الأخبار المحلية

“الحربي”: 5 أسباب جعلت صورة “ساندرز” تعبيراً عن حياتنا الآن

يكشف الكاتب الصحفي يوسف الحربي خمسة أسباب جعلت صورة السيناتور الأمريكي بيرني ساندرز، تقتحم حياتنا جميعاً، بعدما أصبحت تعبيراً عن حالنا في ظل وباء كورونا، وهي الصورة التي التُقِطَت أثناء تنصيب جو بايدن رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية، فأحدثت حالة من الزخم والتواصل بين مستخدمي الإنترنت في كل أنحاء العالم.

صورة اقتحمت العالم

وفي مقاله “صورة اقتحمت العالم” بصحيفة “اليوم”، يقول “الحربي”: “قد لا نبالغ إذا قلنا إنه ومنذ فترة طويلة لم تُحدث صورة فوتوغرافية كل تلك التواترات البصرية وبمثل الزخم الذي صاحبها من التواصل والاندفاع والتشكيل والتأثير والإلهام، الذي طال الفنانين والمصممين ومستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي في كل العالم، مثل تلك الصورة التي التقطت للسيناتور الأمريكي بيرني ساندرز أثناء تنصيب بايدن رئيساً للولايات المتحدة”.

تصف العالم بين الوباء وانتظار العودة للحياة الطبيعية

وعن أسباب هذا الزخم، يقول “الحربي”: “كانت صورة ظهر فيها ساندرز جالساً على كرسي بشكل هادئ لا يبالي بشيء بكل جدية، بدا وكأنه يصف حالة العالم بين وضع وبائي، وبين انتظار، وبين ذاكرة مخزّنة بالترقب، وبين تناقضات بصرية غير متناسقة بدت في قفازاته لتعكس فوضى العالم”.

أيقونة فنية للمرحلة

ويرى الكاتب أن الصورة أصبحت أيقونة أو علامة فنية على المرحلة الراهنة، ويقول: “لقد كان اللافت في تناقل الصورة هو تلك الرؤى، التي حملتها والتوظيفات البصرية، التي تحمّلتها وتفاعلت معها، وكذلك التعابير والمواقف، التي جعلت منها أيقونة فنية للمرحلة بكل تراكماتها الحسية والمعنوية الجدية والكوميدية”.

صورة تعبر عن دهشة العالم بشكل تلقائي

ويضيف “الحربي” قائلاً: “لا شك أن الحديث عن الصورة من حيث التأمل البصري يحملنا أبعد في تشكيل أجوبتنا عن مدى التأثير، الذي استطاعت أن تحدثه صورة عادية جداً على المتلقي ما يجعلنا نطرح تساؤلات تفسيرية لمنطق الصورة، فقد اعتبرت صورة حقيقية تشبه دهشة العالم، عبّرت بشكل تلقائي غير مخطّط له عن كل ما يحدث في العالم، عن هذا التداخل الغريب بين البقاء والانتظار، التأمل والتعجّب، الوباء الذي وحّد عزلة العالم عن كل ما يحدث للإنسان”.

الصورة قريبة لكل مَنْ شاهدها

وبعد كل ما عبرت عنه، يرى “الحربي” أن الصورة بدت قريبة لكل مَنْ شاهدها، ويقول: “بذا يمكن القول إن الصورة حملت قرباً لدى كل مَنْ لمحها كانت طيّعة بحيث توافقت مع حرية التعبير الذاتي بها وتوظيفها وتناقلها بصرياً عن طريق الفنون الرقمية والتصميم التقني والنشر من خلال شبكة الإنترنت ليوظّفها كل فنان ومصمّم بطريقته الخاصة وحسب موقفه البصري من الواقع، ومن كل الأحداث ويعيد تناقلها حسب رؤاه”.

الناس كانت بحاجة الصورة البسيطة جداً

وينهي الكاتب قائلاً: “يبدو جلياً أن المتلقي كان بحاجة لتلك الرؤية البصرية البسيطة جداً والمعبّرة جداً، والمقنعة جداً ليجد نفسه في دهشة تلك اللقطة، ويستمر من خلالها أبعد في عمق التعبير الواقعي، خاصة أن رحلة البحث النقدي للفن في زمن كورونا ستسجّل هذه الصورة وستحفظها لتعاد كعنصر تجريبي لفكرة الفن المعاصر وفن ما بعد الحداثة حتى حين”.