السعودية وماليزيا.. علاقات تاريخية تتسم بالاحترام المتبادل والتعاون على جميع الأصعدة
تتسم العلاقات بين السعودية وماليزيا منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما في بداية الستينيات بالاحترام المتبادل، والعمل على تطويرها في المجالات كافة. وقد استمرت هذه العلاقات المتميزة بين البلدَيْن على الأصعدة كافة.
وشهدت العلاقات بين البلدَين تطورًا كبيرًا منذ بدء العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وكوالالمبور في عام 1961 نتيجة التوافق في توجهات القيادة في البلدَين، وحرصها على تعزيز هذه العلاقات التاريخية.
وتوطدت العلاقات بين المملكة العربية السعودية وماليزيا منذ زيارة جلالة الملك فيصل بن عبدالعزيز – رحمه الله – لماليزيا في عام 1974م، وما تلاها من تعزيز العمل المشترك بين البلدَين على المستويَين الثنائي والإسلامي؛ باعتبارهما من الدول الرائدة في بالعمل الإسلامي المشترك، والمؤسسة لمنظمة التعاون الإسلامي.
وتحظى السعودية باحترام كبير، خاصة لدى الأوساط الرسمية والشعبية والتجمعات الإسلامية كافة.
ويمكن وصف العلاقات السعودية – الماليزية بأنها علاقات قديمة وطبيعية. وقد شهدت العلاقات السياسية بين البلدين في مراحل تطورها قدرًا كبيرًا من التميز خلال العقد السابع من القرن الماضي؛ إذ لعبت ماليزيا دورًا مميزًا إثر حريق الأقصى في أواخر الستينيات من القرن الماضي بإنشاء منظمة المؤتمر الإسلامي، كما توجت تلك المرحلة بزيارة ملكية قام بها صاحب الجلالة الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود ـ رحمه الله ـ إلى ماليزيا صيف عام 1970م.
وتطورت العلاقات بين البلدين خلال الألفية الثالثة. وتأتي زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود إلى ماليزيا في نهاية شهر يناير 2006م من أجل تكريس العلاقات بين البلدين، وتطويرها في شتى المجالات، وفتح آفاق جديدة من أجل التعاون.
وكان آخر هذه الزيارات التي قام بها رئيس وزراء ماليزيا محيي الدين ياسين أمس للرياض، وكان في مقدمة مستقبليه لدى وصوله مطار الملك خالد الدولي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، الذي رحب به وبمرافقيه في المملكة العربية السعودية. كما كان في الاستقبال الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية.
كما شهدت الظروف الحالية التي تمرّ بها المنطقة تعاونًا سياسيًّا مثمرًا بين السعودية وماليزيا، أدى إلى تبلور شكل العلاقة وظهورها كحليف استراتيجي.
من جهة أخرى، دأبت السعودية على تقديم المساعدات لماليزيا، التي تمثلت في الصندوق السعودي للتنمية، ومساعداته التي قدمها خلال الفترة من (1975م ـ 2016م) لعدد من المشاريع التنموية في ماليزيا، وكان لها الأثر الفعال في تنمية الحركة العلمية والاجتماعية والاقتصادية والبنية التحتية.