الأخبار المحلية

“إثراء” يحتفي باليوم العالمي للغة العربية ويُصدر كتاب “المعلقات لجيل الألفية”

ينظّم مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء) احتفالاً باليوم العالمي للغة العربية، عبر سلسلة من الفعاليات والبرامج المتنوعة التي تهدف إلى تعزيز اللغة العربية والنهوض بها ثقافياً وفكرياً ومعرفياً، في الفترة من 3 – 4 جمادى الأولى 1442هـ الموافق (18 – 19 ديسمبر 2020م)، إلى جانب استعداد المركز لإصدار كتاب تحت عنوان “المعلقات لجيل الألفية” الذي يتناول شرحاً للمعلقات العشر التي تتحدث عن القصيدة وتاريخها الأدبي، إضافة إلى تسليط الضوء على حياة الشاعر ومنزلته الفنية باللغتين العربية والإنجليزية.

ويأتي احتفال اليوم العالمي للغة العربية؛ تزامناً مع احتفال منظمة اليونسكو في يوم 18 ديسمبر من كل عام، كما يأتي إصدار كتاب “المعلقات لجيل الألفية”، المكوّن من 500 صفحة، كنتاج للمشروع الثقافي المشترك مع مجلة القافلة الصادرة عن أرامكو السعودية، الذي أُعلن عنه في اليوم العالمي للغة العربية العام الماضي، حيث ركّز الشرح في الكتاب على معاني القصيدة ورسالتها الإنسانية، إلى جانب اختياره لأهم الأخبار المتعلقة بالقصيدة وأبياتها والدلالة الفنية لكل بيت، إضافة إلى إبراز اللمحات الفنية والإنسانية العربية والعالميّة في المعلّقة عبر تفسير النص في سياقه التاريخي، وربط قصص المعلقات بالأدب العالمي، وتفسيرها رمزياً في ضوء الواقع المعاصر بلغة تتناسب مع مستويات المتلقين المتنوعة.

ويُسهم الكتاب في إبراز أحد أهم الأعمال الإبداعية في تاريخ الشعر العربي وتقريبها من ذائقة الأجيال الجديدة للمحافظة على ديمومتها، والاحتفاء بالقيم الإنسانية والجمالية والفلسفية التي تتضمنها اللغة العربية متمثلة بقصائد المعلقات والعروض الجمالية التي يحتويها الكتاب، علاوة على استكشاف ثقافة الجزيرة العربية وتاريخها، وحياة الإنسان فيها منذ آلاف السنين.

وتتضمّن الفعاليات التي تستمر على مدار يومين، برامج ثقافية وترفيهية تفاعلية ودورات تدريبية تستهدف مختلف الفئات العمرية من الزوّار، إضافة إلى مجموعة من الأنشطة المعرفية التي تسلط الضوء على الخط العربي وأنواعه تماشياً مع مبادرة “عام الخط العربي” التي أطلقتها وزارة الثقافة، إلى جانب تقديم تجارب متنوعة تركز على الخط العربي وتشكيله من خلال رسم لوحة جدارية، وتقديم نماذج كتابية للزوّار، والتي تأتي تماشياً مع رؤية المركز في تنمية جوانب الإبداع والتجديد المستمر في الفكر والأدب والثقافة والابتكار، ودعم جهود المملكة في سعيها الحثيث نحو تحقيق التنمية الاجتماعية والثقافية والمعرفية.

وسيقدم البرنامج دورة تحت عنوان “الخط القرآني”، حيث إنه يحظى بالإعجاب؛ نظراً لكونه شكلاً من أشكال الفنون، إلى جانب تضمنه لأنواع متعددة؛ بما فيها الخط العربي والفارسي والعثماني.

وبلغ الخط العربي ذروته بعد تطوره وتنقيحه عبر القرون، الأمر الذي يعكس مدى تركيز الفنانين المسلمين على الهندسة والأشكال القرآنية، حيث سيتعلم المشاركين من خلال هذه الدورة فن الخطوط الهندسية الدقيقة والمتوازنة لكل حرف وشكل من أشكال الفن القرآني.

ويتضمّن البرنامج عرضاً أدائياً مباشراً تحت عنوان “الحائط التفاعلي” يركز على تصاميم الخط العربي، حيث يتفاعل الزوّار مع عرض فنانة الخط العربي على اللوحة الجدارية، ومشاركتها في المشروع الفني النهائي من خلال استخدام عناصر الخط العربي، إضافة إلى مسابقة “نقاط وحروف”، التي تعمل على اختبار القدرة المعرفية من خلال قراءة اللغة العربية من دون نقاط وتشكيل؛ ليشكلها الزوّار ويضعوا النقاط على الحروف، إلى جانب مسابقة أخرى تحت عنوان “حرف بحرف” والتي تعمل على اختبار قدرة الزوّار من حيث التهجئة الحرفية ضمن ثلاثة مستويات تختلف من حيث الصعوبة، كما سيحظى الزوّار بجلسة تفاعلية خاصة للخط العربي مع فناني الخط وتقديم نماذج مكتوبة للزوّار.

ويُلهم البرنامج روّاده الصغار من خلال رواية القصص المتنوعة، حيث سيعود ابن المقفع في كتابه “كليلة ودمنة” ليقص على الأطفال من وراء صندوق الظل القصص الفلسفية التي يتخللها تمثيل كوميدي من خلال أصوات الحيوانات والطيور، والتي ستكون مليئة بالحكمة المدهشة لعقول الأطفال، وستخلق بيئة تفاعلية عبر تعليمهم من خلال حكاية القصص.

جدير بالذكر أن مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء) يهدف إلى إثراء المجتمع السعودي عبر تقديم مبادرات وبرامج نوعية لكافة شرائح المجتمع، مستندةً على خلق محتوى معرفيٍ متميّزٍ، وتقديم تجارب واسعة للزوّار تركز على أهمية دور اللغة العربية في مختلف الأقسام، حيث تحتوي المكتبة على 51 عامود نُقش عليها أبيات لـ 51 شاعر عربي من مختلف العصور والأزمان، بمختلف أنواع الخط العربي، إضافة إلى تنظيم مجموعة من الأنشطة التي تعزز اللغة العربية، مثل الأمسيات الشعرية وإقامة 16 فعالية لتوقيع الكتب.