التقرير الاستخباري الأمريكي لقضية “خاشقجي”.. نبش في الماضي واجترار لأحزان أسرته
لم يكن التقرير الاستخباري الذي تم تزويد الكونجرس الأمريكي به بشأن جريمة مقتل المواطن السعودي جمال خاشقجي -رحمه الله- إلا نبشًا في الماضي، واجترارًا لا داعي له لأحزان أسرة الراحل، بما لا يحترم خصوصياتهم وذكراه في قلوبهم، ولاسيما أن القضاء السعودي قد أدلى بكلمته النهائية، وأصدر أحكامًا قضائية قاطعة، قابلتها أسرة الراحل بارتياح قبل شهور قليلة.
فالجريمة النكراء قابلها استنكارٌ شديد من السعودية حكومة وشعبًا منذ الوهلة الأولى، وتعهدت البلاد بإجراء محاكمة عادلة وشفافة، ومحاسبة المتورطين في الجريمة مهما كانت مناصبهم، وتقديمهم للعدالة مهما كلف الأمر.. وهو وعد أوفت به السعودية.
القضاء السعودي قال كلمته
فقد أسدل الستار على القضية بجميع فصولها، وذلك بإصدار القضاء السعودي أحكامًا بحق المدانين، واكتسبت تلك الأحكام الصفة القطعية طبقًا للمادة (٢١٠) من نظام الإجراءات الجزائية، وذلك في شهر سبتمبر الماضي.
وقضت هذه الأحكام -وفقًا لمنطوقها بعد إنهاء الحق الخاص بالتنازل الشرعي لذوي القتيل- بالسجن لمدد بلغ مجموعها ١٢٤ سنة، طال كل مدان من عقوبتها بحسب ما صدر عنه من فعل إجرامي؛ إذ قضت الأحكام بالسجن ٢٠ عامًا على خمسة من المدانين حيال كل فرد منهم، وثلاثة من المدانين بأحكام تقضي بالسجن لعشر سنوات لواحد منهم، وسبع سنوات لاثنين منهم.
واكتسبت هذه الأحكام الصفة النهائية واجبة النفاذ طبقًا للمادة (٢١٢) من نظام الإجراءات الجزائية؛ وعلى أساسها انقضت الدعوى الجزائية بشقَّيْها العام والخاص وفقًا للمادتين (٢٢، ٢٣) من نظام الإجراءات الجزائية.
ولم تنتظر السعودية تبرئة أو إدانة من أحد أثناء التحقيق في القضية، وإصدار أحكامها النهائية؛ فكان للقضاء السعودي حضوره بما يشمل الضمانات القانونية لسلامة سير العملية القضائية، وبما يضمن تحقيق العدالة الكاملة للجميع.
وبالرغم من حساسية القضية، ومحاولات أطراف عدة لتسييسها لمآرب دنيئة، إلا أن السعودية أوفت بوعدها بإجراء تحقيق شامل، يعقبه محاكمة عادلة لكل الأطراف الضالعة في الجريمة. كما حرصت السعودية على الشفافية الكاملة بالسماح لسفراء الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن ومنظمات حقوقية سعودية وأبناء المجني عليه بحضور جلسات المحاكمة، ومتابعتها عن كثب.
ترحيب أسرة الراحل بالأحكام
وكان لأحكام القضاء السعودي النهائية صدى دولي واسع، وقابلها ترحيب بالشفافية والعدالة، والأهم من ذلك ترحيب أبناء وعائلة المواطن الراحل بما تضمنته؛ إذ قال حينها نجله صلاح خاشقجي في تغريدة عبر حسابه الرسمي على “تويتر”: “إنصاف القضاء يقوم على مبدأين، العدالة وسرعة التقاضي، فلا ظلم ولا مماطلة. اليوم القضاء أنصفنا نحن أبناء المرحوم -بإذن الله- جمال خاشقجي”. مضيفًا: “نؤكد ثقتنا في القضاء السعودي بمستوياته كافة، وقيامه بإنصافنا وتحقيق العدالة. الحمد لله والشكر له”.
كما وصف معتصم خاشقجي، محامي العائلة وابن عم الراحل، الأحكام بالرادعة، قائلاً في تصريحات صحفية إنها “تعتبر رادعًا لكل مجرم مسيء مهما كان”. مضيفًا: “لقد ارتضينا كعائلة منذ البداية تطبيق شرع الله وحكمه. ولا توجد في العالم اليوم محكمة أو جهة تطبق شرع الله وحكمه كمحاكم المملكة العربية السعودية”.