الأخبار المحلية

“السبيل”: التراكم المعرفي ساهم بوصول جائزة الملك الفيصل لأنحاء العالم

أكد أمين عام جائزة الملك الفيصل في تصريح خاص لـ”سبق” أن هناك 275 عالمًا وعالمة فازوا بالجائزة على مدى 43 دورة، وهذا ما ساهم في وصولها لكافة أنحاء العالم، مبينًا أنه ربما يتم تخصيص مساحة من الجائزة لأبحاث جائحة فيروس كورونا، مشيرًا إلى أنه ومع هذه الظروف الاستثنائية تصعب إقامة الحفل السنوي للجائزة.

جاء ذلك خلال إعلان جائزة الملك الفيصل أسماء الفائزين بها في دورتها الـ43 بفروعها الخمسة، أمس، برعاية مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل.

وفي بداية الحفل ألقى الأمير خالد الفيصل كلمة قال فيها: من نعم الله علينا هذه الجائزة التي تنمو وتتوسع وتتقدم في كل عام، أرجو أن أكون صريحًا معكم في هذا المساء، أنتم أيها الإخوة والأخوات في المملكة العربية السعودية من أنجحتم بلادكم ووطنكم لتضعوها في مقدمة الأمم المتحضرة في العالم.

وأضاف: كما ساهمتم بجهودكم في إنجاح مؤسسة الملك فيصل الخيرية وجائزة الملك فيصل لتصل للعالمية، حتى إننا لم نعد نستخدم العالمية في اسم هذه الجائزة، فأصبحنا نقول: “جائزة الملك فيصل” بدون العالمية؛ لأنها أصبحت عالمية والكل يعرفها ولا داعي للتعريف بها”.

وأوضح أمين عام جائزة الملك فيصل العالمية الدكتور عبدالعزيز السبيّل، أن لجان الاختيار لجائزة الملك فيصل بفروعها الخمسـة (خدمة الإسلام، والدراسات الإسلامية، واللغة العربية والأدب، والطب، والعلوم)؛ أقامت سلسلة من الجلسات امتدت من السبت 24 إلى الأربعاء 28 من شهر جمادى الآخرة عام 1442هـ، مطلعة على الأعمال المرشحة وتقارير المحكّمين.

وبيّن أن اللجان قرّرت منح جائزة الملك فيصل لخدمة الإسلام لرئيس مجلس إدارة شركة صخر لبرامج الحواسيب محمد بن عبدالرحمن الشارخ من دولة الكويت، وقد منح الجائزة لمبررات؛ منها: قيامه بإنتاج أول برنامج حاسوبي للقرآن الكريم، وكتب الحديث التسعة باللغة الإنجليزية، وتحديث أرشيف المعلومات الإسلامية الذي يضم بالإضافة للقرآن الكريم: موسوعة الحديث الشريف، وموسوعة الفقه الإسلامي، وبرامج، وقواعد معلومات إسلامية أخرى، وجهوده في تعريب وإنتاج برامج الحاسوب منذ عام 1982، ومعجم إلكترونيّ معاصر للغة العربية، وبرنامج المصحح اللغوي، والنطق الآلي بالعربية الفصحى، والترجمة الآلية، وتطوير نظام إبصار للمكفوفين، إضافة إلى تطويره العديد من البرامج الثقافية والتعليمية للناشئين، والخاصة بالثقافة الإسلامية، واللغة العربية، وإنشاء مراكز للتدريب والبرمجة منذ ثمانينيات القرن الماضي، وأرشفة المجلات العربية منذ أواخر القرن التاسع عشر بما يزيد على مليوني صفحة، وإتاحتها للجميع.

وأشار إلى أن اللجنة قررت حجب جائزة الملك فيصل للدراسات الإسلامية وموضوعها “الوقف في الإسلام” لهذا العام، وذلك لعدم تحقيق الأعمال المرشحة معايير الجائزة.

