جاء إعلان الأمير محمد بن سلمان عن مشروع مدينة “ذا لاين” كخطوة جديدة في مشروع “نيوم” العملاق شمال غرب المملكة الذي أطلقه ولي العهد في أكتوبر 2017م.
ويفتح مشروع المدينة المليونية الذكية الجديدة بابًا جديدًا للمستقبل، كما يقدم نموذجًا لما يمكن أن تكون عليه المجتمعات الحضرية مستقبلاً، ومخططًا يكفل إيجاد التوازن للعيش مع الطبيعة.
وفي السطور الآتية نتعرف على 5 أشياء تتفرد بها “ذا لاين”، وتجعلها مدينة المستقبل بحق.
1- بيئة نظيفة
“المدن التي تدعي أنها هي الأفضل في العالم يقضي فيها الإنسان سنين من حياته من أجل التنقل، وسوف تتضاعف هذه المدة في 2050، وسوف يهجَّر مليار إنسان بسبب ارتفاع انبعاثات الكربون، وارتفاع منسوب مياه البحار”.. عكس ذلك الاقتباس من تصريحات ولي العهد مدى إدراكه للمشكلة الحقيقية التي يعيشها العالم الآن وهي البيئة ومشاكل المناخ التي تسبب بها تلوث الطبيعة؛ لذلك فإن “ذا لاين” ستنشأ من أجل حل تلك المعضلات التي تؤرق البشرية جمعاء.
ستكون مدينة “ذا لاين” مدينة مليونية بطول 170 كم، تحافظ على 95 % من الطبيعة في أراضي نيوم؛ لتحقق صفر سيارات، صفر شوارع، وصفر انبعاثات كربونية؛ لتضع الطبيعة في المقام الأول قبل التنمية، وتحمي حياة نحو 7 ملايين إنسان يموتون سنويًا بسبب التلوث.
2- الإنسان أولاً
على مدى العصور بُنيت المدن من أجل حماية الإنسان بمساحات ضيقة، وبعد الثورة الصناعية بُنيت المدن لتضع الآلة والسيارة والمصنع قبل الإنسان، كما يقضي الإنسان سنين من حياته من أجل التنقل، ولكن كل ذلك سيتغير في “ذا لاين”؛ إذ سيضع ذلك المشروع الإنسان أولوية أولى.
ستعيد مدينة “ذا لاين” تعريف مفهوم التنمية الحضرية من خلال تطوير مجتمعات، يكون فيها الإنسان محورها الرئيس، وذلك للمرة الأولى منذ أكثر من 150 عامًا؛ وهو ما يعزز جودة الحياة، ويضمن الوصول إلى مرافق الخدمات الأساسية كافة، بما في ذلك المراكز الطبية، والمدارس، ومرافق الترفيه، إضافة إلى المساحات الخضراء، في غضون 5 دقائق سيرًا على الأقدام. وستجعل حلول المواصلات فائقة السرعة التنقل أسهل؛ إذ من المتوقع ألا تستغرق أبعد رحلة في “ذا لاين” 20 دقيقة فقط؛ وهو ما سيوفر معيشة قائمة على التوازن بين بيئة أعمال حاضنة للابتكار، وجودة حياة استثنائية للسكان.
3- تحفيز الاقتصاد
سيعمل مشروع “ذا لاين” على تحقيق أهداف رؤية السعودية 2030 على صعيد التنويع الاقتصادي؛ وذلك من خلال توفير 380 ألف فرصة عمل، والمساهمة بإضافة 180 مليار ريال (48 مليار دولار أمريكي) إلى الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2030م.
كما ستتعاون نيوم مع قيادات متخصصة من مختلف أنحاء العالم على توفير حلول ناجعة لتحديات التوسع الحضري التي تعترض تقدم البشرية؛ وذلك لبناء اقتصاد المستقبل. وستكون “ذا لاين” بيئة جاذبة للمبدعين ورواد الأعمال والمستثمرين.
4- الذكاء الاصطناعي
من المنتظر أن تعتمد “ذا لاين” بالكامل على تقنيات الذكاء الاصطناعي لتسهيل عملية التواصل مع الإنسان بطريقة تمكِّنها من التوقع والتفاعل بقدرات غير مسبوقة؛ وهو ما يوفر وقت السكان والشركات.
وستكون المجتمعات مترابطة افتراضيًّا فيما بينها؛ إذ سيتم تسخير نحو 90 % من البيانات لتعزيز قدرات البنية التحتية، في حين يتم تسخير 1 % من البيانات في المدن الذكية الحالية.
وتمنح مدينة “ذا لاين” للحياة على الأرض معنى جديدًا، وتعكس نهجًا لا مثيل له في تطوير مدن مستقبلية متناغمة مع الطبيعة؛ إذ ستعتمد بالكامل على الطاقة النظيفة بنسبة 100 %، مع الحرص على تحقيق مستقبل إيجابي للكربون.
5- طقس رائع وطبيعة خلابة
يقع مشروع “نيوم” العملاق شمال غرب المملكة على البحر الأحمر؛ لذا فإنه من المتوقع أن يتمتع سكان مجتمع “ذا لاين” بالشواطئ الجميلة، والجزر البكر، ومناظر طبيعية خلابة، وغيرها من المقومات التي تتمتع بها المنطقة كالجبال الشاهقة التي تغطيها قمم الثلوج في فصل الشتاء، والشعاب المرجانية الساحرة، والكائنات البحرية المذهلة، فضلاً عن المحميات الطبيعية للحيوانات النادرة.
كما ستنقل المدينة الجديدة سكانها إلى مستوى آخر فريد، بفضل طقسها المعتدل الأكثر برودة من المناطق المحيطة به، إذ تعد الحرارة فيه أقل بنحو 10 درجات مئوية من متوسط درجات الحرارة في جميع أنحاء دول مجلس التعاون الخليجي، وهو ما سيجعل المنطقة وجهة سياحية فريدة خاصة أنها ستتيح بفضل موقعها الاستراتيجي سهولة الوصول إليها في خلال 8 ساعات لـ 70 % من سكان العالم.
