بين وصمة وزواج وتعليم.. باحث يرصد تحولات “كورونا” في المجتمع
مع مرور عام على جائحة كورونا التي اجتاحت العالم بأسره مخلّفة معها خسائر بشرية ومادية، مع إضافة تغيرات في كثير من العادات الاجتماعية والسلوكية وعديد من أنماط الحياة اليومية، كشف باحث اجتماعي أن التغييرات الاجتماعية والإنسانية مستمرة بوجود الإنسان على وجه الأرض؛ منها ما تغيّرها المصالح والحاجات، وأخرى تفرضها طبيعة الحياة.
تفصيلاً، قال الباحث الاجتماعي حمد النتيفات؛ لـ”سبق”: “التغييرات الاجتماعية والإنسانية مستمرة بوجود الإنسان على وجه الأرض، بعضها تغيرات تمليها المصالح والحاجات، وأخرى تفرضها طبيعة الحياة وما يتخللها من الظروف من الكوارث والحروب والأزمات وغيرها، وكل الأحداث المجتمعية حديثة النشوء تُفرز معها للمجتمعات سلوكيات وقيم جديدة، وتختفي مثلها حسب الظروف والمعطيات والتكيف معها”.
وتابع: “الإنسان عبر الأطوار المختلفة التي يمر بها يتطور فكره وسلوكه ووظيفته، حسب حاجته الفطرية إلى الاستمرار في البقاء، منذ أن كان همه البحث عن الصيد والرعي ليوفر لنفسه وأسرته اكتفاءً غذائياً. وتطور الأمر منذ نشأة المنظومة الزراعية البدائية حتى عصر النهضة الصناعية في القرن الثامن عشر، وعلماء الاجتماع يرصدون هذه التغيرات في المجتمع وحاجة البشر إلى التنظيم الاجتماعي والتكيف مع واقعهم الجديد”.
وأضاف عن أزمة كورونا: الراصد بعين الباحث السيوسيلوجي يُدرك التغيرات المصاحبة لهذه الأزمة في الفكر، والقيم، والسلوك، مثل إنكار بعض الأسر أو الأفراد أن أحدهم مُصاب بالفيروس خوفاً من “الوصمة” بالمرض، وبعدها بفترة قصيرة أصبح البعض يُعلن بنفسه في المنصات أنه مصاب ويطلب الدعاء، وهو في الغالب يهدف الى التفاعل والإحساس بالأهمية والاهتمام ومحاولة لفت الانتباه.
وأردف: “في جانب القيم الضابطة المسيّرة للمجتمع في التفاعلات اليومية، التي منها -على سبيل المثال- “العناق” في السلام، فمع التحذيرات المستمرة أصبح هناك اكتفاء “بالسلام نظر”.
واسترسل: “وعلى مستوى حفلات الزواج أصبحت الزواجات العائلية محل قبول، وتمّ الاستغناء عن الحفلات الكبيرة وما تتطلبه من مصروفات كبيرة، وهذا دليل واضح أن العادات والتقاليد التي لا تتعارض مع قيم الإسلام محل تغير مستمر وقبول مجتمعي عند الحاجة”.
واختتم قائلاً: على جانب منظومة التعليم، فبعد أن تحوّل إلى “تعليم عن بُعد” كان هناك في بداية الأمر تخوف ورفض وعدم معرفة الدخول لمنصات التعليم، ولكن بعد التكيف مع المنصات والبدائل التعليمية أصبح الأمر محل رضا من الطلاب وأولياء الأمور سواء في التعليم العام والجامعي، وفيه توفير للجهد والوقت والمال. وهذا أمر طبيعي في ردة الفعل مبدئياً، لأن التغييرات الاجتماعية تمر بمقاومة في بدايتها لكن لابد من التكيف معها والاستفادة من آثارها الإيجابية؛ لتكون محل رضا وإعجاب وقبول.