وفي مسار جائزة الملك فيصل للغة العربية والأدب، وموضوعها “البلاغة الجديدة”، قررت اللجنة منح الجائزة لهذا العام للدكتور محمد مشبال، مغربي الجنسية، الأستاذ في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة عبد المالك السعدي بتطوان، وقد منح الجائزة لمبررات؛ منها: أنه صاحب مشروع علمي، وترتبط جلّ أعماله بموضوع الجائزة “البلاغة الجديدة”، وهي أعمال تتصف بالعمق والجدة والأصالة، والجمع بين النظرية والتطبيق، وتسعى إلى ربط البحث البلاغي بحقول الأدب واللغة والاتصال، والتأسيس النظري والإجرائي لبدايات الخطاب البلاغي العربي الحديث، وفق رؤية موسعة تنهض على دعوى التجديد.

وفي مسار جائزة الملك فيصل للطب، وموضوعها “الطب التجديدي في الحالات العصبية”، قررت اللجنة منح الجائزة لهذا العام (بالاشتراك) لكل من: الأستاذ الدكتور ستيفن مارك ستريتماتر أمريكي الجنسية، أستاذ علم الأعصاب ومدير مركز أبحاث الزهايمر بجامعة ييل الأمريكية, والدكتور روبن جيمس فرانكلين، بريطاني الجنسية، أستاذ علم الأعصاب ومدير مركز علاج المايلين بجامعة كامبريدج البريطانية.

ومنح الأستاذ الدكتور ستيفن مارك ستريتماتر الجائزة لمبررات؛ منها: إسهاماته البارزة في فهم مسببات فشل نمو المحور العصبي ومحدودية الشفاء بعد إصابات الحبل الشوكي، وكان لهذا الإسهام العلمي أثر كبير على إمكانية استعادة نمو المحور العصبي؛ حيث حدد دور بروتين مثبط النسخ الجيني (رو) (Rho) في مسار تشكيل بروتين نوجو (Nogo) ومستقبله، بينما ترجم الأستاذ الدكتور ستريتماتر هذه الاكتشافات لتطوير مناهج علاجية جديدة، ولتجديد الجهاز العصبي المركزي في الثدييات البالغة.

في حين منح الدكتور روبن جيمس فرانكلين الجائزة لمبررات؛ منها: إسهاماته الرائدة والجوهرية في بيولوجية إعادة تشكيل غمد المايلين؛ حيث حدد المسببات الرئيسة لقيام الخلايا الجذعية في الجهاز العصبي المركزي للبالغين بتشكيل الخلايا قليلة التغصن المكونة للمايلين، كما حدد مساراتها البيولوجية الرئيسية التي يمكن من خلالها التأثير دوائيًّا على تلك العملية، وبذلك أوجد أساسًا علميًّا لإجراء دراسات سريرية لتجديد المايلين.

وفي مسار جائزة الملك فيصل للعلوم، وموضوعها “الفيزياء”، قررت اللجنة منح الجائزة لهذا العام للدكتور ستيوارت ستيفن باركين، بريطاني الجنسية، أستاذ علم الفيزياء التجريبية بجامعة مارتن لوثر هال-فيتنبرغ, مدير معهد ماكس بلانك للفيزياء المجهرية بألمانيا, وقد منح الجائزة لمبررات؛ منها: اكتشافاته وابتكاراته الأساسية المتمثلة في تمكين أجهزة التخزين ذات الهندسة الدورانية التي أدت إلى زيادة سعة تخزين محركات الأقراص المغناطيسية بمقدار (1000) ضعف؛ حيث طور تقنيات عملية تعتمد على الصمامات الدورانية، مكنت من وصول الإنسان إلى البيانات وأدت إلى “ثورة البيانات الضخمة”, وقد أتاح ذلك حل المشكلات المستعصية التي تعتمد على الوصول السريع إلى كميات هائلة من البيانات من خلال التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي، ومن ذلك التنبؤات بأثر التغيرات المناخية, كما تمكن من اكتشاف ذاكرة الوصول العشوائي المغناطيسية غير المتطايرة (MRAM)، التي توفرت للاستخدام حديثًا.