احذر “طفلك يدخن”.. هذه هي العلامات وأخصائية توضح الدوافع والعلاج
التدخين ممارسة سلبية وعامل من العوامل الرئيسية المسببة لأمراض عدة منها سرطان الرئة والنوبات القلبية وغيرها، بالإضافة إلى ذلك فإن إقبال صغار السن على التدخين يكون دليلًا على اتجاههم لطريق رفقاء السوء، وفي الغالب لا يتوقف الأمر عند هذا الحد.
الدوافع
توجد العديد من الأسباب التي لا يمكن حصرها، قد تدفع الطفل لتجربة التدخين أو إدمانه ومن أبرزها: مواكبة الجماعة التي ينتمي لها الطفل وشعوره بضرورة الاندماج، أو تقليد أحد الوالدين حيث يعتبرهما الأطفال القدوة منذ الصغر، أو تقليد المشاهير من اللاعبين أو الفنانين ومن يظهرون في الإعلام المرئي.
ومن الأسباب المؤثرة أيضًا في التدخين بين الأطفال، بعض وسائل الإعلام العالمية التي تسوق وتروج للتدخين، وانخفاض المستوى الثقافي للأسرة، وتَوَفُّر مناخ تنخفض فيه الرقابة والمتابعة من قبلهم، والفراغ الكبير لدى الأطفال، والعنف والتفكك الأسري في بعض الأحيان.
علامات تحذيرية
ويكون الهم الأول لصغار السن عندما يدمنون التدخين أن يظل هذا الأمر في الخفاء بعيدًا عن نظر والديهم؛ إلا أن هناك مؤشرات يمكن أن تدل على ما يقومون به، منها ابتعاد الطفل عن والديه بشكل ملحوظ والرغبة في الانعزال، واكتشاف أن أحد أصدقاء الطفل يدخن أو يحاول التدخين، بالإضافة إلى ذلك يمكن أن تشير رائحة الملابس الخاصة بالطفل إلى دخوله عالم التدخين، أو رائحة الفم الكريهة، وكذلك السعال وضيق التنفس إذا كان بشكل ملحوظ ومستمر، والتغير في الصوت ولو كان طفيفًا، وظهور تصبغ وتلون في الأسنان.
طرق العلاج
استشارية علم النفس الدكتورة أنوار عبدالله أبو خالد، تقول إن التصرف الصحيح حيال هذا الموقف يجب أن يكون به تناسب مع مبادئ ونظم الأسرة؛ فمثلًا إذا كان هذا الطفل تربى في أسرة يوجد بها أكثر من شخص مدخن؛ فإن توقعنا لتدخين الأبناء يكون بنسبة 50%، وهنا إذا كانت ردة فعل الوالدين تجاه الطفل المدخن قاسية بعيدة عن التفهم والحنان؛ تأتي سلبًا؛ لأن القسوة هنا تجعل عند الطفل تناقضًا وصراعًا باعتبار أنه ليس هو الفرد الوحيد المدخن، فكيف يكون هو الوحيد المعاقب؟
وتشدد “أبو خالد”، في مقال لها بجريدة “الرياض”، على أن التدخل العقلاني بإبراز مضار التدخين والاعتراف بأن من سبقه في التدخين ليس على حق، قد يجعله يقلع نهائيًّا عن التدخين أو أن يؤجل ممارسته لفترة لاحقة، خاصةً إذا استمر من حوله في التدخين.
وتضيف: “أما في حالة كان الطفل من الأسر التي لا يمارس أفرادها عادة التدخين؛ فإن نسبة توقف الطفل عن التدخين تصل إلى 70% على أن يتبع معه أسلوب الترغيب والترهيب بتوضيح أخطار ومضار التدخين المستقبلية”.
