اليمن .. استكمال استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب يدخلان حيز التنفيذ
أكد أستاذ الإعلام السياسي الدكتور عبدالله العساف، لـ”سبق”، أن نُصرة الأشقاء من العرب والمسلمين سياسة اتبعها ملوك المملكة الكِرام مع الجميع ودون استثناء؛ ومع دولة اليمن الشقيق وشعبها الكريم بصفة خاصة، مضيفًا “هذه كانت وما زالت، وستظل سياسة المملكة ومنهج ملوكها الكِرام مع الجميع”، مبينًا أنها مبادئ وقيم إسلامية كريمة وعربية أصيلة صادقت عليها سياسات المملكة وأفعال وأعمال ملوكها الكِرام، ودونتها سجلات التاريخ بكل شرف واعتزاز.
وأضاف أنه “انطلاقًا من هذه المبادئ والقيم الإسلامية والعربية الأصيلة وقفت المملكة مع اليمن في مواجهة الميليشيات المسلحة الإرهابية المدعومة من النظام الإيراني المتطرف، وساندت حكومته الشرعية سياسيًا وعسكريًا، وعملت على إخراجها من أزماتها الأمنية والمالية والاقتصادية، والصحية، وطالبت المجتمع الدولي بدعم شرعيتها السياسية وتأييد عودتها الكاملة للأراضي اليمنية لممارسة سلطاتها المشروعة”.
وأبان أنه من أجل تحقيق ذلك الهدف تم تشكيل التحالف العربي، وبعده جاء اتفاق الرياض ثمرة جهود دبلوماسية مضنية انطلقت من عدن مرورًا بجدة وصولاً إلى الرياض لفتح صفحة جديدة يطوى فيها الماضي بين الأشقاء، وينظر فيها للمستقبل الواعد، والعمل مع التحالف العربي من أجل استكمال ما تبقى من أجل عودة الحكومة الشرعية لممارسة صلاحياتها وبسط نفوذها على كل شبر في الأرض العربية اليمنية.
وبيّن “العساف” أنه اليوم -بحمد الله- تتوصل الأطراف والمكونات اليمنية إلى تفاهمات نهائية لإتمام آلية تسريع تنفيذ “اتفاق الرياض” في شقيه العسكري والسياسي، مكملاً لما تحقق من نجاحات في الفترة الماضية، شملت إعلان المجلس الانتقالي إلغاء الإدارة الذاتية في الجنوب، وصدور قرار رئيس الجمهورية بتعيين محافظ ومدير أمن جديدين لمحافظة عدن وتعيين رئيس وزراء وبدء تشكيل حكومة جديدة.
وأشار إلى أن المجتمع الدولي يعول على تنفيذ آلية تسريع تنفيذ “اتفاق الرياض” لتعزيز الأمن والاستقرار في اليمن، ودعم جهود المبعوث الأممي إلى اليمن، حيث ستشهد المرحلة الأولى لتنفيذ آلية تسريع اتفاق الرياض خروج القوات العسكرية (غير الأمنية) بأسلحتها الثقيلة والمتوسطة من عدن، وفصل قوات الطرفين في أبين، وتحرك هذه القوات مع وحدات مرافقة من قوات التحالف إلى معسكرات خارج عدن، وإلى مختلف الجبهات، مع بقاء القوات الأمنية في العاصمة عدن لضمان عدم اختلال الأمن في العاصمة المؤقتة، ومواجهة أنشطة تنظيم القاعدة.
وقال إن السعودية والإمارات بذلتا جهودًا كبيرة لإنجاح آلية تسريع اتفاق الرياض، واضعة مصلحة الشعب اليمني أولوية قصوى، أثمر عنها التوافق على تشكيلة الحكومة اليمنية وترتيبات خروج القوات العسكرية من عدن والفصل بين قوات الشرعية والمجلس الانتقالي في أبين، بعد توافق جميع الأحزاب والمكونات السياسية اليمنية على تشكيل حكومة كفاءات، وعلى مباشرة الحكومة الجديدة مهامها في العاصمة المؤقتة عدن، بعد أدائها القسم أمام رئيس الجمهورية، وهذا النجاح السعودي استمرار لدورها التنموي في اليمن مستمر، بالتوازي مع الدور السياسي والعسكري لتحقيق الاستقرار والتنمية والعيش الكريم للمواطن اليمني.
وأشار أستاذ الإعلام السياسي إلى أن أبرز ما يميز “اتفاق الرياض” وآلية تسريعه هو استجابة الأطراف والمكونات اليمنية وتوافقهم على تغليب مصالح الشعب اليمني، وقبول الحوار كوسيلة لحل الخلافات والحفاظ على مكتسبات الدولة اليمنية ورفض الاحتكام للسلاح وسفك الدماء بين أبناء الشعب الواحد، وتهيئة الأجواء لممارسة الحكومة لجميع أعمالها من عدن، وانطلاق عجلة التنمية في المناطق المحررة، والدفع بمسارات إنهاء الأزمة اليمنية وعلى رأسها مسار السلام الذي ترعاه الأمم المتحدة ومبعوثها إلى اليمن والاتفاق على طي صفحة الماضي.
وأكد أنه من الأهمية بمكان تعزيز شراكة الأطراف اليمنية الوطنية في معركة استعادة الدولة وتحقيق الأمن والاستقرار، من خلال الإيمان المشترك بأن الحكومة اليمنية الجديدة هي حكومة اليمنيين كافة، وتمثل عقدًا سياسيًا واحدًا يضمن المشاركة العادلة لكل الأطراف المتحدة ضمن جبهة مواجهة المشروع الإيراني في اليمن، وليست حصرًا على حزب أو جماعة، وهو ما تثمنه قيادة المملكة للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، والحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي وبقية الأحزاب والمكونات السياسية اليمنية.
واختتم “العساف” بالتشديد على استمرار تحالف دعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة لمساندة الحكومة الشرعية اليمنية، بالتعاون مع جهود الأمم المتحدة الرامية للتوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة اليمنية وفق المرجعيات الثلاث، وبما يتوافق عليه أبناء الشعب اليمني، الذين أسعدهم هذا التوافق وحرص الجميع على استقرار اليمن ومواجهة المشروع الإيراني وأدواته والترحيب بالاتفاق وتوافق الأطراف اليمنية وتقديم مصلحة الشعب اليمني وتوحيد الصف.