حين شاهد اثنا سفره بيوتا في مضارب الباديه ففرح ” إذ كان طاويا ” فنزل في ضيافة احدهم حيث سئل وقت حضور المائده عن اخباره ، فأجاب قائلا : عند شوف الطعام .. ينسى الكلام..!.
والمؤمن مامور بأن يتبين اذا جاءه نبأ في وقته وقبل ان يفوت اوانه ، ويجب عليه تحري الصدق والالتزام به بجميع الأحوال ، بجدية تامة لا يخالطها هزل ، لان الانباء من المسائل ذات التاثير على العقول و قد يترتب عليها أفعال تنعكس سلبا او ايجابا على ما يلامس المصالح العامه للمجتمع .
والحذر كل الحذر من اعتماد المعلومة الخطأ ، لأن كلما سيترتب عليها من إجراءات نهايتها إلى الفشل التام .؟..!.
والحمد والشكر لله الهادي سبيل الرشاد ، واليقين ان ذكر الله سبحانه وتعالى يزرع في قلوبنا الطمأنينة وفي نفوسنا السكينة وبرحمته يدبر الحياة .