الأخبار المحلية

قصة سائق “دباب” نجت ذراعه من البتر.. التقى طبيبه في السوق فـ”قبَّل” يده

قبَّل شاب عشريني يد طبيبه بعد أن أنقذه الله سبحانه وتعالى بسببه من بتر ذراعه بـ”تخصصي الطائف” لتعرُّضه لحادث مروري مروِّع.

وسطَّر أطباء قسم جراحة التجميل بمستشفى الملك عبدالعزيز التخصصي بالطائف صورة رائعة بتقديمهم مصلحة مريض عشريني، تعرَّض لحادث مروري مروِّع، كاد يفقد بسببه ذراعه ومصدر رزقه.

الشاب التقى طبيبه في أحد الأسواق؛ فأمسك يده قائلاً: “بالله عليك يا دكتور اتركني أُقبِّل هذه اليد”.

كانت لحظات صادمة ومفاجئة، لم يستطع الطبيب استيعابها أو إدراكها؛ فالشاب العشريني الذي التقاهم يمنحه فرصة التفكير حول: أين؟ ومتى؟ ومن هو؟ أسئلة لم تعطِ الفرصة للتفكير، سوى كلمات خرجت من الطبيب؛ لتهون على الشاب حماسته وطلبه وسؤاله عما إذا كان يعرفه.

حكى الشاب قصته للدكتور عبدالرحمن الششتاوي؛ لتعود الذاكرة بالدكتور لفترة مضت، حين كان مناوبًا بالمستشفى، وتم التواصل معه من قِبل طبيب الطوارئ؛ ليخبره بوصول حالة طارئة بقسم الطوارئ لشاب تعرَّض لحادث مروري، وكان يقود سيارة من نوع (دباب) لنقل البضائع والركاب، وتسبب في بتر غير كامل بساعده الأيسر. كما تبيّن بعد الفحص وجود إصابة هرسية عنيفة بالساعد الأيسر، وفقدان بالجلد وبعض العضلات، وتهتك وفقدان جزئي بأعصاب اليد الرئيسية، وكذلك كسور مضاعفة، إضافة إلى فقدان أجزاء من عظمتَي الساعد. كما كانت الدورة الدموية للساعد واليد سيئة للغاية.

كانت لحظات مهمة بناء على المناظرات والاستشارات الطبية للتخصصات ذات الصلة التي باشرت الحالة، وبحثت قرار بتر الساعد؛ إذ إن فرصة إنقاذه ضعيفة للغاية بسبب الإصابة العنيفة التي حدثت له، وقد تؤثر سلبًا على حياته. وفي خضم المناقشات بين الكوادر الطبية التي تبحث التدخل الجراحي كان الطبيب مشغولاً بالإجابة عن أسئلة أخرى: هل هناك فرصة لإنقاذ المريض؟ وهل هي مغامرة غير محمودة العواقب؟ ولِمَ لا نحاول إنقاذ ذراع هذا الشاب؟

قرر الطبيب أن يتم إنقاذ ذراع الشاب من البتر؛ فقام بالتواصل مع الاستشاري المناوب الذي شاركه رغبته، وتحدثا عن إعطاء التدخل الجراحي فرصة لإصلاح ما تسبب به الحادث. ويعتبر ذلك الإجراء الأول من نوعه على مستوى المستشفى. وبدآ بوضع الخطة العلاجية من خلال تثبيت العظام المتهشمة، واستئصال جميع الأنسجة عديمة التروية الدموية، وكذلك إصلاح أعصاب الساعد واليد باستخدام رقعة عصبية من عصب الساق اليسرى السطحي، ثم تم إجراء جراحي دقيق ومعقد من خلال نقل شريحة جلد-صفاقية حرة من الساعد الأيمن، وإعادة توصيلها بشرايين وأوردة العضد الأيسر لتغطية الأنسجة المتكشفة من ناحية، ومن ناحية أخرى السماح بوصول الدم إلى اليد عبر الشريان والوريد الزندي الموجود بالشريحة.

وأمضى الفريق الطبي أكثر من 13 ساعة في غرفة العمليات بقيادة الدكتور جابر عثمان استشاري جراحة التجميل، ومساعده الدكتور عبدالحميد الششتاوي أخصائي جراحة التجميل، وكذلك الدكتور عمرو الشناوي أخصائي جراحة التجميل. ولله الحمد تكللت العملية بالنجاح من خلال بدء ضخ الدم إلى اليد عبر شريحة الجلد الصفاقيه الحرة، ومرت الفترتان الحرجتان الأولى والثانية بفضل الله. وبعد التئام الجروح بدأت مرحلة العلاج الطبيعي التي حسنت كثيرًا من مدى الحركة للساعد واليد.

وتكللت العملية الجراحية والبرنامج الطبي والعلاجي المعد للمريض بعودة الشاب – ولله الحمد – لحياته الطبيعية، وقيادته سيارته، ومتابعة حياته بصورة أقرب إلى وضعه قبل الحادث.