الأخبار المحلية

أخصائي اجتماعي: هناك فئة أساءت استخدام التقنية.. أبناؤنا حطبها دون رقابة

أعاد تطبيق “كلوب هاوس” وهج الفضاءات الصوتية للواجهة مجدداً بعد غزو القنوات الكتابية واستحواذها على اهتمامات السعوديين في السنوات الأخيرة، فدلف إليه الكثيرون على تعدد اهتماماتهم وتنوع مشاربهم وأصبح وجهة الباحثين عن الغرف الافتراضية التي تُناقش فيها الكثير من العلوم وتبادل المعارف كافة، لكن التطبيق كحال غيره قد يستخدمه البعض بطريقةٍ سلبية،فحرية إبداء الآراء لا تعني تجاوز النظام الأخلاقي ونشر بعض المقاطع المنافية لأخلاق المجتمع السعودي الذي يرفض ما يخترق نظامه الأخلاقي، فلكل الشعوب قيمها وسلوكها وتدافع عنها، بيد أن انهيار هذا الحصن يعني تفتيت المجتمعات بسلاح التقنية، هذه الأداة الناعمة التي تستثمر لصهر ما كان صلباً، معه تباينت ردود الفعل عن جدوى هذا التطبيق.

البيئات التفاعلية على مختلف منصاتها تسيطر اليوم على العالم، وقد ظهرت قبل سنوات غرف صوتية مع بداية ثورة الإنترنت فسادت ثم بادت، وعادت مع هذا التطبيق حديث السعوديين اليوم، معه يجب التحرّز، فهو لا يسمح حالياً بدخول الجميع لكن المؤكد أنه سيشرع أبوابه للجميع مستقبلاً وهنا مكمن الخطورة فصغار السن يتأثرون، فإذا انعدم الرقيب سهل اجتذابهم والتغيير بهم، مع سجن الهواتف الذكية وضحاياها حتى لا نستقبل سيلاً جارفاً من المخالفات كحال السناب شات وما يضخّه من فيديوهات بعضها تخدش وتسيء، وهناك من يصنّفهم كقدوات اجتماعية يحتذى بها.

الغزوات التقنية لا تتوقف وكل الدول تتسابق لاستحداث برامج تتفوق على نظيراتها لكن هذا المارثون على حساب خصوصية المعلومات والأمن الأخلاقي، إذا تلاشى الوعي والتحصين ضد سلبياته، وقد يساء استخدامها.

ومن جانبه قال الباحث والمؤلف في الشأن الاجتماعي عبدالرحمن القراش: “نحن السعوديين اليوم لسنا بمعزلٍ عن العالم من حولنا حتى أصبحنا نشكل رقماً صعباً في الثقافة الرقمية من حيث المتابعة والمشاهدة والاستفادة، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على سعة الاطلاع الذي نتميز به ناهيك عن المشاركة الفعالة التي نساهم بها في تلك التطبيقات والبرامج”.

وأشار: “ولكن ما يحز في النفس أن هناك فئة أساءت استخدام تلك التقنية كتطبيق “كلوب هاوس” بمحتويات تعكس مدى ضحالة أفكار مقدميها، ولو لم تجد الإشادة من بعض فئات المجتمع لما كان لتلك المواد المطروحة قيمة تذكر”.

وأضاف: “حيث وجدت تلك العقول الخاوية الأرض الخصبة لتنمو بيننا ناهيك عن بعض القنوات الفضائية التي استقطبتهم ودعمتهم باعتبارهم مشاهير وكذلك بعض المنشآت التجارية التي وجدت ضالتها فيهم لتصل عبرهم للمستهلك سواء كان ما يقدمونه صحيح أو خاطئ”.

وأكد: “إن اليوم هناك حرب مستعرة بين الشركات العالمية التي تصنع التطبيقات التقنية وأخشى ما أخشاه أن نكون نحن وأبنائنا حطب لها بسبب سوء استخدام البعض لها دون رقابة”.

واختتم: “لذلك حريٌ بنا أن تتظافر جهودنا كمستخدمين وأرباب أسر مع الجهود التي تقدمها الدولة في التوعية المستمرة بخطر استخدام تلك الوسائل، كما أدعو وزارتي الإعلام والتعليم بتكثيف دورهما الريادي في إيضاح الحقائق حول التقنية وعن خطورة استخدامها”.