العلاقات السعودية العراقية.. تحولات كبيرة ونجاحات أمنية وسياسية
تُوصف العلاقات السعودية العراقية بالمتانة والصلابة نظير التقاربات العميقة بين الجانبين معها بُنيت جسور التعاون في المجالات الأمنية والتجارية والسياسة، فالسعودية نجحت في إرجاع العراق لمحوره العربي مع وجود إرادة عراقية تمد يديها للعالم العربي خاصة الجيران، معها توفرت الأرض الصلبة والمناخ المنفتح للشراكات والتفاهمات، فالتوقعات التي يتطلع لها الشريكان كبيرة والهموم أكبر، فالمد العنيف ينشر ثقافاته الدموية، ويكشّر عن أنيابه مستغلاً الأوضاع المضطربة.
وتبلور ذلك التناغم في إعادة فتح المنفذ الحدودي بعد إغلاق دام لعقود، حفّز الحركة التجارية؛ لكونه المنفذ البري الوحيد الواصل بين البلدين، ومنه سيتنقل المواطنون، كذلك يعد بوابة مهمة للمعتمرين وضيوف بيت الله الحرام من العراقيين، تبعه وصول وفد المجلس التنسيقي السعودي العراقي إلى هناك قبل مدةٍ وجيزة، أنجز جملة اتفاقات وصاغ قراراتٍ أخرى تهم الشريكين، الحراك الدبلوماسي من الرياض وبغداد لم يتوقف، فالمتابع يلمسُ نشاطاً في هذا الميدان وتغريدات أوجه الدبلوماسية وتعبيراتهم تعكس ما يكنهُ كل بلدٍ للآخر، فالعلاقة التي شهدت فتوراً في السنوات الماضية عادت بأكثر قوة وتماسكٌ جديد.
سبل التعاون شملت الجانب الأمني حتى أحرزوا تقدماً قوياً في هذا المسلك، فلم تسجل أي حالات تهريب ممنوعات أو تسلل غير نظامي، وهذا بفضلٍ من الله ثم بجهود الكيانات الأمنية في الدولتين، هذه الديناميكية السريعة في العلاقات تأتي لتحصين العالم العربي من أي اختراقات أجنبية، وتأميناً ضد توّغل جماعات الإرهاب، وسداً للباب الذي تفكر الدول ذات الأطماع التوسعية الدخول منه.