الأخبار المحلية

مستشفى “سليمان الحبيب” بالقصيم يُنقذ شاباً أُصيب في حادث مروري

نجح الفريق الطبي بمستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالقصيم -بفضلٍ من الله- في التدخل السريع لإنقاذ حياة شاب يبلغ من العمر 21 عاماً إثر تعرُّضه لحادث سير مروّع، تسبّب في إصابته بنزيف حاد، وكسور في الجهتين الأمامية والخلفية من الحوض، وكسر متفتت في الفقرة العجزية، أدّت إلى انفصال الحوض عن العمود الفقري مع ضغط شديد على الأعصاب في منطقة الفقرات القطنية السفلى.. إضافة إلى خلع كامل في الركبة اليسرى وقطع في الأربطة من الجهة الخارجية والرباطين المتصالبين الأمامي والخلفي للركبة اليسرى.

واستغرقت حالة المريض عدة عمليات معقدة لمدة أكثر من 20 ساعة، وعن حالة المريض، قال رئيس الفريق الطبي المعالج الدكتور علاء الحمدان؛ استشاري جراحة العظام والمفاصل الحاصل على الزمالة الألمانية، أن استشاريي الطوارئ بالمستشفى تعاملوا سريعاً مع حالة المريض المتدهورة، حيث تمّ إجراء الإسعافات الأولية كافة لوقف النزيف، وعمل الفحوصات المخبرية والشعاعية التي أظهرت هبوطاً بالدورة الدموية ونقصاً في نسبة الأكسجين مع فقدان تام للوعي ونزيف حاد بالبطن، إضافة إلى الكسور آنفة الذكر، وخلع الركبة اليسرى، موضحاً أنه على الفور تمّ تشكيل فريق طبي مكوّن من استشاريي الطوارئ والعناية الحرجة والعظام والجراحة العامة والمخ والأعصاب والتخدير لمباشرة حالة المريض، ووضع الخطة العلاجية المناسبة.

وأوضح الحمدان؛ أنه تقرّر وفقاً للخطة الموضوعة إجراء عدة عمليات، حيث خضع في الأولى التي أشرف عليها الدكتور غالب عابد؛ استشاري الجراحة العامة لعملية استكشافية للبطن، وتمّ خلالها إيقاف النزيف، كما شارك في هذه العملية الدكتور عادل الطويرقي؛ استشاري المسالك البولية، بإجراء عملية استكشافية للمثانة البولية، والتأكّد من سلامة جدارها من الإصابات.

واستطرد، بأنه بعدها خضع لعملية كبيرة تحت إشرافه وبمشاركة الدكتور ناجي المسعود؛ استشاري المخ والأعصاب، تمّ خلالها علاج كسور وتهتك الحوض الذي كان منفصلاً تماماً عن العمود الفقري، حيث تمّ في البداية تثبيت الحوض من الجهة الأمامية ومن ثَم تثبيت الفقرتين القطنيتين السفليتين مع الحوض من الجهة الخلفية؛ لإعادة تثبيت الاتصال بين العمود الفقري والحوض، وإزالة الضغط عن الأعصاب.

وكانت آخر العمليات التي خضع لها هي عملية إعمار الرباط المتصالب الأمامي والرباط المتصالب الخلفي، بوساطة المنظار، إضافة إلى ترميم الرباط الخارجي والأنسجة المقطوعة من الجهة الخارجية مع إزالة الضغط عن العصب الذي يمر بالجهة الخارجية من الركبة ويغذي عضلات الكاحل والقدم.

وبتوفيقٍ من الله، نجحت جميع هذه العمليات بشكلٍ كاملٍ واستغرقت أكثر من 20 ساعة، وتمّ نقل المريض للعناية المركّزة التي مكث فيها مدة أسبوعين، ثم خرج من المستشفى بعد ظهور تحسن كبير في عضلات الكاحلين، وسيخضع للعلاج الطبيعي والتأهيلي حتى يتمكن من العودة إلى المشي وممارسة حياته بصورة طبيعية.