وتشير إلى أن “الهيبة الوالدية” لها أثر، ويمكن الاستفادة منها في منع الطفل من الاستمرار في هذا الطريق، فالخوف قد يجعله يقتنع أن هذه العادة ليست صحيحة أو مناسبة له، كما أن الحزم في هذه الحالة يكون مطلوبًا، ويجعل عند الطفل خبرات سيئة عن التدخين فلا تكون له الدافعية لتكرار ذلك مستقبلًا.
خصائص عمرية
وبالإضافة إلى ما سبق، يجب على الوالدين اختيار العبارات والطريقة التي يتم التحدث بها مع الطفل عن التدخين؛ حيث تكون مرنة وتلائم مرحلته العمرية؛ ففي عمر 6 إلى 8 أعوام يمكن استخدام الكلمات البسيطة جدًّا التي تعبر عن الضيق أو عدم الموافقة على سلوك شخص تم مشاهدته وهو يدخن في الشارع أو في التلفاز على سبيل المثال؛ وبذلك يتلقى الطفل رسالة ضمنية غير مباشرة أن التدخين عادة سيئة وسلوك غير محمود.
أما إن كان الطفل في المرحلة العمرية من 9 إلى 11 عامًا، فيمكن استخدام الصور المرئية والتي تعبر عن الرسالة الموجهة عن التدخين، مثل إعلان دعائي أو مقطع تمثيلي يتم فيه استخدام السجائر، ومن بعدها يتم التحدث مع الطفل باستخدام الحوار الهادئ والبعد عن إلقاء المحاضرات أو المواعظ حول الموضوع، ويمكن الاستعانة بشبكة الإنترنت لتوضيح بعض المخاطر المتعلقة بالتدخين وآثاره السلبية.
وفي حال كان الطفل في المرحلة ما بين 12 و15 عامًا؛ فيجب زيادة الوعي والتأكيد على أضرار التدخين في هذه المرحلة العمرية؛ وذلك بضرب أمثلة من محيط الطفل أو خارجه عن ضحايا التدخين، واستعراض الأمراض التي تحدث بسببه؛ لكن يجب التنبه بأن هذه الخطوة غير مناسبة للأطفال قبل هذه السن في مرحلة الطفولة المبكرة.
أما إذا وصل الأبناء للمرحلة ما بين 16 و18 عامًا، فعلينا في هذه الحالة اتباع سياسة من عدة مراحل، وعند الحوار وطرح الأسئلة نراعي أن تكون محددة، فقد لا يعتبر المراهقون أنفسهم مدخنين، حتى لو كانوا يدخنون السجائر على أساس منتظم؛ لذلك فبدلًا من سؤال المراهق ما إذا كان يدخن أم لا، يفضل أن نسأله على سبيل المثال، إذا كان قد دخن سيجارة واحدة حتى في الأيام الـ30 الماضية أم لا، أو أن نسأله تحديدًا كم عدد السجائر التي دخنها في الأسبوع الماضي.
وفي المرحلة التالية نقوم بعرض صور للمدخنين والنتائج المترتبة عليه، وإلى أي مدى تكمن خطورة التدخين وأثره السلبي على الصحة، ونتبنى لغة الحوار في كل مراحل التعامل مع هذه المشكلة، ويجب عدم اللجوء للتعنيف البدني أو اللفظي مهما حدث، فالأبناء في هذه المرحلة خصوصًا أكثر حساسية للعنف ورفضًا له وتمردًا على الأوامر والتوجيهات الفوقية.
كما يمكن الاستعانة بأطباء مختصين لشرح خطورة التدخين على المدى البعيد ولكن بسرية تامة، فالمراهقون يكونون أكثر انفتاحًا للحديث عن سلوك التدخين إذا تأكدوا أن كل المعلومات ستبقى سرية، ويمكن للطبيب أو غيره من الكبار أن يسأل عن استخدام السجائر عندما لا يكون الأب أو الأم في الغرفة حتى يتمكن المراهق من الحديث بحرية.
الكبار القدوه يبي من يعلمهم الصقار تسف من وراه تنهي السالفه