إبل الصياهد تكرِّم رعاتها في ميدان أغلى المهرجانات
اعتمد السودان عن قارة إفريقيا في مجلس إدارة المنظمة الدولية للإبل، مسجِّلًا بذلك حضوره ضمن الدول الأكثر عناية بالإبل وتربيتها.
في المقابل يشهد ميدان مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل على عناية السودانيين بالإبل ورعايتهم لها، فهم قرناء “الفرديات” و”المنقيات” حين تروح وتغدو، وحتى في أصعب اللحظات عند عرضها على لجان التحكيم لاختيار صفوتها، ويتشاركون مع ملاكها الفرح حين فوزها، ويتقاسمون معهم عناء سنوات من التحضير والتهيؤ لنيل الجوائز الأغلى في العالم.
ففي محيط المهرجان وقاموس العناية بالإبل، لا يعتمد الملَّاك إلَّا على مَن يجيد فهم طبائعها ويحسن رعايتها، فلن ترى مثل “حميد” الذي يُشعرك وهو يساير بعيرًا هائجًا كأنَّه يلاعب طفلًا، يسايره بخطواته يمنةً ويسرةً، ويمدُّ إليه عصاه بشفقة لا تزيد الجمل إلَّا نفثًا لزبده وحشرجة رغائه.
ويؤدِّي الرعاة دورًا رئيسًا في المهرجان؛ حيث يتولون مهمَّة سوْق الإبل إلى البوابات، ونقلها عقب كل انتقال للمرحلة التي تليها بين الشبوك، يتقدَّمونها بينما تبرز إمكاناتها بخطوات بطيئة يمرون بها بين أيدي الحكام؛ لتنال تقييمها وربما تتويجها.
أمَّا “هاشم حمدي” الذي يواكب الكرنفال العالمي منذ موسمه الثاني، فقد عمل قبلها في منقية أحد ملَّاك الوضح، ويرى أنَّها مناسبة عزيزة على قلبه وهو يقود أنْفَس المتون ذهابًا وإيابًا في المضمار، كما تبقى مكانة المهرجان مؤثِّرة في مسيرته الحافلة برعي الإبل في بلاده طوال عقد من الزمن، مشيرًا إلى التطور الملموس كل عام في التنظيم والإشراف على هذه المناسبة العالمية.
ويستعيد مع زميله “محمد عجيب” الفترة التي كانا يعملان بها على عدد من الفرديات المنافِسة بالمهرجان، وأنَّ كل يوم يقترب فيه يوم العرض يشكِّل همًّا أكبر، مع رضا وثقة بما ينتج عن لجان تحكيم المهرجان عقب العرض، كما عايشا فوز ثلاث من الإبل بجوائز المهرجان أثناء عملهما مع أحد الملَّاك، وهناك تحدث الفرحة المضاعفة والاحتفالات التي تمتد طوال أشهر، وسيرة لا تنتهي من الآمال.
ويرى زميله “محمد عجيب” في أوَّل مشاركة له في المهرجان أنَّ مهمَّته تتمثَّل في قيادة الرحول، وركوب وتمشية الإبل، وعرض المنصة، مشيرًا إلى استمتاعه بكل فعاليات المهرجان، ودوره في مناسبة كبيرة تهتم بالإبل وترفع مناسباتها.