الأخبار المحلية

60  عاماً من العلاقات المتميزة.. لماذا يدرس الماليزيون في الجامعات السعودية؟

أوضح أستاذ الإعلام السياسي الدكتور عبدالله العساف لـ”سبق” أن العلاقات السعودية الماليزية تتسم منذ زيارة الملك فيصل بن عبدالعزيز – رحمه الله – لماليزيا في العام 1974م، وما تلاها بتميزها وتوافقها على تعزيز العمل مشترك بين البلدين على المستويين الثنائي والإسلامي، باعتبارهما من الدول الرائدة للعمل الإسلامي المشترك والمؤسسة لمنظمة التعاون الإسلامي.

وأضاف أن الجامعات السعودية توفر منحاً دراسية للطلاب الماليزيين، بهدف توطيد العلاقات الثقافية والتعليمية بين المملكة وماليزيا، وتحقيق التواصل الحضاري والثقافي بين الشعبين الشقيقين، بهدف الاستفادة من الإمكانيات العلمية التي تتمتع بها الجامعات السعودية، إضافة إلى تعريف الطلاب الماليزيين بما تشهده المملكة من نهضة تنموية ومشاريع عملاقة في مختلف المجالات في ظل رؤية 2030م.

وتفصيلاً قال إن الزيارة الأولى لرئيس الوزراء الماليزي محيي الدين ياسين للسعودية في أولى رحلاته لمنطقة الشرق الأوسط منذ توليه منصبه، تعكس عمق العلاقات الثنائية بين البلدين حيث تنظر ماليزيا إلى المملكة على أنها الشريك الأهم لمملكة ماليزيا في المنطقة، كما تنظر المملكة لماليزيا كشريك اقتصادي مهم كون اقتصادها هو رابع أكبر اقتصاد في جنوب شرق آسيا.

وأبان أنه ليس هذا فحسب بل على المستوى الشعبي تحظى السعودية باحترام كبير انطلاقاً من الروابط الإسلامية والأسس المتينة للعلاقات بين البلدين والشعبين الشقيقين، كما تهتم الحكومة الماليزية الجديدة بتوطيد علاقتها مع المملكة، وترى المملكة كشريك إستراتيجي في العالم الإسلامي منذ بدء العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وكوالالمبور في عام 1961م.

وقال “العساف” إن زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز الرسمية إلى ماليزيا في العام 2017 جاءت لتؤكد مكانة ماليزيا لدى المملكة وعمق العلاقات بين البلدين، حيث شهدت هذه الزيارة العديد من الاجتماعات واللقاءات والفعاليات، إضافة إلى توقيع العديد من اتفاقيات التعاون والاستثمار بين البلدين في مختلف المجالات، كما عززت العلاقة بين البلدين بتأسيس مجلس تنسيقي سعودي ماليزي ساهم في تمتين التعاون المشترك بين البلدين في كافة المجالات.

ونوّه أن المملكتين تتميزان في تبني منهج الإسلام الصحيح القائم على الوسطية والاعتدال والتسامح ونبذ الغلو والتطرف، ومكافحة الإرهاب، ودعم العمل الإسلامي المشترك في كل مجالاته من خلال منظمة التعاون الإسلامي، حيث تقدر ماليزيا الدور القيادي للمملكة في خدمة قضايا الأمة الإسلامية وخدمة الحرمين الشريفين، كما تثمن كوالالمبور تقديم الرعاية والتسهيلات لضيوف الرحمن الماليزيين من خلال مبادرة “طريق مكة” والتي أسهمت بشكل ملحوظ في تيسير رحلة الحج من ماليزيا إلى المملكة مختصرة الكثير من الوقت والإجراءات.

وأردف أنه واقتصادياً السعودية هي إحدى العشرين الكبار وماليزيا أحد النمور الاقتصادية الآسيوية هذه الملاءة الاقتصادية قادت لشراكة إستراتيجية أثمرت مشروعين مشتركين تضمنا إنشاء مصفاة ومجمع بتروكيماويات متكامل في ماليزيا، حيث ضخت فيه أرامكو السعودية استثماراً ضخماً بقيمة 7 مليار دولار مما يعكس عمق العلاقات الاقتصادية في المجال النفطي.

وبيّن “د. العساف” أنه تم تسهيل التبادل التجاري بين البلدين حتى غدت السعودية من أكبر الشركاء التجاريين لماليزيا، وامتدت العلاقة لشمل الزيارات السياحة حيث يقصد ماليزيا أكثر من 100 ألف سائح سعودي سنوياً حيث تعتبر ماليزيا من الوجهات السياحية المفضلة والآمنة لهم، نظراً لما تقدمه الحكومة الماليزية من تسهيلات للسائح السعودي من ضمنها منحه تأشيرة دخول من المطارات الماليزية.