صدمة وخيبة أمل.. ما الذي حملته تغريدة “سار” لأهالي القريات؟!
أصيب أهالي القريات بخيبة أمل وصدمة من الشركة السعودية للخطوط الحديدية “سار”؛ وذلك بعد توضيح من الشركة يتعلق بتشغيل “سكة القطار” بمدينتهم -آخر محطات “قطار الشمال”- الذي كان من المفترض تشغيل رحلاته قبل عدة سنوات وفقًا لجاهزية المحطة وللوعود السابقة للشركة بذلك.
وفي التفاصيل، ففي الوقت الذي كان ينتظر فيه الأهالي من الشركة الإعلانَ عن قُرب تشغيل محطة القطار بالقريات وإصلاح الجزء المتعثر من سكته بها والذي تَسَبّب في تأخير تشغيله وتوقف العمل به بعد أن جرفته السيول قبل أكثر من عامين وبعد عدة مواعيد ووعود أعلنتها الشركة بمعالجة المشكلة وتشغيل القطار بمحطة القريات؛ ذكرت الشركة -قبل عدة أيام- عدم وجود وقت متوقع لافتتاح محطة القريات حاليًا.
جاء ذلك في رد لـ”سار” عبر حسابها بـ”تويتر” على سؤال وجهه لها مغرد حول موعد تشغيل وإصلاح سكة ومحطة قطار “سار” بالقريات؛ حيث جاء رد الشركة كالتالي: “نقدّر لك ولجميع أهالي القريات الكرام حرصكم واهتمامكم، ونعتذر منكم؛ فحاليًا لا يوجد وقت متوقع لافتتاح محطة القريات، وستنشر التفاصيل على الموقع الإلكتروني في حال تحديد التاريخ”.
يأتي ذلك بعد سنوات من الانتظار والمناشدات التي وجهها الأهالي للشركة بسرعة إصلاح مسار سكة “قطار الشمال” الذي جرفته السيول وتسبب في تأجيل انطلاق القطار من وإلى محافظتهم وهي المحطة الأخيرة والمتبقية من خط سير القطار المقرر له والمعلن، ومنها نداؤهم الذي وجهوه لوزارة النقل وشركة “سار” عبر تقرير مفصل وشامل نشرته “سبق” بتاريخ (28 أبريل 2019) بعنوان: “جرفته السيول قبل 5 أشهر وموقعها تسبب بكارثة بيئية.. “سكة القريات” تُركت بلا إصلاح.. و”الأهالي” يتساءلون: ما نتائج التحقيق؟ ومتى تشغيلها؟”.
ورغم جاهزية الجزء الأكبر من السكة واكتمال العمل في صالة ومحطة الركاب منذ سنوات؛ ما زال الجزء المتضرر من السكة بلا إصلاح؛ حيث يقع هذا الجزء المحدودة مسافته بكيلو مترات قليلة بمنطقة قريبة شرق محافظة القريات، وهي معروفة لدى الأهالي منذ القدم بأنها مجرى للسيول والشعاب والأودية الكبيرة القادمة من صحراء وحدود المملكة الأردنية الشقيقة والمجاورة للقريات، والتي كان -ولا يزال- أهالي القريات يأملون في إصلاحها أو تغيير مسارها والإعلان عن موعد نهائي وقريب لتشغيل محطتهم، وهو ما بات اليوم حلمًا بعيدًا بعد أن كان واقعًا وملموسًا يرونه وينتظرون فقط لحظة تدشينه وسماع صوت وأدخنة محركات القطار على سكتهم وهو يقترب بسرعته الفائقة نحوهم؛ لا سيما وأن حاجتهم إليه اليوم أصبحت ملحّة نظرًا لأعمال ومهام متكررة تربطهم بالمدن الأخرى والكبيرة البعيدة عن مدينتهم، والتي يمر بها القطار من أهمها تلك المراجعات والمواعيد الطبية والمعاملات بالوزارات والجهات الحكومية التي غالبًا ما يخصص لها موعد محدد من السنة يتطلب حضورهم فيه وغيرها من الأعمال التي سيكون عملية إتمامها يسيرًا ومتاحًا وفي وقته في حال تشغيل القطار الذي يضمن لهم -بمشيئة الله- رحلات يومية ومؤكدة ومقاعدة متوفرة في حال انعدامها في رحلات الطيران المحدودة أو بظروف وعناء السيارة وتأخرها.
وحظيت مشكلة تعثر “سكة القريات” باهتمام دائم ومتابعة مستمرة من أمير منطقة الجوف الأمير فيصل بن نواف بن عبدالعزيز، الذي سبق أن التقى وزراء ومسؤولين بوزارة، النقل كان آخرهم لقاؤه بوزير النقل المهندس صالح بن ناصر الجاسر في مكتبه بمقر الوزارة في الرياض؛ حيث جرى خلال اللقاء بحث تشغيل محطة سكة القطار بمحافظة القريات، والبدء في العمل بمشروع تطوير مطار القريات، والسبل الكفيلة لتطوير بعض الطرقات وتحسينها، بما يضمن إنجاز مشروعات الطرق في المنطقة على أكمل وجه وبأعلى المواصفات الفنية ووفق الجداول الزمنية المقررة لمراحل التنفيذ وصولًا لإتمام المشروع واستلامه.