الأخبار المحلية

مشاهد مثيرة جواً.. قصة تسمية “قارة الحيران” وأسرار المذيّلات والمدافن

تصوير: يحيى المازن

تمتلك محافظة تيماء بمنطقة تبوك تاريخاً كبيراً، كما توالت عليها الحضارات التي تركت خلفها آثاراً ونقوشاً استطاع العلماء تفسير بعضها، وعجزوا عن تفسير البعض الآخر، ومن بين هذه الآثار المثيرة للتأمل الإشكال الحجرية أعلى القارة الشهيرة باسم “قارة الحيران”، والتي تعود حضارتها إلى العصر الحجري؛ حيث استوطن الإنسان أرض العرب منذ فترة مبكرة من التاريخ البشري.

ورافقت “سبق” المرشد السياحي عقلا الربيعة، إلى موقع قارة الحيران (30 كلم جنوب محافظة تيماء)، كما وثقت صوراً جوية عدداً من الأشكال الحجرية الهندسية واشتملت على (المثلثات الحجرية، والمذيلات أو المذنبات، والمصايد الحجرية، وأشكال أخرى مختلفة”.

مدافن لا يدفن فيها إلا عالي مقام

وقال “الربيعة”: “حضارتها تعود إلى العصر الحجري وهي مدافن ولا يدفن فيها إلا عالي مقام في ذلك الوقت، وقد استخرجت منها أدوت حجرية وبرونزية قبل 5 آلاف سنة، والحجرية ما بين 10 آلاف إلى 12 ألف سنة، وفي الواقع توجد الأشكال الهندسية الحجرية الأثرية في معظم القارات، وتأتي مختلفة في الأحجام والأشكال؛ لذا فقد حيرت علماء الآثار في العالم، ومنها ما تم تفسيره، والبعض الآخر ينتظر كشف أسراره”.

قصة تسمية “قارة الحيران”

وعن القصة الشهيرة المرتبطة بالتسمية، قال: “كانت الأرض مجدبة والحلال هزل، فطلب أصحاب الإبل من رعاة إبلهم أن يقوموا بذبح كل مواليد الإبل حتى لا يزيد ضعفها ضعفاً ولا يعيقهم أثناء مسيرهم بمن فيهم هذا الراعي، إلا أن الراعي لم يعمل بوصية صاحب الإبل، فعمد إلى بناء حجيرة فوق سطح تلك القارة، وكانت كلما ولدت ناقة أخفى حوارها في تلك الدائرة الحجرية، وإذا سرح بالإبل ساق النوق إليها وأرضع أولادها.

وتابع: “وبعد مضي فترة نزلت الأمطار وكثر العشب وسمنت الإبل، فقام بضم أولادها إليها، وعندما اقترب موعد الرحيل ذهب صاحب الإبل للموقع الذي يوجد به الراعي، وكان وقت المغرب وهو الوقت الذي يفك الراعي عن الحيران (صغار الإبل)، فلما شاهدها صاحبها أعتقد أنها غزو من الأعداء، فصاح بالراعي فرد عليه: إنها حيران إبلك”.

وأضاف: “نظر صاحب الإبل في “بلال” (اسم الراعي) نظرة إعجاب فقال له: ألم أقل لك اقتل الحيران؟ قال: بلى لكن قلبي لم يطاوعني بقتل ثروة حلالك وهي الآن قادرة على المسير مع أمهاتها، فقال صاحب الإبل للراعي: “تمنّ وسأعطيك ما تتمنى”، فرد الراعي: “أتمنى أن الليل أقمر.. والروض أخضر.. والإنسان لا يكبر ولا يصغر”، فردّ عليه بأنها أمنية لا أستطيع تحقيقها، فرد عليه الراعي قائلاً: إن ذلك هدية مني لك ولا أريد شيئاً، ولهذا سميت القارة بقارة الحيران، وهذه القصة شائعة لدى سكان تلك الناحية يتناقلونها بينهم”.