الأخبار المحلية

بالصور.. “سبق” ترصد “العنترناش”.. تاريخ في نقل الركاب والحجاج.. ومطالبات بمتحف متخصص

تصوير/ أحمد الحميد

قد لا يعرف كثيرون أن تاريخ دخول السيارات إلى الأراضي السعودية كان عام 1926، من خلال شركة نقل أجنبية بين جدة ومكة المكرمة، وحينها استهجن السعوديون رؤية المركبات باعتبارها شكلًا غريبًا لم يألفوه؛ بل إن بعضهم كان يعتقد أنها من صنع الشيطان، وبعد تباين الحقيقة استهوت السيارات أبناء الشعب السعودي دون استثناء؛ حيث بدأ المواطنون منذ ذلك بالعمل كسائقين بارعين لسيارات “اللوري” والشاحنات والحافلات، وبرزت مهنة السائق و”المعاوني” الشهيرة، وهو مرافق السائق ومعاونه على مصاعب الطريق وإصلاح أعطال “الميكانيكا”، وكان “المعاوني” يحظى بشعبية كبيرة، كما تشير مصادر تاريخية.

وفي بداية الخمسينيات الميلادية، ومع بداية النهوض الاقتصادي بعد اكتشاف النفط، قامت السيارات بدورها الكبير في التطور الاجتماعي والاقتصادي للمجتمع السعودي، وازدهرت حركة النقل حيث كانت المركبات تجوب الصحاري الوعرة، والطرق غير المعبدة لنقل الركاب والبضائع والسلع والبريد، وكان الأهالي يطلقون عليها أسماء شعبية محرفة كـ”الدمينتي”، و”الدوج”، و”الفرت”، و”عنترناش”، و”الشفر”، و”الهاف” وغيرها.. وقد رويت عن السيارات كثير من القصائد والمساجلات في الأدب الشعبي، فأحد الشعراء يقول:

سيارة عن منة الناس تغنيك ** موديلها بالحيل ما هو ضروري

مدامها تمشي وتقضي مقاضيك ** أهون من المنة وضرب الصدوري

أما عن سيارة “الماك” الشهيرة، فتقول الشاعرة “بخوت المرية”:

حن قلبي حن “الماك” على سمر العجل ** عشق السواق والدرب ممسوك وراه

إن طلع مع طلعة عشقوا له بالدبل ** وإن تسهل ريحه لين ياصل منتهاه

وحاليًا في أطراف بلدة “الهدية” بالقصيم، يُلفت منظر سيارة “العنترناش”، والاسم محرف للاسم الأصلي للشركة المنتجة “إنترناشيونال” موديل 1966م، مهملة ومنزوية في الصحراء مع عدد آخر من المركبات القديمة بعد أن أدت دورها المهم في نقل الركاب والبضائع والحجاج بين المدن، وسط مطالبات من متخصصين ومهتمين لوزارة النقل، وهيئة السياحة بتبني مشروع إنشاء متحف وطني متخصص في النقل والموصلات يجمع بقايا الحافلات، والمركبات القديمة، ويربطه بالتطور الحالي المدهش في المملكة؛ لكي يعرف الجيل الجديد تاريخ النقل في البلاد أسوة بالدول المتقدمة الأخرى التي تهتم بتاريخها وتعتني به.