الدور السعودي في المنطقة والعالم يرسخ العلاقات بين الرياض وواشنطن
تبدو العلاقات السعودية الأمريكية راسخة على مر العصور والأزمان، تعززها لغة المصالح المشتركة، والشراكة القديمة والاستراتيجية بين الرياض وواشنطن، فضلاً عن تطابق وجهات النظر بين البلدين تجاه العديد من الملفات الساخنة التي تخص منطقة الشرق الأوسط والعالم.
وفي وقت مبكر جداً، أثبتت المملكة أنها دولة معتدلة، تميل إلى الوسطية في الفكر والعمل، وهدفها الأول ترسيخ القيم الإسلامية السمحة، التي تثمر عن إجراء حوار بناء بين الأديان وأصحاب المذاهب المختلفة، وهو ما دفع الولايات المتحدة الأمريكية إلى التحالف الإستراتيجي مع المملكة في الحرب على الإرهاب من عقود مضت، خاصة أن المملكة اكتوت بنار هذا الإرهاب في فترة من الفترات.
بر الأمان
وتعلم الولايات المتحدة الأمريكية قبل غيرها، طبيعة الدور المحوري الذي تقوم به المملكة كدولة تقود العالمين العربي والإسلامي إلى بر الأمان، وتعزيز الاستقرار في المنطقة والعالم، من خلال السياسات الحكيمة لولاة الأمر، ومن خلال الرؤية المستقبلية التي تقدم المصالح العامة على أي مصالح خاصة، هذه الحقائق تدركها واشنطن، سواء من الجمهوريين أو الديمقراطيين، وهو ما دفع الرئيس الأمريكي الديمقراطي جو بايدين لاختيار الملك سلمان بن عبد العزيز ليكون أول زعيم عربي يتحدث إليه عبر الهاتف، كما دفع الرئيس الجمهوري دونالد ترامب إلى أن يختار المملكة، لتكون أول محطة خارجية له عقب توليه رئاسة بلاده قبل 4 سنوات.
حقوق الإنسان
الاتصال بين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز والرئيس جو بايدين، شهد عدة إيجابيات، وعكس ملامح العلاقات التاريخية والطيبة بين الشعبين الصديقين، والقيادتين، ومن مزايا هذا الاتصال أنه تناول التقدم الذي أحرزته المملكة على مستوى ملف حقوق الإنسان، وهو ما أشادت به الولايات المتحدة الأمريكية صراحة، وأعلنت أن المملكة أحرزت الكثير من التقدم في هذا المجال، ليس هذا فحسب وإنما أعلنت عن تقديرها لموجة الإصلاحات الضخمة التي أقرتها رؤية المملكة 2030 في كل المستويات.
العدو المشترك
وفي كل اتصال بين السعودية وأمريكا، تجدد الأخيرة التزامها الأدبي بالدفاع عن المملكة ضد أي أعداء يتربصون بها، في إشارة إلى العدو المشترك لهما إيران، التي تسعى إلى امتلاك أسلحة دمار شامل، تهدد بها جيرانها والعالم، إلى جانب تبني المليشيات المسلحة، سواء من الحوثيين في اليمن أو حزب الله في لبنان، أو الحشد الشعبي في العراق.
وما يلفت الأنظار أن العلاقات السعودية الأمريكية لا تقف عن حد، وإنما تشهد تطوراً يوماً بعد آخر، بعدما تتأكد قيادتا البلدين أن توجهاتهما متطابقة، ومصالحهما مشتركة، تستوجب تعزيز هذه الشراكة إلى أبعد نقطة ممكنة، والأيام وربما الأسابيع المقبلة ستؤكد هذا الأمر.