“المغلوث”: مدينة “ذا لاين” تعتمد بالكامل على تقنيات الذكاء الاصطناعي
قال الدكتور عبدالله أحمد المغلوث عضو الجمعية السعودية للاقتصاد، خلال حديثه لـ”سبق”، إن مدينة «ذا لاين» ستعيد تعريف مفهوم التنمية الحضرية من خلال تطوير مجتمعات يكون فيها الإنسان محورها الرئيس، وذلك للمرة الأولى منذ أكثر من 150 عاماً، مما يعزز جودة الحياة، ويضمن الوصول إلى جميع مرافق الخدمات الأساسية، بما في ذلك المراكز الطبية، والمدارس، ومرافق الترفيه، بالإضافة إلى المساحات الخضراء، في غضون خمس دقائق سيراً على الأقدام، وستجعل حلول المواصلات فائقة السرعة التنقل أسهل؛ إذ من المتوقع ألا تستغرق أبعد رحلة في «ذا لاين» 20 دقيقة فقط، مما سيوفر معيشة قائمة على التوازن بين بيئة أعمال حاضنة للابتكار، وجودة حياة استثنائية للسكان.
وأشار بأن مجتمعات «ذا لاين» ستُدار بالاعتماد الكامل على تقنيات الذكاء الاصطناعي لتسهيل عملية التواصل مع الإنسان بطريقة تمكّنها من التوقّع والتفاعل بقدرات غير مسبوقة، مما يوفر وقت السكان والشركات.
وستكون المجتمعات مترابطة افتراضياً فيما بينها، حيث سيتم تسخير نحو 90 في المائة من البيانات لتعزيز قدرات البنية التحتية، في حين يتم تسخير 1 في المائة من البيانات في المدن الذكية الحالية.
وأضاف الدكتور المغلوث: “ستمنح مدينة «ذا لاين» للحياة على الأرض معنى جديداً، وتعكس نهجاً لا مثيل له في تطوير مدن مستقبلية متناغمة مع الطبيعة، حيث ستعتمد بالكامل على الطاقة النظيفة بنسبة 100 في المائة، مع الحرص على تحقيق مستقبل إيجابي للكربون”.
وأوضح أنه لبناء اقتصاد المستقبل؛ تتعاون «نيوم» مع قيادات متخصصة من مختلف أنحاء العالم، على توفير حلول ناجعة لتحديات التوسع الحضري التي تعترض تقدم البشرية، وستكون «ذا لاين» بيئة جاذبة للمبدعين وروّاد الأعمال والمستثمرين، مشيراً بأن بدء تطوير «ذا لاين» سيتم خلال الربع الأول من عام 2021؛ إذ تشكل جزءاً مهماً من أعمال التطوير المكثفة الجارية في «نيوم».
وأبان أن مشروع «نيوم» يُعد أحد المشروعات العملاقة ضمن المحفظة الاستثمارية المتنوعة لـصندوق الاستثمارات العامة لما له من قوة اقتصادية بدعم 500 مليار دولار.
وأوضح أن المشروع يجذب رؤوس الأموال والاستثمارات العالمية إليه، ويضمن حصول الصندوق على المدى الطويل على عوائد ضخمة تسهم في تعزيز اقتصاد المملكة العربية السعودية.
وكشف بأن المشروع جزء من تنويع مصادر الدخل التي أشارت إليها الرؤية الطموحة 2030، حيث يتم بناء منطقة “نيوم” من الصفر على أرض خام، ما يمنحها فرص استثنائية تميزها عن بقية المناطق التي نشأت وتطورت، وكما أشار سمو ولي العهد، خلال إعلانه عن المشروع “أن المنطقة ستركز على تسعة قطاعات استثمارية متخصصة تستهدف مستقبل الحضارة الإنسانية، وهي مستقبل: الطاقة والمياه، والغذاء، والعلوم التقنية والرقمية، والتنقل، والتقنيات الحيوية، والتصنيع المتطور، والإعلام والإنتاج الإعلامي، والترفيه، والمعيشة الذي يمثل الركيزة الأساسية، وكل هذا يهدف إلى تحفيز النمو والتنوع الاقتصادي وزيادة إجمالي الناتج المحلي للمملكة.
وأشار إلى أن هذه المنطقة الخاصة ستوفر فرصاً جاذبة للمستثمرين من أهمها الوصول إلى السوق السعودي بشكل مباشر والأسواق العالمية كون المنطقة مركز ربط للقارات الثلاث.
وأكد أن هذا المشروع صناعي عالمي، وسيخلق فرصاً وظيفية تساعد على تقليل نسبة البطالة التي تجاوزت 12 % لاسيما وأنه لدينا من الكوادر البشرية المؤهلة والتي تعلمت وتدربت في مختلف الجامعات العالمية، وهؤلاء المبتعثون قادرون على إدارة وتشغيل كافة الأعمال التي من شأنها إنجاح هذا المشروع.