“المعلمي” يستعرض جهود المملكة في تعزيز السلام وروابط الأخوة الإنسانية
أكد مندوب المملكة العربية السعودية الدائم لدى الأمم المتحدة السفير عبدالله بن يحيى المعلمي، أن المبادئ الأساسية التي تقوم عليها سياسة المملكة في علاقاتها الدولية؛ تأتي وفاءً بالتزاماتها التي نص عليها الميثاق، وللنهوض بالركائز الثلاث للأمم المتحدة، وهي التنمية المستدامة، والسلام والأمن، وحقوق الإنسان.
وأوضح في كلمة المملكة خلال الحدث الافتراضي الذي نظمه تحالف الأمم المتحدة للحضارات بمناسبة اليوم الدولي للأخوة الإنسانية، أن العالم يجتمع اليوم للاحتفال أول مرة باليوم العالمي للأخوة الإنسانية، مشيراً إلى أن العالم أصبح بحاجة الإنسانية أكثر من أي وقت مضى، في عالم تمزقه النزاعات، وتفرقه خطابات الكراهية، وتهدده انتشار الأوبئة والأمراض، وتسلب أمنه وسلامه قوى الشر والتطرف.
وأعرب عن سعادته بمشاركة المملكة في تقديم قرار الجمعية العامة الذي أقر الاحتفال باليوم العالمي للأخوة الإنسانية بجانب الأشقاء: الإمارات والبحرين ومصر.
وبيّن “المعلمي” أن الأخوة الإنسانية هي تلك العلاقة الوثيقة التي تربط البشر والمجتمعات بعضها ببعض على أساس عدد من المبادئ والقيم، (مبدأ الاحترام المتبادل، ومبدأ العيش المشترك وقبول الآخر، ومبدأ العدل والمساواة وحفظ الكرامة الإنسانية).
وأضاف: علينا أن ندرك بأن الاختلاف بين الأمم والشعوب في معتقداتهم وثقافاتهم هي ميزة تميز البشر والمجتمعات، وأن ما يجعلنا نتعايش معاً ونتقبل اختلافاتنا هي روابط الأخوة الإنسانية، التي تشجعنا على تعزيز ثقافة التسامح ومد جسور السلام والإخاء، لا فرق فيها بين المعتقد والدين، ولا بين اللون واللغة ولا فرق بين العرق والجنس.
وقال: يجب أن ندرك أن الصراعات والحروب هي مصدر لتعاسة البشرية بسبب ما تجلبه على الإنسانية من أحزان يعجز عنها الوصف، وأن ما نشهده اليوم من صراعات، وتصاعد خطابات الكراهية، وتنامي أيديولوجيات العنف والتطرف، وما نشهده أيضاً من هجمات إرهابية على الأماكن المقدسة ودور العبادة، وقتل الأبرياء الآمنين، والإساءة للرموز الدينية، عوامل خطيرة تتطلب وقفة جادة وصادقة من المجتمع الدولي لمواجهتها ومعالجة أسبابها.
وأفاد “المعلمي” بأن نشر قيم التسامح وتقبل الآخر هو السبيل الأمثل لمواجهة خطابات الكراهية والتعصب، وأن تعزيز ثقافة السلام، ومد جسور المحبة والإخاء هي أفضل الطرق لمواجهة التطرف والعنف والتحريض، مشيراً إلى أن الإيمان بالتنوع الديني والثقافي في المجتمعات الإنسانية لا يبرر أبداً الصدام، بل يستدعي تعزيز روابط الأخوة الإنسانية وتعزيز الشراكة الحضارية بين الشعوب والأمم.
وأكد أن المملكة العربية السعودية دأبت في علاقاتها الدولية على ترسيخ نهج التعددية، وتعزيز مبادئ الاحترام المتبادل في علاقاتها الدولية، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، مستمدة ذلك من مكانتها الإسلامية كقائدة للعالم الإسلامي، ومستمدة ذلك من مقوماتها وعقيدتها الإسلامية السمحة، عبر نشر قيم السلام والتسامح، وهو ما أكد عليه رسول الإسلام النبي محمد صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف: “لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانًا”.
وتابع “المعلمي” قائلاً: تتجلّى جهود المملكة في تعزيز روابط الأخوة الإنسانية وتعزيز ثقافة السلام عبر المبادرات الداخلية والخارجية التي تقوم عليها لمواجهة تصاعد إيديولوجيات التطرف والإرهاب، ومكافحة خطابات الكراهية، من أمثلة ذلك إنشاء مركز الملك عبدالله للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وإنشاء مركز الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، والدور الحيوي الذي تقوم به المملكة عبر شراكتها في مكتب الأمم المتحدة لتحالف الحضارات، مروراً بإنشاء مركز اعتدال لمكافحة الفكر المتطرف.
وأشار إلى أن المملكة استضافت ورعت مؤتمر رابطة العالم الإسلامي الذي عقد في مكة المكرمة في شهر مايو 2019 بحضور أكثر من 1200 شخصية دينية، ونتج عنه إصدار وثيقة مكة المكرمة التي تتضمن 29 بنداً تدعو لنبذ العنف وإحلال السلام والتسامح، وتمكين المرأة والشباب، وتعزيز روابط الإنسانية، داعياً الجميع لقراءة هذه الوثيقة وما تحمله من أهداف سامية تحث على العيش المشترك وتقبل الآخر.
وشدد مندوب المملكة العربية السعودية الدائم لدى الأمم المتحدة في ختام الكلمة، على أهمية تذكير العالم بين حين وآخر بمبدأ الأخوة الإنسانية التي تربط الجميع، وأن نجعل اختلافاتنا وتنوعنا مصدراً للقوة بدلاً من الضعف.